الرطانة الدبلوماسية .. السعودية وقطر تواجهان الارهاب ..!!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

المواطن العراقي المكلوم بخساراته المتلاحقة على مدى نصف قرن من الحروب العبثية التي رسمت خرائطها نخبه السياسية المتناحرة على الكراسي ، يقف مذهولاً أمام تصريحات وزير الخارجية العراقي وهو يستقبل أقرانه السعوديين والقطريين ووفودهم المرافقه في المنطقة الخضراء ، ضمن ملف الترتيبات الدبلوماسية لفتح سفارات لبلدانهم في بغداد ، بأعتبارها ( شهادات رسمية ) على براءة حكوماتهم عن أدوارها المفضوحة في دعم الأرهاب الذي أوغل في دماء العراقيين ودمر ممتلكاتهم وأجل أحلامهم بحياة هانئة طوال عقود من أعمارهم ومازال .

شعوب العالم بأسره والغالب من حكوماتها ، تعلم باليقين أدوار حكومات السعودية وقطر في كوارث الأرهاب التي تتعرض له البشرية ، وتعلم أن الحكومات الأمريكية المتعاقبة وجوقات الحكام المساندين لبرامجها المستهدفة السيطرة على العالم ، تعتمد أذنابها في السعودية وقطر وبلدان أُخرى لتنفيذ أجنداتها في المنطقة العربية ، في مراحل سابقة من التأريخ والآن على وجه الخصوص ، ولاتملك هي ومن يساندها أثباتات حقيقية تنفي هذه الأدوار ، والذاكرة الأنسانية قادرة على دحض جميع الادعاءات المخالفة لحقائق التأريخ وشهودها ، والأقرب منها أدوار هذه الحكومات ودوائر مخابراتها في مهرجانات القتل الجماعي التي تتعرض له الشعوب في العراق وسوريا واليمن وليبيا خلال الأربع سنوات الماضية ، تنفيذاً لسيناريوهات بربرية تعتمد اذكاء النعرات الطائفية بديلاً عن التدخلات المباشرة .

لازالت الذاكرة الانسانية تحتفظ لعمالقة في الفضاء الدبلوماسي بالاحترام والتبجيل ، كانوا دافعوا عن مصالح بلدانهم بشجاعة وحنكة وأصرار ، حفروا فيها أسمائهم ومواقفهم في ذاكرة الأعداء قبل ذاكرة شعوبهم وغيروا بمواقفهم مجرى التأريخ ، لأنهم خبروا الاساليب الحكيمة في أتخاذ المواقف وتمرنوا على طرق جديدة في انتزاع الحقوق والتأكيد على الثوابت الوطنية بوضوح ودون رطانة بلهاء تساهم في تكريس مصالح أعدائهم .

لايحق لخارجيتنا وعلى لسان وزيرها أن ( تدعي ) تعرض السعودية وقطر للأرهاب كما يتعرض العراق وشعبه ، ولايجوز أن يسمح وزير لنفسه ( مهما كان عنوانه وموقعه وتأريخه ) أن يساوي بين العراقيين وبين السعوديين والقطريين ( حكومات وشعوب ) في مواجهتهم للارهاب ، وهو يعلم أن الارهاب في العراق مسند بقوة وبالوثائق من حكومات السعودية وقطر وباقي ( جبهة الشر ) المساندة لهما تحت أية ظروف ، والدبلوماسية بمفهومها العام والمتخصص تتيح لفرسانها الابداع وتفضح ضعف الطارئين .

من الواجب أن يقال في مناسبات كهذه ، أن من يختار مساندة الارهاب وتمويله سترد عليه بضاعته الفاسدة وسيكال له بنفس ميزانه ، وهي الحقيقة بعينها وستحسب له ، خاصةً أذا كان وزيراً عراقياً في هذا الظرف بالذات والشعب العراقي يواجه ( دود الأرض ) من المرتزقة من جميع الجنسيات بمافيهم العراقيون الذين انضموا الى هذه الشراذم المجرمة ، وهي فرصة أن يرد بها على هؤلاء بعضاً من جرائمهم ، أما أن نساويهم بأشراف العراقيين الذين ضحوا بأعز مايملكون من أبنائهم وأحلامهم ، فأن ذلك غير مقبول تحت اية ظروف !.

لايكفي أن تقول الخارجية العراقية أنها تتطلع الى اقامة علاقات دبلوماسية مع جميع الدول ، وتحسب أن السعودية وقطر ضمن هذا السياق ، اذ يكفي أن يقف المسؤول عن هذا الملف أمام نفسه أولاً ويتسائل ، لماذا تأخرت هذه ( الدول ) عن تطبيع العلاقات مع العراق منذ سقوط الدكتاتورية ؟ ، ولماذا الآن سعت الى فتح سفارات لها في بغداد ؟ ، لأن هذه الأسئلة من صلب أختصاصها ، وهي أسئلة يحتاج الشعب العراقي المستهدف من حكومات تلك الدول أجابات واضحة عليها ، فهل أدركت وزارة الخارجية العراقية المغزى والواجب ؟ ، وهل ستجيب عليها بشفافية تفرضها ( الديمقراطية ) التي أوصلت مسؤوليها الى سدتها المهمة والخطيرة ؟!.

  كتب بتأريخ :  السبت 30-05-2015     عدد القراء :  1998       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced