أحترمك .. لكنني لا أثق بك ..!!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بهذا الايجاز البليغ وشديد الاختصار ، رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على ماقاله نظيره الأمريكي باراك اوباما أمام منتدى لقادة منظمات المجتمع المدني في العاصمة البنمية ليما ، على هامش مؤتمر الأمريكيتين (لقد "ولت الأيام التي كانت فيها أجندتنا في هذا النصف من الكرة الأرضية تفترض أنه يمكن للولايات المتحدة التدخل فيها بكامل الحصانة ) ، وهو ايجاز يستند الى تأريخ طويل ومستمرمن التدخلات السافرة للادارات الامريكية المتعاقبة في شؤون بلدان القارتين والعالم لتحقيق مصالح الأمريكيين على حساب مصالح الشعوب ، ولو طُلب من الرئيس الفنزويلي أمثلة على ذلك لاستشهد بأحدث مرسوم وقعه أوباما في التاسع من آذار الماضي واصفاً فيه فنزولا بأنها ( تشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي !) ، وكان رد الرئيس الفنزيولي عليه بمستوى مسؤوليته الوطنية والأخلاقية ، حين طالبه في الثالث عشر من آذار بسحب ذلك المرسوم الذي وصفه بـ ( غير الأخلاقي ) ، وطالبه بتقديم الأدلة على مضمونه .

فنزويلا التي عانت كثيراً من التدخلات الأمريكية في شؤونها ، قبل أن يرتقي للحكم فيها الرئيس الراحل هوغو شافيز في انتخابات ( 1998 ) ، تبلغ مساحتها مايربو على ( 900 ) الف كم مربع ، وهي بذلك تمثل ثلاثة أضعاف مساحة العراق ، فيما يقترب عدد سكانها من ( 30 ) مليون نسمة ، وتمتلك ثروات نفطية سال لها ( لعاب ) الادارات الامريكية المتعاقبة ، لكن جذوة الوطنية الحقيقية التي أشتعلت بقلوب أبنائها الوطنيين ، كانت قلبت طاولات الحساب النفعي للادارات الامريكية في عهد تشافيز وخلفه مادورو ، ولم تنكسر أمام المؤمرات الامريكية المستمرة خلال ربع القرن الماضي ، مسترشدة بنهج كوبا النوعي ومدرسة قادتها الوطنية والأخلاقية المستندة على قواعد انسانية لاتتوفر في اخلاقيات الادارات الامريكية .

الرجل ( الرئيس الفنزولي ) ، له حساب مع شعبه الذي أنتخبه ، ولأن معدنه الوطني غير القابل لصدء المصلحة الشخصية ، يعينه في الصراحة الشجاعة ، لم يوفر للرئيس الامريكي فسحة  ( طلاء الصورة ) بألون أنسانية ، خاصةً أمام منظمات المجتمع المدني التي يفترض أنها الأقرب لقراءة البشاعة في سلوك الادارات الامريكية على مستوى العالم ، وكان رده موجعاً لاوباما على المستوى الشخصي والعام ، لأن حقائق التأريخ لاتقبل التزوير والتغليف والدوران والتعتيم وشراء الذمم والدفع بالآجل ! .

الدرس الذي قدمه الرئيس الفنزويلي كبير ومهم ويمكن الاستناد عليه في العراق لمواجهة الامريكيين وغيرهم ، لكنه يحتاج الى قادة ( رجال ) بمعنى الكلمة ، يقولون للأمريكي وللآخرين العابثين بالساحة العراقية ، علناً ودون مواربة ولافلسفة فارغة ولامصطلحات وغوغاء لغة ، يقولون لهم ( اننا نحترمكم .. لكننا لانثق بكم ! ) ، فهل يفعلها قادتنا ؟ ، ونستدرك لأننا نعرف الطحين والعجين وخبزه ، لذلك نعيد السؤال ، هل يفعلها البعض من قادة العراق ويقولون علناً وأمام شعبهم ، يافلان وياعلان ويا ويا ويا ، أفعلوا ما يدفعنا الى الوثوق بكم والتعاون معكم ، بدلاً من الاذعان لرغباتكم ومصالحكم التي دمرت العراقيين ومازالت ؟ ، أنا أشك في ذلك ، مثلي مثل السواد الأعظم من العراقيين ، وهذه مصيبتنا !!.

  كتب بتأريخ :  الأحد 12-04-2015     عدد القراء :  1968       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced