السبعة الكبار .. السبعة الصغار ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أمام أنظار العالم ، أمام أنظار الستة مليارات ونصف من البشر ، يلتقي السبعة الكبار ( للتداول ) في نتائج أنشطتهم المتفق عليها منذ اللقاء السابق ، والخروج بأتفاقات جديدة للتحضيرلأنشطة أُخرى تحقق مصالحهم على حساب مصالح الشعوب .

هؤلاء ( الاخوة ) الأقوياء اقتصادياً ، كانوا أعتمدوا مبدء القوة العسكرية في فرض اراداتهم على الآخرين منذُ أكثر من ربع قرن ، بعد تحول صراع التوازن بين قطبين الى صراع الشعوب ضد القطب الامريكي الأوحد ، الذي أعاد فلسفة الاستعمار القديم بأساليب جديدة ، أخطرها استخدام القوة في فرض الارادات تحت شعارات مغلفة بالديمقراطية ، كماحصل في أحتلال العراق بحجة اسقاط الدكتاتورية ، التي كان بالامكان اسقاطها دون ( مذابح ) لازالت قائمة في العراق بعد كل هذه الأعوام ، وبشراسةً تنحدر الى مستوى البربرية !.

السبعة الكبار،يفترض أنهم الأعرف بالمآسي والكوارث التي تعيشها المئات من ملايين البشر في الكرة الأرضية التي يتحكمون في أقتصاديات بلدانها ، ينهبون ثروات الشعوب التي تدير عجلة الصناعة في بلدانهم ، ويقررون أسعار السلع المصدرة لها ونوعياتها وحجم التبادل التجاري معها،ويفرضون العقوبات على المعارضين لهم أشخاصاً وحكومات،بأساليب وقرارات تفرضها(منظمات دولية) تدور في فلك سياساتهم .

هؤلاء (السبعة)المشتغلين لمصالحهم الشخصية ومصالح الشركات العملاقة المستفيدة من سياساتهم، يستعرضون أزيائهم وكؤوس أنخابهم وضحكاتهم الصفراء أمام الكاميرات،ولايخجلون من قراراتهم التي تسببت بفقدان مئات الآلاف من الأبرياء لحياتهم في جحيم الحروب التي خططوا لها وأداروها ومازالوا،في العراق وسوريا واليمن وليبيا،بأدواتهم وأسلحتهم وتمويلهم ، وبسياسات الحكام المنفذين لمخططاتهم،ولايفكرون بملايين المهجرين والنازحين الذين يفترشون العراء في الصحاري والمخيمات ، ولابنتائج كل هذا الخراب ، فقط لانه بعيد عن بلدانهم .

في هذا المشهد المكتنز بدلالاته ، ربما تحضر في ذاكرة الكثير من الأشخاص في العراق وفي العالم ، حكايات وقصص تربوية مشرفة لمناضلين انسانيين فقدوا حياتهم دفاعاُ عن العدالة ، زرعوا في ذاكرتنا وفي ذاكرة افراد من شعوبهم معاني انسانية راقية ، ربما أثمرت وتثمر لاحقاُ مواقف وسلوك أشرف وأنقى من سلوك هؤلاء السبعة ( الكبار ) ، واحدة منها أُسجلها باعتزاز وفخر هنا ، أن طبيبةً عراقية مجتهدة تعمل في بلدِ أوربي الآن ، لاتفارقها حكايات ووصايا والدها المناضل ضد الدكتاتورية في العراق ، وهو( يزرع ) في ضميرها قيم الانسانية الراقية ، التي اعتمدتها أساساً في خدمتها للمرضى من عديد الجنسيات .  

اذا كانت الأسماء والعناوين المشرفة على مدى التأريخ الانساني دلالات على الضمائر ، فأن هؤلاء السبعة لايستحقون لقب الكبار ، لأن الكبير كبيراً بأنسانيته ، وهؤلاء صغاراً بأفعالهم غير الأنسانية ، وعلى الشعوب وقواها الوطنية أن تتصدى لبرامج هؤلاء ومن يدور في فلكهم ، لأن القوة التي يتمترسون خلفها ليست أقوى من ارادة الشعوب .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 10-06-2015     عدد القراء :  2118       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced