لو لا العصر التنويري الذي حققه المثقفون الأوروبيون بمختلف اتجاهاتهم الفكرية و الإبداعية و الذي أدى إلى فصل الحكم الثيوقراطي الكنسي عن الدولة و تمهيد الطريق نحو الحكم الديمقراطي و التعددي البرلماني و الذي عُمد بالدم و جماجم الضحايا كشهداء الفكر و الحرية من قبل عشرات من مفكرين و علماء الذين لم تردعهم أصناف البطش و التنكيل و القتل ولا تراجعوا أمام شراسة الاضطهادو الملاحقة الدائمة لشدة إيمانهم بقضيتهم العادلة و مواقفهم المبدئية الأصيلة و الراسخة ، نقول لولا هذا الإصرار بالمضي قدما لتحقيق شروط و متطلبات عصر التنوير و التقدم ضد القوى الكنسية الرجعية المعيقة و المعرقلة لمسيرة التقدم و المتخلفة و المتجسدة بالحكم الثيوقراطي الكنسي ، لما دخلت البشرية عصور التطورات و الاكتشافات العلمية المتواصلة حتى الآن ....
فالمثقف الأوروبي على عكس من غالبية المثقفين العرب لا يتراجع عن قناعته ولا يهادن القوى المعادية أو المهددة مهما كان التهديدا خطيرا و قاتلا عندما يشعر بأن حريته في التعبير و الإبداع و التفكير مهددة بالمصادرة أو التقييد ..
لذا فنحن نرفع قبعاتنا أمام راسمي شارلي ابيدو : شهداء حرية التعبير و الإبداع و المواقف المبدئية الأصيلة ، الذين لم تردعهم حثالات العقائد الهمجية من برابرة العصر السفاحين ..