برز التحالف الوطني الشيعي الى مقدمة الواجهة السياسية , مباشرة بعد سقوط النظام البعثي , وظهر كلاعب بارز واساسي وفعال في قيادة العملية السياسية , واحتل مكانة مرموقة في الشارع السياسي والشعبي , وصعد بريقه السياسي الى السماء السابعة , تحت لافتة البديل المناسب القادر على انجاز متطلبات الشعب وتطلعاته . في التغيير والاصلاح , نحو عراق مزدهر ومستقر يتمتع بالحياة الحرة والكريمة , وزج باحجام الكبيرة من الوعود المعسولة , في عراق السعيد , مما حصل على ثقة الاغلبية الساحقة من الشارع العراق , واكتسح الانتخابات البرلمانية , ووصل الى قيادة دفة الدولة العراقية , لكن كل هذه الهالة الكبيرة والضخمة من البريق السياسي والديني الكاسحة والعارمة , تكسرت وتحطمت وتهشمت وتهالكت على صخرة الفساد المالي , واختصر بريقها على الفرهدة في المناصب ونهب اموال الدولة , حتى اصبحوا من اغنياء العراق والعالم . فقد انغمست احزاب الاسلام السياسي عامة , واحزاب التحالف الوطني خاصة , في مطامع المال الحرام , مما ظهر منهم عتاوي فساد ضخمة الحجم . فضاعت فرص الاصلاح والتغيير , والبديل المناسب تحول الى ذباب يتزاحم على قطعة الحلوى , واصبحوا ماركة مسجلة بالامتياز , في الدجل والخداع والنفاق وبيع الوعود المسولة بالهواء بدون رصيد , وسقطت اقنعتهم , وبانت حقيقتهم , بأنهم عصابات مافيوزية في النهب الحرام , في اكل الكعكة العراقية الى حد التخمة الجنونية . وبدأت تطفو على السطح خلافاتهم وخناقهم وعراكهم السياسي المشبع بالمعقول واللامعقول في زمن العهر السياسي, واشتددت المواقف السياسية المتباعدة والمتناقضة لايجمعها ذرة من التوافق السياسي , ومن الرؤية السياسية مشتركة , وتحول التحالف الوطني الى تسمية ( الاخوة الاعداء ) حيث كل واحد ينصب فخ للاخر , وكل واحد منهم يحاول ان يطعن الاخر من الخلف بالخنجر المسموم , مما ساهموا في التخبط السياسي والفوضى , التي جلبت الارهاب الدموي بكل اصنافه ومسمياته , وادخلوا العراق في عين العاصفة المدمرة . وجاء اختيار السيد حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء , بمثابة الضربة التي قصمت ظهر البعير , في توسع رقعة الخلاف والتشاجر والتطاحن والتنافس , وما تراشقهم بالاتهامات بالجملة فيما بينهم , خير دليل على عمق الهوة والشرخ الكبير , وزاد الطين بلة , بانهم خلال عام كامل لم يفلحوا في اختيار رئيساً لهم , وبذلك انحسر ذلك البريق السياسي الوهاج وانطفأت انواره , وانزوى في الواجهة الخلفية , للاحداث الكبير التي تعصف في العراق . وبعضهم يدبر المحاولات في الخفاء والعلن , في سحب البساط من السيد العبادي وافشاله , وازاحته من منصب رئيس الوزراء , ليدخلوا العراق في نفق مظلم خطير , وداعش تتقدم في الجبهات الحرب , وتلوح بطرق ابواب بغداد وكربلاء , وبدأوا يمارسون التحريض وزج الاشاعات الخطيرة , التي تقود الوضع السياسي الى البلبلة والارتباك , لان بعضهم يعتقد بانه قادر على ابتلاع منصب رئيس الوزراء , في اسلوب شن حرب اعلامية نفسية , بابخس الطرق والوسائل الدنيئة والخسيسة , في حملات شعواء , تجبر السيد العبادي على التنحي والاستقالة , حتى تعود مجدداً الولاية الثالثة الى الواجهة . ان التحالف الوطني دخل في نفق مظلم مسدود , لم يبق له سوى اعلان فشله وانفراط سبحته , لانهم راهنوا على الفساد المالي والطائفية , وادخلوا العراق في عاصفة التفكك والانقسام والانفصال
آن الاوان ان يعلن التحالف الوطني افلاسه السياسي
