جيوش العراق ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لم تَرِد النُخب الحاكمة في العراق على رعونة ( القائد الضرورة ) الذي أسقطته قوات الأحتلال الأمريكية في التاسع من نيسان عام 2003 ، حين تجاوز على الجيش العراقي المُؤسَس في السادس من كانون الثاني عام 1921 , بتشكيل جيوش رديفه بعد ( قفزته ) المشؤومة الى رئاسة الجمهورية في السابع عشر من تموز عام 1979 ، بهدف حمايته الشخصية في أول المقامات ، ولعسكرة المجتمع في آخرها ، ولم تحرك ساكناً ، ضد خطوة سيئ الصيت الحاكم المدني الامريكي ( بريمر ) بحل الجيش العراقي ، ولم تُبادر لاتخاذ خطوات وفق برامج رصينه لمواجهة النتائج السلبية التي ترتبت على ذلك ، طوال الأحد عشر عاماً التي أعقبت سقوط الدكتاتورية .

اذا كان ( جلاد العراق ) قد شكل جيوشاً ( قرضت ) من جرف الجيش العراقي الأصيل وأطاحت بهيبته الوطنية ، من مثل ( الحرس الوطني والحرس الخاص والجيش الشعبي ) ، فأن القائمين على القرار الرسمي العراقي من بعده ، أولائك المنتخبون من (ضحايا نظامه وجيوشه الرديفه ) ومن عموم العراقيين ، كان الأولى بهم أن يعيدوا للجيش العراقي الوطني هيبته وقيم مآثره وتضحيات شجعانه وتأريخه العريق ، بعد أنتهاء سلطة الحاكم المدني المتسلط ( بريمر ) ، ليُعيدو للعسكرية العراقية ( باجها الوطني المشرف ) ، الذي هو أكبر من عمر بريمر وأعمارهم .

لقد ( أنتجت ) قرارات الاستبداد كوارثاً مسجلة على مدى تأريخ البشرية ، وكانت ( حصتنا ) منها في العراق أكبر بكثير من حصص الشعوب الأخرى ، لسبب جوهري وأساسي يعرفه العراقي قبل المتخصص ، هو مسؤولية حكامنا على مدى التأريخ ، مع أستثناءات لم تقوى على موازنة النتائج لصالحها ، رغم مايشير له التأريخ في بعض صفحاته المشرقة التي أنكب على كتابتها المؤرخون الذي أثبت الزمن الى الآن ، وربما سيثبت لاحقاً الكثير من النتائج غير الايجابية في نزاهتهم !.

اذا كانت ثلاثة جيوش ( رديفة ) في عهد الدكتاتور ، قادتنا الى كل ذاك الخراب المهول في زمنه ، فمابالك الآن ونحن في زمن تعددية ( جيوش ) رديفة لا يُعرف لها قادة نوعيون ولا مهام واضحة ولاخطط نوعية ولاضرورات حاكمة ولابرامج عسكرية لائقة بتكويناتها ؟!, والأنكى من ذلك ، أن هذه الـ ( الجيوش ) تستهلك من ميزانية الدولة أرقاماً لايستوعبها العقل !.

ولأن القائمة مفتوحة وقابلة لزيادة أعدادها في كل لحظة ، وليس أدل على ذلك من ( الخبر الصادم )  الذي نشرته جريدة الحياة اللندنية على صدر صفحتها الأولى اليوم ، والذي كان عنوانه ( واشنطن تسعى الى تشكيل جيش قوامه 100 ألف مقاتل في المناطق السنية  ) ، وهو مسعى من الادارة الأمريكية لأضافة جيش ( جديد ) لجيوش الخراب ، فأننا نشير الى أن ( جيوش العراق ) هي الأكثر عدداً في تأريخ الأنسانية ، ومن حقنا مطالبة موسوعة ( كنس ) بتسجيل تفردنا ، فنحن لدينا جيوشاً متعدده ( قياساً لعدد نفوس العراقيين ) لايمكن أن تسبقنا بأعدادها أكبرشعوب الأرض ،وهي جيوش ( الشهداء والمعوقين والمفقودين والأرامل والأيتام والعاطلين عن العمل وعموم الفقراء ) ، الذين تضرروا من النظام السابق ولازالوا متضررين من حكام العهد الجدي ، دون أن تتلوث ضمائرهم ونفوسهم بولاء للمحتل ، ولابرهان على الوطنية الحقيقية .

لكن بالمقابل هناك جيوش أُخرى لاتمت بصلة للوطنية العراقية ولا للانتماء لشعب العراق ، من القتلة وسرق المال العام والنفعيين والدجالين والمنافقين والوصوليين والمزوريين والمندسين والجواسيس وووو .. ، الى آخر القائمة الملوثة التي يعرفها الوطنيون الحقيقيون .

ان انقاذ العراق من الطاعون ( المُرَكَب ) يستدعي من كل الوطنيين النهضة النوعية لاسقاط قرارات ومفاهيم وأنشطة ودعوات تشكيل الكيانات والجيوش العسكرية ، التي تستهدف المشروع الوطني العراقي الذي لايحتاج الى تعقيد وتبويب وأجتهاد ، لأنه مشروع وطني واضح كما هي كل المشاريع الوطنية التي تبنتها الشعوب ، وأعتمدت على ركائزها المدنية لأعادة بناء بلدانها بعد سقوط الدكتاتوريات ، بغض النظر عن مواقعها الجغرافية ونظريات قادتها الجدد وتشكيلات منظماتها المدنية ، وبدون ذلك ستبقى ( جيوش ) السلطة مؤذية للشعب ، حتى لو كانت السلطة منتخبة !.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 01-12-2014     عدد القراء :  2241       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced