هل حكومة العبادي نجحت في محاربة الارهاب وفشلت في مكافحة الفساد المالي ؟
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يبدو ان الجهود المثابرة والمساعي الحثيثة المبذولة , في محاربة الارهاب والارهابين من داعش وفروعها , تجني قطف ثمارها من المواجهات المسلحة الدامية مع تنظيم داعش , على مختلف محاور القتال والجبهات المحتدة بالحروب الطاحنة , في تحرير المدن والاراضي العراقية من الاحتلال الداعشي , ونجحت الحكومة في تحشيد وتجنيد الطاقات البشرية والمعنوية , وزجها في جبهات القتال , وانها كسبت الجولة الاولى من الحرب ضد عصابات داعش المجرمة , التي تضعضعت قدراتها وامكانياتها وعزيمتها القتالية كثيراً , وتكبدت خسائر فادحة لا تعوض , وانتقلت الى حالة الدفاع والتقهقر والتراجع , واضعفت بشكل مستمر المعنويات , واصبحت في حالة مهزوزة وميؤس منها , لا تنقذها من فداحة تكبيدها الخسارة والاندحار والمصير الاسود المشؤوم الذي ينتظرهم , وقد بدأت بوادره تلوح بشكل واضح وكبير , في الهروب والفرار من الجبهات القتالية , رغم القوانين الصارمة ضد عناصره , بالاعدام والذبح من يفكر في محاولة الهروب والفرار , من يشارك في الانتكاس في المحاور الحربية . ان هذه المعنويات المنهوكة والمتضعضعة والمندحرة , بالهزائم المتكررة التي تذوق طعمها المر والحنظل تنظيم داعش الارهابي , وهذا يفتح الامل الكبير في الانتصار على الارهاب الدموي ودحره واسقاطه , ويفتح العزائم والمعنويات القتالية العالية , في التحضير لتحرير محافظة الانبار والموصل . ان هذه الانتصارات جاءت , بسبب التلاحم العريض والاسناد الشعبي الواسع , من قوات الحشد الشعبي وقوات ابناء العشائر السنية وقوات البيش مركة , التي تحالفت على طرد عصابات داعش , وتطهير الارضي العراقية , وتوجيه ضربة قاصمة تشل قدراتهم بشكل نهائي , وتخليص المواطنين من شرورهم التخريبية والوحشية . ان هذه الانتصارات التي تحققها القوات العراقية , تزرع الامل بتوحيد صفوف الشعب واطيافه بالارادة الوطنية , القادرة على صنع المعجزات . ان الارادة الوطنية هي التي انتصرت , وهي التي تنقذ العراق والعراقيين من الارهاب الدموي , وان يكسب معركة المصير بجدارة , ويسحب البساط من عصابات داعش , بتحججها وتذرعها , بانها تدافع عن الطائفة السنية المغدورة والمهشمة , ولكن الواقع الفعلي يمزق هذه الادعاءات المزيفة والمخادعة , بدليل الاعدامات الجماعية التي كثرت رقعتها في الفترة الاخيرة بشكل رهيب , ضد ابناء بعض العشائر السنية , والدليل الاخر بان اكثر العشائر السنية حملت السلاح ضد عصابات داعش , وان التلاحم العريض من صفوف الشعب واطيافه , بالدفاع عن العراق , يفتح الامل الكبير في في الوفاق والوحدة الوطنية المتماسكة , وهذا الطريق يشدد الخناق على الشحن الطائفي وخطابه المقيت . وان كل المؤشرات تدل ان حكومة العبادي نجحت في الاختبار , في المواجهة ضد الارهاب الدموي , بتشكيل جبهة وطنية عريضة , يقطف ثمارها الآن الشعب , وهذا يحدونا الامل بفتح النيران على جبهة اخرى , لاتقل اهمية عن شرور الارهاب الدموي , وهو مكافحة غول الفساد المالي , الذي نهب البلاد والعباد , وساهم في تجويع الشعب , وعدم تقديم الخدمات العامة الكافية , وساهم تعويق تطور البلاد , ان الفاسدين استغلوا بضمائر ميتة , المنصب والنفوذ , للسرقة واللصوصية والاختلاس والاحتيال , في تفريغ خزينة الدولة المالية . لذلك تبقى الانتصارات على داعش ناقصة ومبتورة , اذا لم تركز الجهود على هذا الجانب الحيوي والخطير . لان الارهاب والفساد , وجهان لعملة واحدة , ولا يتكلل الانتصار , إلا بمكافحة الفساد والفاسدين , وتطهير مؤسسات الدولة من طاعونهم الخطير , ولا يمكن الاستمرار بنهب مرافق الدولة بالفرهدة والفرهود , دون اتخاذ قرارات شجاعة ضد الفاسدين , او دون تدخل الدولة ومحاصرتهم , مهما كان جبروتهم وشأنهم السياسي , وان عدم المجابهة لوباء الفساد , يعني ضياع واهدار التضحيات الكبيرة من ابناء العراق , في الموجهة الحربية مع تنظيم داعش المجرم . فاذا ظل الفساد يعشعش في كل مرفق حكومي , والفاسدين يجولون ويصولون بكل حرية , دون تقليم اظافرهم , وقص اجنحتهم , والتضيق الخناق عليهم , في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة بالازمة المالية الخانقة , ولا يمكن ان يدفع المواطن البسيط ضريبة سياسة التقشف , بينما الفساد والفاسدين , يمرحون في الرفاه والنعمة والترف والجنة , هذا ليس من العدل والانصاف , ولا يمكن ان يكون مقبولاً من ذوي الضائر الحية . فقد حان الوقت الملائم لمحاربة الفاسدين واللصوص والحرامية , الذين جعلوا العراق , مغارة ( علي بابا ) , وعليه ينبغي الاهتمام الجدي وتحشيد الجهود والمساعي لوضع حد لطاعون الفساد المالي , وتطهير حشراته وذبابه المسومة , ووضعها على مشرحة العدل والقصاص الصارم

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 15-04-2015     عدد القراء :  1974       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced