البهائم تتصارع على الغنائم والجيش يتكبد الهزائم
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

واخيراً وصل نظام الحكم الطائفي الى مرحلته الاخيرة , واحترقت كل اوراق السياسية , التي يتذرع بها ويلوح بها في كل نكسة سياسية , هكذا يعلن افلاسه الكامل وعجزه المصاب بالشلل , في ادرة شؤون قيادة  العراق , وحتى لم يبق له من افلاسه التام  , سوى الجرأة الرجولية بالاعتراف بالحقيقة المرة , ولم يكن صالحاً ومؤهلاً لقيادة العراق الى بر الامان , بسبب تنافسهم المجنون على العككة العراقية , بان يكون العراق  بقرة حلوب لوحدهم دون غيرهم , هذا الهوس المجنون بالركض وراء بريق الشهرة والسلطة والنفوذ , ورهانهم الكلي عليه , من اجل تدعيم  المصالح الشخصية البحتة , وفي تعظيم ( الانا ) وهم يحملون ماركات منتهية الصلاحية والاستعمال , ولكن جنون الغرور والعنجهية والمكابرة الفارغة , وسد الافق بالتزمت والتعصب , حتى تأصلت في اعماق  انفسهم , بأنهم اولياء الله على البشر , وهم في حقيقة الامر , بهائم في السياسة والادارة وفي الشؤون الاقتصادية والعسكرية , لا يملكون الكفاءة والخبرة والمسؤولية والوطنية , محاطين بمئات من الجحوش الاوباش من المستشارين الاغبياء  , الذين لايفهمون الف باء السياسية وفن ادارة شؤون الدولة , وكيفية مواجهة المشاكل والازمات ببراعة واقتدار  , وليس تعميقها نحو الاسوأ والاخطر , ولا يتركون مجالاً لمشاركة اصحاب العلم والكفاءة والخبرة والقدرة في ادارة اصعب الملفات العويصة , خوفاً من احتلال مناصبهم  , وبالتالي يخسرون الملعقة الذهبية  ونفوذهم السياسي , لذلك يظلون  بعران في السياسة والقيادة , يعمقون الخراب بتحول العراق الى مقبرة كبيرة تضم رفات  المجندين والمدنين الابرياء  , بان يكونوا حطب ووقود لحروب  فاشلة , ولايملكون   الحد الادنى من التخطيط والتنسيق وترتيب المهمات  . ان هذه المصيبة في الفشل في القيادة والمسؤولية , تنعكس سلبياً على المشاكل والازمات , ومنها ضعف وزعزعة المعنويات لدى القوات الجيش العراقي , الذي تصيبه بالنكسات والهزائم , بسبب ضعف التنسيق وغياب الدعم والاسناد والعون , بل تركهم محاصرين ليكونوا  لقمة سهلة لوحوش داعش , في الكثير من الاحيان  , واخرها في  بيجي والرمادي ومناطق اخرى , بان يكون زمام المبادرة والتقدم والاقتحام , من نصيب عصابات داعش , في تكبيد القوات العسكرية خسائر فادحة , وبالتالي يفسح المجال لهذه العصابات الوحشية ان ترتكب المجازر الوحشية بحق المحاصرين من قوات الجيش والمدنيين اصحاب المنطقة , ان سقوط الرمادي وبيجي , يتحمل كامل  المسؤوليته القيادة العسكرية والسياسية , والاحزاب الحاكمة في الحكومة والبرلمان . ان العراق يعاني من التشرذم السياسي , بسبب هذا التخاصم المجنون على المناصب والشهرة , وثبت بان هذه القوى الحاكمة , لايعنيها المواجهة مع داعش , ولا تمدد وتوسعها على حساب الدولة العراقية , ولا على الخراب الذي سيلحق بالعراق , بقدر التمسك والتشبث  بالمنصب والكرسي والنفوذ , حتى لو تمرغت الدولة العراقية في الوحل الاسن , بل كل عقلهم وبصرهم وبصيرتهم , هو كيفية  فتح نوافذ للاستحواذ على الغنائم والفرهود , اما العراق والشعب ليذهب الى جهنم وبئس المصير , هذه شريعة الغاب التي اتفقوا عليها بالكامل دون خلاف  , وليتحول العراق الى مقبرة كبيرة وانهار من المجازر الدموية , وعندما تحين ساعة الصفر يكونوا خارج العراق مع عوائلهم , ليعيشوا حياة الجنة من الاموال المنهوبة , لذلك فهم يلتقون بوحدة الهدف والغاية والمصالح المشتركة مع عصابات داعش , في تخريب وتحطيم العراق , لم تطول فرحتنا بخروج حكومة المالكي الفاشلة , التي جلبت البلاء والمصائب والخراب , حتى وقعنا في حكومة العبادي المترددة والخائفة والمرتجفة , والتي تنقصها العزيمة والارادة والثقة بنفسها , بان تكون بمستوى التحديات , وتصدر الاجراءات القوية والحاسمة , في اجراء اصلاحات سياسية فعلية على الواقع الملموس , بحيث تنقل العراق الى نقلة نوعية , في الحفاظ على وحدة العراق , وصيانة السيادة الوطنية , وتتوجه بحزم قوي لمكافحة الفساد والفاسدين , وتنظف مؤسسات الدولة من الفساد المالي والاداري , وتحويلها الى مؤسسات وطنية لجميع مكونات الشعب , وليس توزيعها بالحصص الطائفية بين احزابهم فقط , وان تتخذ الاجراءات الصارمة والقاسية والرادعة بحق الخارجين على القانون , ومثيري الفتن الطائفية , ونزع الغطاء السياسي على الجهات التي تدفعهم وتحرضهم على التخريب وحرق ممتلكات المواطنين , وتوجيه اصابع الاتهام الى الاطراف السياسية , التي تعمل على تعميق الشق الطائفي او تسميم المناخ السياسي , من اجل مزايدات  سياسية تافهة ورخيصة , ان هذه الاطراف السياسية المنضوية تحت لواء التحالف الوطني الشيعي , استغلت هشاشة وانزوى التحالف الوطني  خلف الكواليس , وهو يعاني من ازمة سياسية خانقة تهدد مصيره  , بدليل ما يقارب عام كامل , لم يفلح بالتوافق على ترشيح  رئيس له , بسبب النزاعات على الكرسي , في ظل هذه الاوضاع الخطيرة والعصيبة , وفي ظل تمدد وتوسع داعش وانحسار القوات العراقية من جبهات القتال , ان الذين يحلمون بافشال العبادي , يكبدون العراق خسائر فادحة , وهم يتحملون المجازر الوحشية ضد المجندين والمدنيين الابرياء

  كتب بتأريخ :  الأحد 17-05-2015     عدد القراء :  1944       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced