الوحدة الوطنية هي صمام الامان
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

استيقظت فرنسا على رعب الارهاب الدموي ,وعاشت ايام محنة عصيبة , لكن سرعان ما اخذت زمام المبادرة , برد فعل قوي وحاسم على عواصف الارهاب الدموي , الذي ضرب العاصمة ( باريس ) ووقع ضحايا ابرياء نتيجة همجية عقليات متخلفة ومتحجرة بالوحشية , تحولت زمام المبادرة في مجابهة وحشية الارهاب , بالاعتماد على الشعب بقواه السياسية والدينية , وقلبت ميزان المعادلة , واثبت ان قوة الشعب اقوى واعظم من همجية الارهاب الدموي , وان كل الخلافات والتنافس السياسي انزاح الى المراتب الثانوية وحل محلها مصالح الوطن العليا وحماية الشعب من نيران الارهاب الدموي . فقد اندمج الشعب بكل فئاته , في مسيرة واحدة لمحاربة الارهاب , اذا لم يكتفي في اطار الاستنكار والادانة , بل اندرج بالمشاركة الفعلية في التمسك بالوحدة الوطنية وحماية مصالح الوطن , هذا الرد السريع في تماسك الشعب الفرنسي امام موجه الارهاب الدموي الهوجاء . وبسد كل الثغرات التي ينفذ منها الارهابين وحصرهم في زاوية ضيقة , بذلك نجحت الحكومة بتحشيد وتجنيد قوى الشعب في قطع الطريق على الارهاب والارهابين , وبذلك اصبحت عمليات الارهابية التي اغتالت المواطنين , شاذة وهجينة ومرفوضة وبالضد من كل مواطن ومنافية لمصالح الوطن وامن المواطن , امام هذا تماسك قوي في صفوف الشعب الفرنسي . اعطى مثالاً رائعاً عن معنى التماسك الوطني واهمية الوحدة الوطنية , واصبحت شعار الوطن المركزي لدحر الارهاب والانتصار عليه . وهذا الدرس الثمين , ما احوجنا اليه في محنة العراق الحالية , بان نضع مصالح الوطن العليا فوق اي اعتبار وفوق الجميع , وفي رص صفوف الشعب بكل مكوناته تحت راية الوطن , في مجابهة الارهاب الدموي من داعش والدواعش , ويجب ان لا نغفل وننسى بان الارهاب لا دين ولاعقيدة ولا قيم واخلاق , سوى القتل وسفك الدماء , من هنا تاتي اهمية القوى السياسية والكتل النيابية , المسؤولية في صنع المبادرات الخلاقة , في استنهاض الخطاب الوطني , ودعم بقوة وحسم ثقافة الاخاء والتسامح والتعايش , واحترام حقوق ورأي الاخر , وتشجيع المبادرات الشعبية التي تجمع مكونات الشعب في مهرجان واحتفال ومسيرة واحدة مجتمعة , بالتضامن وتقديم كل اشكال المساعدة الى النازحين والمشردين , والذين يعودون الى ديارهم بعد تطهيرها من عصابات داعش الارهابية , ان زج مكونات الشعب في معركة التحرير لطرد فلول داعش المجرمة , تتطلب مبادرات جماهيرية في كل انوعها المجربة في الرص والتحشيد والتوافق , حتى يستطيع العراق ان يتجاوز المحنة الخطيرة , التي عصفت به حالياً , ان معركة تقرير المصير العراق , هي معركة كل مكونات الشعب واطيافه , بهذه الروحية الخلاقة نستطيع ان نزرع الثقة والعزيمة بالانتصار على داعش وعلى ارهابها الدموي , ان الشرط اللازم هو التماسك والتوافق الوطني والوحدة الوطنية , وقمع بصرامة وقسوة قاسية , لمروجي الفتن والنعرات الطائفية , ومعاقبتهم بصرامة القانون , كل من يتعاطى ويروج ويدعم ويشجع الخطاب الطائفي البغيض , مهما كان شأنه ومركزه السياسي والحكومي , لان مصالح الوطن فوق اي اعتبار اخر , ولا يمكن لاية جهة ان تتطاول على الوحدة الوطنية ومصالح الوطن من اجل غايات طائفية مرفوضة . لو سلكنا هذا الطريق السالك الى جادة السلامة , فان العراق يستطيع ان يخرج من الازمة الخطيرة , بالنور والامل , وهذا واجب الاطراف السياسية والكتل النيابية , وان يعمقوا الديموقراطية بمسارها الصحيح والحقيقي , بداياتها حل الخلافات السياسية بالحوار المشترك والبناء , الذي يخدم الوحدة والتوافق الوطني . هذا هو الحل الوحيد لمعضلة العراق الحالية

  كتب بتأريخ :  السبت 10-01-2015     عدد القراء :  2787       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced