الإهدار الظالم لموارد السياحة الدينية
بقلم : مهدي قاسم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من المفترض إن تكون موارد السياحة الدينية في العراق هائلة و طائلة ، و ذلك إذا أخذنا بنظر الاعتبار و الحساب المستطاب تلك الملايين العديدة من الزائرين الأجانب الذين يتوافدون إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة في النجف و كريلاء و سامراء و غيرها ، زائدا الملايين الآخرى من الزائرين المحليين من داخل العراق ، فهذا يعني بإننا إزاء بضعة ملايين من الزائرين الذين يُفترض بهم إن ينفقوا مئات من الدولارات كرسومات الفيزاــ في حالة الزائرين الأجانب ـــ إضافة إلى نفقات النقل و المنام فضلا عن الطعام ، وهو الأمر يعني دخلا إضافيا و مهما ، قد يتجاوز عشرات الملايين من الدولارات في كل مناسبة دينية ـــ وهي مناسبات غالبا ما تحدث في العراق وعلى مدار السنة برمتها !!ـــ و الذي ــ أي الدخل الآنف الذكر ـــ كان العراق ولا زال بأمس حاجة إليه لإنفاقه على كثير من المتطلبات المادية الملّحة في مجال الضمان الاجتماعي و تطوير البنى التحتية ، وكذلك على صعيد تحديث مجالات التعليم و الطبابة والترفيه الاجتماعي و غير ذلك ..

ولكن كل ما قلناه أعلاه هو مجرد تصّور نظري فحسب ..

أما واقع الحال فإنه يُشير إلى شيء معاكس تماما ، أي إلى عدم الاستفادة من هذا الدخل الافتراضي الهائل ، بل و إلى إهداره عبثا و هباءا وبمزيد من عدم اكتراث ولا مبالاة ، لحد استسخاف بهذا المورد الافتراضي الهائل ، بسبب العقلية الإهدارية و التبذيرية و الإستسخافية السائدة و غير المسئولة عند العديد من المسئولين و المعنيين بهذا الأمر سواء داخل الحكومة أو عند المؤسسات الدينية المهيمنة ، و ذات صاحبة الأمر و الشأن على هذا الصعيد ..

و ضمن هذا السياق لا نفهم لماذا الغت الحكومة العراقية رسوم الفيزا الإلزامية من ملايين من الزائرين الإيرانيين القادمين إلى العتبات المقدسة في العراق و أعفتهم من واجب الدفع لثمنها ، في الوقت الذي يدفع الزائر العراقي الذاهب إلى مشهد ــ على سبيل المثال و ليس الحصر ـــ في إيران بحدود خمسة و أربعين ألف دينارا عراقيا أي ما يعادل خمسة وثلاثين دولارا ثمنا للفيزا .. هذا دون أن نتحدث عن إنَّ معظم هؤلاء الزائرين الإيرانيين و غيرهم أيضا يأكلون و ينامون مجانا و يحصلون على شتى الخدمات مجانا أيضا ..

بينما الزائر العراقي إلى إيران أو السعودية و غيرهما ـــ كسواح دينيين ـــ لا يحصل حتى ولا على وجبة طعام مجانية واحدة فقط ، ناهيك عن فيزا مجانية أو سكن بلا مقابل نقود ..

كما إن ثمة عديدا من العراقيات و العراقيين الزائرين إلى إيران قد شكوا من المعاملة السيئة لهم و ذات طابع عنصري و احتقاري و استسخافي واضح بهم ، لكونهم من العرب ، تصل أحيانا ــ ولو نادرة جدا ـــ إلى حد مصادرة جوزات سفرهم من قبل مدراء فنادق بشكل تعسفي و مزاجي كيفي ، و ذلك عندما ينوي السائح العراقي بترك الفندق لكونه غير نظيف أو يفتقر إلى مستلزمات الراحة و النظافة ..

لذا فقد آن الأوان أن يُنظر إلى السياحة الدينية في العراق من منظور مورد اقتصادي أيضا ، و أعتباره رافدا مهما و ضروريا ضمن مدخولات و موارد الاقتصاد العراقي العام ..

سيما بعدما انخفضت أسعار النفط انخفاضا شديدا ، مسببا ارباكا كبيرا في خزينة الدولة و الميزانية العامة التي باتت بحاجة حتى إلى فلس واحد أيضا لسد النقص الكبير بالميزانية السنوية .

  كتب بتأريخ :  الأحد 14-12-2014     عدد القراء :  2031       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced