اللجان التحقيقية تنفخ في السراب
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من المعزوفات المشروخة , التي ضجر المواطن من سماعها , لبذائتها وعفنها وكذبها ونفاقها وقبح اصواتها , وهي تدل على احسن برهان , على الهزلة والضعف والعجز والشلل القادة السياسيين المشرفين على شؤون الدولة والمواطن . ويستنتج منهم على الفوضى والتخبط السياسي , والتقصير الكبير الذي يضرب ويمزق المصداقية والنزاهة , في المسؤولية والواجب الوطني . فبعد كل فضيحة او اتهام تعط منه روائح العفنة والكريهة بحق الوطن والمواطن , نسمع المعزوفة السيئة الصيت والسمعة , بان الحكومة او البرلمان اتخذ قرار بتشكيل لجنة تحقيقية لتقصي الحقائق , وكشف الملابسات والمتورطين والمتهمين وتسليط كل الضوء بالمكاشفة الصريحة مع الشعب , ضد المخالفين والمتهمين بتجاوز القانون وعدم احترام الواجب والمسؤولية والعمل المهني , واتخاذ القرار الصحيح والرصين بحقهم . وبذلك تواصلت اللجان التحقيقية ازاء الاتهامات بالفساد السياسي والمالي والارهابي , ولمدة عقد كامل من الاعوام , لم تتوصل لجنة تحقيقية واحدة من كثرة اللجان التحقيقية , الى نتائج ملموسة او نتيجة ايجابية من خلال عملها الطويل , ولم تتوصل الى مكاشفة تقصي الحقائق وتقديمها الى الشعب او الرأي العام , وتشخيص لائحة الاتهام والتورط بحق الفاعلين , بحيث تحفظ هيبة الدولة ومكانتها . بل ان هذه الملفات المتعلقة بالمخالفات الشنيعة وحتى بعضها يصل الى ارتكاب الجرائم الكبرى , تترك في سلة المهملات , بعد هدوء العاصفة والضجة السياسية , والاحتجاج بالتذمر الشعبي العارم . ونتيجة هذا الخلل والتقاعس , زادت وتيرة الفسادا السياسي والمالي والارهابي والاداري , الى اقصى درجات الخطر , ودفن هذه الملفات في جوف سابع الطبقة السفلية من الارض . ولذلك جلبت المصائب والاهوال والكوارث للعراق , وزادت من الشرخ السياسي , وعمقت المشاكل والازمات , بسبب ضعف ارادة وعزيمة القادة المشرفين على شؤون البلاد والمواطن , ونعتهم بالاصابة بداء الكساحة والشلل , وقلة كفاءة والوطنية , فخلال عقد كامل من الاعوام , لم يستطيعوا ان يخرجوا ملف واحد من هذه الملفات الكثيرة والمتراكمة من حجر الافعى . . فاين اللجان التحقيقية في ملفات النهب وسرقة الاموال التي تبلغ بالمليارات الدولارات خصصت لمعالجة ازمة الكهرباء ؟! . . اين اللجان التحقيقية من سرقة مفردات حصة البطاقة التموينية ؟ اين اللجان التحقيقية من شراء المواد الغذائية الفاسدة والتالفة والمسمومة ؟! . . اين اللجان التحقيقية من الفساد المالي الذي عطت روائحه العفنة والكريهة ووصلت غبارها المسموم حتى خارج العراق , في الوزارات الدفاع والداخلية والصحة والتعليم وو . . الخ ؟! . . اين اللجان التحقيقية من الذين اختلسوا اموال الدولة في وضح النهار وليس في الليل وتحدث عنها الاعلام الداخلي والخارجي ليل نهار ؟! . . اين اللجان التحقيقية في صفقة شراء الاسلحة الروسية , والتي اطاحت في وزير الدفاع الروسي وبعض القادة العسكرين الكبار بتهمة الرشوة والفساد ؟! اما في العراق لم يحدث اي شيء كأن الاجواء والصفقة نزيهة 100% !!! . . اين اللجان التحقيقية من صفقة شراء الاجهزة الكشف عن المتفجرات ( سونار ) المغشوشة والتي سببت اراقة دماء عشرات الآلآف المواطنين الابرياء , نتيجة السيارات المفخفخة , وتجارة الصفقة الميامين , يمشون مرفوعي الرأس , كأنهم قدموا خدمات جليلية في ابادة المواطنين بشكل جماعي ؟ ! اين اللجان التحقيقية من عمليات غسل الاموال وهروبها خارج العراق على يد عتاوي الفساد الذين يحتلون مناصب الرفيعة في الدولة العراقية ؟ !! . . اين اللجان التحقيقية في كثير من المجازر المروعة التي حدثت في مختلف مناطق العراق , ومنها مجزرة سبايكر وسجن بادوش في الموصل , وتعدت ارقام الضحايا الابرياء عدة الآف ؟! . . اين اللجان التحقيقية من اختفاء وفقدان اكثر من 15ألف عسكري على يد عصابات داعش المجرمة , ولحد الآن لم يعرف مصيرهم ؟! . . اين اللجان التحقيقية عن خيانة تسليم الموصل الى عصابات داعش دون مقاومة وبسلاحها الثقيل ؟! . . اين اللجان التحقيقية عن الخارجين عن القانون , الذين ارتكبوا اعمال وحشية في منطقة ( بروانة ) في محافظة ديالى ؟! . . اين اللجان التحقيقية بوجود اكثر من 6 آلآف مشروع وهمي , كلف خزينة الدولة عشرات المليارات الدولارات ؟! . . اين اللجان التحقيقية بكشف وجود جيوش جرارة من الفضائين او الوهمين في مؤسسات الدولة ؟! . . اين اللجان التحقيقية من الاعتداء السافر على افراد شرطة المرور من قبل حماية ( وزير انتهاك حقوق الانسان . او وزير كابوي الامريكي ) ؟! الذي جلب السخرية والمسخرة للعراق امام الرأي العالمي , بان العراق تحول الى فلم الاكشن الامريكي . والقائمة تطول بالملفات , واللجان التحقيقية تغط في نوم عميق , نوم اهل الكهف , كل هذا يبرهن على فقدان القدرة والارادة والعزيمة , بالشجاعة المسؤولة التي تحترم واجبها وعملها ومسؤولياتها وغياب الحرص الوطني , في تطبيق القانون على المخالفين والمتورطين بهذه الجرائم و التي تمزق هيبة الوطن , وتمزق المصالح الوطنية العليا , وتستخف وتستهتر بالشعب . من المفروض لو توفرت القيادة الوطنية الشريفة والنزيهة , لارسلت هؤلاء الحثالات والازبال الى المحاكم العراقية , وحفظت اموال وسمعة العراق من التلاعب والسرقة

  كتب بتأريخ :  الخميس 05-02-2015     عدد القراء :  2325       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced