قراءة في كتاب . . .القسم الأول
بقلم : د. صادق إطيمش
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

سواءً إتفقنا ام اختلفنا مع كل او بعض الأطروحات الواردة في كتاب " الفاشية الإسلامية " لمؤلفه الباحث في الشأن الإسلامي السيد حامد عبد الصمد، لابد لنا من مناقشة بعض هذه الإطروحات التي تميزت بالمنحى العلمي التاريخي الذي يزيد من اهمية مناقشتها. آملين ان يسير هذا النقاش على نفس المنحى الذي اتخذته مواضيع هذا البحث القيم الذي وضعه امامنا السيد المؤلف باللغة الألمانية و 221 صفحة من الحجم المتوسط، من منشورات دار النشر الألمانية " درويمر " لعام 2014، والذي يحمل الرقم العالمي: ISBN 978-3-426-27627-3 ، ويتضمن المقدمة وأحد عشر فصلاً مع كلمة الختام ومراجع البحث وفهرس الملاحظات.

تتبلور الأهمية القصوى لمناقشة مثل هذه المواضيع من خلال الأحداث التي تشهدها المجتمعات الإسلامية اليوم والتي يشكل محورها الأساسي بعض التوجهات الدينية التي دخلت العمل السياسي بلافتات وشعارات ظاهرها ديني وباطنها سياسي، اي خليط سيا ـ ديني. لا ضير من ذلك إذا ما توفرت لدى هذه الأحزاب السيادينية سياسة واضحة مُبرمَجة تعكس بعض الواقع الذي تعاني منه هذه المجتمعات سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وحتى دينياً. ولا ضير من ذلك ايضاً إذا ما انتهجت هذه القوى السيادينية الوسائل المُباحة في العمل السياسي المبني على القناعات الذاتية البعيدة عن العنف والتسلط الفكري. وهذا ما حاول السيد الباحث ان يناقشه في بحثه هذا، مستنداً إلى وقائع تاريخية وما تمخض عنها من ممارسات جعلت القوى التي مارستها تواجه الكثير من الأسئلة التي يطرحها الإنسان المعني بالأمر والباحث عن الحلول الناجعة لمشاكله اليومية التي لم يتوقف ازديادها يوماً بعد يوم.

يبدأ الكاتب مقدمته بملاحظة ذكية وجميلة في نفس الوقت استطاع من خلالها إيصال فكرته إلى القارئ من خلال السطور الأولى لهذا البحث الذي اراد الكاتب من خلاله الإشارة إلى العنف الذي لا يمكن ان ينسجم مع اي خطاب يدعو إلى الحرية واحترام الراي الآخر، مهما كانت طبيعة هذا الخطاب. الملاحظة هذه تشير إلى صورة لافتة يحملها رجل ملتحي مكتوب عليها: " إقطعوا رؤوس كل المُدَّعين بأن الإسلام دين عنف" .

من خلال هذا الشعار الذي كان موَجَهاً للكاتب نفسه والذي رفعته بعض القوى الإسلامية في مصر رداً على محتوى المحاضرة التي القاها في القاهرة تحت عنوان : الفاشية الدينية في مصر، اراد المؤلف ان يجد الروابط الفكرية بين مختلف الحركات السياسية التي تلجأ إلى العنف بغية تحقيق اهدافها. وكان الكاتب محقاً تماماً حينما ذكر الفاشية باعتبارها خير مثال على مثل هذا التوجه العنفي.

الفاشية هي نوع من " الدين السياسي "،بهذه العبارة بدأ الكاتب الفصل الأول من كتابه اعلاه مشيراً إلى القناعات الفكرية لحَمَلة هذا التوجه والتي تتلخص بامتلاك الحقيقة المطلقة، امتلاك القيادة الفذة، رفض واحتقار الغير، تقسيم العالم إلى صديق وعدو والدعوة إلى انهاء هذا العدو، تتجه نحو العداء للحداثة والإصلاح والماركسية واليهود، وتقدس العسكرة والتضحية حتى الموت.

هذه المظاهر التي ارتبطت بنشأة وممارسات الحركة الفاشية ارتبطت ايضاً بنشأة وممارسات ما سماه الكاتب الإسلاموية الحديثة التي تعرف اليوم بالإسلام السياسي، وهو المصطلح الشائع للأحزاب السياسية التي تتخذ واجهة وتتبنى شعارات دينية. وقد ربط الكاتب هذه النشأة وهذه الممارسات لكلي الحركتين، الفاشية والإسلام السياسي، بالعوامل التي تمخضت عن الهزيمة. ففي الوقت الذي تسببت فيه الحرب العالمية الأولى والمعاهدات التي تبلورت عنها عن بروز الحركة الفاشية في اوربا، انتج سقوط الدولة العثمانية والمعاهدات التي نتجت عن ذلك ايضاً بروز الأحزاب السياسية التي وظفت العنف في عملها السياسي لإسترداد الفردوس المفقود في الدولة العثمانية الساقطة. وقد اثبت الكاتب بما لا يقبل الشك بأن حركة الأخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 وكل ما تفرع عنها من حركات اخرى في المجتمعات الإسلامية، كامثلة لم تزل حية في هذه المجتمعات حتى يومنا هذا. ولم يفت الكاتب ان يذكر بهذا الصدد ايضاً بان الشعور بالعجز او الغثيان الذي تبلور لدى الشعوب التي تلقت نتائج هذه المعاهدات، افرز في الوقت ذاته شعوراً بامتلاك هذه الشعوب لإرادة وقوة، فسرها الإسلام السياسي على انها قوة إلهية، تستطيع ان تقود ما سموه بالأمة الإسلامية نحو استعادة امجادها المفقودة. لقد استطاع الإسلام السياسي من خلال استغلال وتوظيف هذه المشاعر العاطفية لدى كثير من الطبقات الجماهيرية، التي لا ينقصها الخبز فقط، بل والعلم ايضاً ، من نشر فكرة الحاكمية الإلهية التي اراد بها الوصول إلى قمة السلطة السياسية والتحكم بمصير المجتمعات التي وعدها باللبن والعسل في الدولة الإسلامية. وحينما استطاعت بعض قوى الإسلام السياسي الإستيلاء على السلطة السياسية فعلاً في بعض المجتمعات الإسلامية، لم تجنِ منها هذه المجتمعات غير الدكتاتوريات السياسية التي ذكرها الكاتب في ايران والسودان ونيجريا وصوماليا وغزة. اما في تلك المجتمعات التي فشلت فيها احزاب الإسلام السياسي من الوصول إلى السلطة، فإنها وظفت العنف والإرهاب لتنتقم من المجتمع الذي ابعدها عن كرسي السلطة، ويدرج الكاتب الجزائر وافغانستان ومالي كامثلة على ذلك. بالمقابل من ذلك فقد فشلت القوى السياسية العاملة خارج اطارات تنظيمات الإسلام الساياسي في المجتمعات الإسلامية من تحقيق ما تتطلع إليه الجماهير من نقلة نوعية في الأوضاع البائسة التي تعاني منها على مختلف الأصعدة. والدكتاتوريات المتعددة التي نشأة من خلال توجيه هذه القوى لسياسة الدول التي تحكمها، يصفها الكاتب بدكتاتورية " رأس البصل " حيث تتعاقب الطبقات التي تمثل الإستبداد من دكتاتورية العائلة الحاكمة، او دكتاتورية العسكر، مروراً بالدكتاتورية الدينية واخيراً دكتاتورية العائلة. وحينما يتظاهر الشباب في المجتمعات الإسلامية ضد تسلط هذه الدكتاتوريات، فإنهم يصطدمون بطبقة رأس البصل التالية حينما يعملون على إزاحة الطبقة التي قبلها، كما صوَّر الكاتب وضع الثورات والإنتفاضات في المجمعات الإسلامية وخاصة العربية منها.

الفصل الثاني من الكتاب يخصصه الكاتب لحركة الأخوان المسلمين التي نشأت في مصر وانتشرت عبر مثيلاتها من التنظيمات والأحزاب السياسية في بقية المجتمعات الإسلامية. هذه الحركة السيادينية اصبحت اليوم معروفة للقاصي والداني على انها لم تتأسس لتحقيق هدف ديني يتمثل باستعادة الخلافة الساقطة بسقوط الدولة العثمانية، بل ان هدفها الأول والأساسي هو هدف سياسي يوظف الدين كوسيلة اساسية من وسائل تحقيق هذا الهدف. وقد كتب الكثيرون حول هذا التنظيم والتنظيمات الإرهابية التي انبثقت عنه في المجتمعات الإسلامية. ولم يجانب الكاتب الحقيقة في كل ما تناوله في كتابه هذا عن هذا التنظيم وما يطرحه من افكار وما يتبناه من خطط عمل. ولا اريد هنا تكرار الحقائق التي عرَّت هذه المنظمة الإرهابية، واكتفي بما ذكره احد المفكرين العرب المعروفين عن حركة الأخوان المسلمين لتأكيد كل المقولات السابقة التي تناولت هذا الموضوع. لقد كتب المفكر والكاتب السيد طارق حجي في مقالة منشورة في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 12.09.2010 وتحت عنوان : دانات ـ بمناسبة تحرر الشيطان من اغلاله الرمضانية ، ما يلي:

" ونفس المخابرات (البريطانية) هى التى ساعدت حسن البنا على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين فى مصر سنة 1928 أي بعد سنة واحدة من وفاة قائد وزعيم الحركة الوطنية المصرية سعد زغلول الذى رأت بريطانيا والملك فؤاد ضرورة تأسيس حركة الإخوان فى محاولة منهما لسرقة الشارع المصري (بإسم الإسلام) من الوفد المصري الذى فقد زعيمه منذ عام واحد. ومعروف ان الأب الروحي لحسن البنا هو السوري المتزمت محمد رشيد رضا (صاحب تفسير المنار) والذى كان وصلة الصلة بين حسن البنا وعبدالعزيز آل سعود والذى كان قد أصبح (بعون الإنجليز) ومنذ ثلاث سنوات فقط (1925) ملك الحجاز وسلطان نجد ... وحتى اليوم ، لم تعترف الولايات المتحدة بخطئها وخطيئتها التى جعلت العالم الذى نعيشه اليوم عالما خطرا ، وأحيانا كثيرة "عالما كريها"

اما الفصل الثالث من الكتاب فقد خصصه الكاتب لما سماه" جذور الفاشية في التاريخ الإسلامي ". وقبل تناول هذا الموضوع ارغب هنا ان اعلق على مسألة الإشتقاق التي طرحها السيد الكاتب حول مصدر الإسم " إسلام " الذي ذكره الكاتب بأنه مشتق من الفعل " أسلّمَ " شارحاً هذا المصطلح باللغة الألمانية بغير المعنى المرادف له باللغة العربية بحيث خلط بين الإشتقاقين " اسلَمَ " و " إستَسلَمَ ". والصحيح ، من وجهة نظري ، ان الإسم " إسلام " مشتق من الفعل الثلاثي " سَلِمَ " وليس من " أسلَمَ " .

ولكي يجد السيد الكاتب السبيل إلى عنوان الفصل اعلاه، تطرق إلى العلاقة بين التوحيد الديني والفاشية السياسية وجعل الأديان التوحيدية، اليهودية والمسيحية والإسلام، اقرب إلى الفكر الفاشي من الأديان المتعددة الآلهة، إذ ان توزيع الواجبات بين آلهة هذه الأديان لا يعطي الفرصة لأي إله بالإنفراد بكل الواجبات، كوجود إله الموت وإله الحياة وإله الخِصب وغيرهم. وهنا لابد من التعليق على هذه الأطروحة بالقول بأن السيد الكاتب اثبت تاريخياً ان جذور الفاشية ليست جذوراً اسلامية بحتة، بل هي جذور دينية بحتة، شملت ايضاً آخر الأديان التي تبناها الإنسان وهي الأديان التوحيدية التي سبقتها الأديان ذات الآلهة المتعددة ومن ثم عاصرتها ايضاً. والسؤال الذي ينبغي مناقشته هنا يتعلق بمدى انفراد الأديان التوحيدية في ايحاءاتها الأولى عن الأديان المتعددة الآلهة، وخاصة فيما يتعلق بالعنف؟ بعبارة اخرى هل ان الممارسات الفاشية باسم الدين لم تلازم الأديان المتعددة الآلهة ايضاً؟ إن وقائع التاريخ البشري تجيب على هذا السؤال بالنفي. فالحروب التي كانت تدور بين الأمم المتعددة الآلهة كانت لا تُخضِع الإنسان في الأمة المغلوبة لهيمنة الأمة المنتصرة فقط، بل وتجعل من آلهة الأمم المغلوبة آلهة عديمة القدسية وتضعها في مرتبة العبيد لآلهة الأمم المنتصرة. وهذا يعني ان المجتمعات الإنسانية مرَّت في اطوارها المختلفة بفترات كان العنف فيها يشكل واحداً من المقومات الأساسية لهذه المجتمعات. وحينما يتجاهل المرء ذلك فإن فرصة الوقوع في خطأ حرق المراحل في التاريخ البشري تصبح امراً خطراً جداًعلى فهم الواقع المُعاش. بعبارة اخرى فإن السيد الكاتب يضع نفسه في نفس الموقف الذي يضع الإسلام السياسي الإرهابي نفسه فيه حينما لا يميز بين المراحل التاريخية المختلفة التي مرّت بها البشرية منذ ان تعاملت مع الدين باطروحاته الغيبية وحتى يومنا هذا. إن الجذور التي تحدث عنها السيد الكاتب باعتبارها تمثل الفاشية في تجليات الإسلام الأولى لم تأت من فراغ، وإنما جاءت من توارث هذه الجذور عبر إطروحات اليهودية والمسيحية التي لم يستطع الإسلام إلا الإعتراف بها لكي يبرر إلتزامه بالتعاليم الإبراهيمية التي نسب نفسه إليها. وإن مثل هذا النسب لا يمكن له ان يستمر على الحياة إذا ما تنصل كلياً عن الأساليب التي اتبعتها اليهودية والمسيحية والتي تجلت فيها الممارسات العنفية على ابشع صورها المنصوص عليها في التوراة والإنجيل، كممارسات تتعلق باستمرار وجود المجتمع. ما نريد قوله هنا هو ان ممارسات العنف في الإسلام ظلت تسود الخطاب الديني حتى بعد إنتهاء المراحل التاريخية التي بررت هذا العنف تاريخياً واجتماعياً. وهذا ما ينبغي التصدي له اليوم من قبل القوى التي لا زالت ترى في الإسلام ديناً قبل ان يكون سياسة. وإن من اولويات هذا التصدي الدعوة إلى إصلاح الفكر الديني الذي حصلت فيه المسيحية على تجارب ايجابية جمة. لقد عانت المسيحية، كما يعاني الإسلام اليوم، من سيادة الفكر الظلامي المتخلف الرافض للإصلاح الفكري في المبادئ الدينية. وسالت الدماء الكثيرة بين الفرق المسيحية المختلفة، كما تسيل دماء الصراع الطائفي البغيض اليوم بين المسلمين. إلا ان المسيحية استطاعت تخطي هذه الصعاب التي بدأ افق تذليلها منذ إنطلاق حركة لوثر الإصلاحية في القرن السادس عشر. ولكن الحركة الإصلاحية المسيحية لم تكن وحدها كافية لإصلاح الفكر الديني المسيحي، إذ ان هذا الإصلاح كانت له عوامل كثيرة اخرى ساعدت على ترسيخه في المجتمعات المسيحية المختلفة واهمها : انتشار وتطور المسيحية في غير منطقة نشوءها في بلاد الشرق. وهذا ما جعلها تتأثر بالإرث الحضاري الإغريقي والروماني الذي جعل من الفلسفة احدى الركائز العلمية التي رافقت نشأة الدولة لدى الإغريق والرومان والتي اصبحت من مقومات نشوء الدولة الأوربية الحديثة التي بنت علاقتها بالدين عبر هذا الأساس. ثم إنطلاق الثورة الفرنسية والمبادئ الإنسانية التي تبنتها في القرن الثامن عشر، ومن ثم انتشار هذه المبادئ التي شكلت اسس النضال الشعبي في اوربا. تلى ذلك تطور علاقات الإنتاج بشكل اساسي من خلال الثورة الصناعية التي بدأت إرهاصاتها الأولى في انكلترا في القرن الثامن عشر واتضح بعدئذ تطورها الإجتماعي والإقتصادي والسياسي في القرن التاسع عشر بعد ان انتشرت على بقاع واسعة من اوربا. وكما اكد السيد الكاتب على عامل اختراع آلة الطباعة واثر ذلك على انتشار المعارف من خلال الكلمة المكتوبة التي ساهمت في رفع الوعي الثقافي لدى الجماهير. يتضح لنا من كل ذلك بان الإصلاح الديني في المسيحية لم يشكل إلا عاملاً واحداً من كثير من العوامل التي جعلت من المسيحية ديناً يعي التطور الزمني ويتماشى معه، إذ بدون هذا الإنسجام مع الحداثة وأخذ المراحل الزمنية بنظر الإعتبار لا يمكن لأي فكر، مهما كانت قوة تأثيره الآنية، ان يحافظ على هذه القوة إلى ما لا نهاية. فأين الفكر الديني الإسلامي من كل ذلك؟ الفكر الذي جعل من الفلسفة كفراً حينما خلق إطروحة : من تمنطق فقد تزندق، وبالرغم من ذلك وحينما بدأ بعض المسلمين بالتوجه نحو الدراسات الفلسفية جوبهوا بالحرب الشعواء من فقهاء عصرهم. وأين فكر وخطاب الإسلام السياسي ومريدوه اليوم من العلم الحديث الذي يصفه بالهرطقة حينما ينفي اطروحة ثبات الأرض واعتبارها مركز الكون. ولماذا يصف فقهاء هذا الفكر ثلاثة ارباع البشرية بالأعداء الذين يقطنون دار الحرب. وكيف يمكن للعالم ان يتعامل اليوم مع الكثير الكثير من الدعوات التي تدعوا إلى ان يحكم الأموات الأحياء وخضوع اجيال القرن الحادي والعشرين، إلى احكام فقهاء القرن السابع الميلادي؟ لقد كان الأولى بالسيد الكاتب ان يضع إلى جانب تحليله لجذور العنف في الإسلام، الذي لا يخلو من الحقيقة، البعد التاريخي الحقيقي لهذا العنف، الذي سبق الإسلام بقرون عدة، وكيفية معالجة تمسك الإسلام السياسي بتاريخ القرون الأولى ومحاولاتهم فرض مظاهر حياة تلك القرون على حياة انسان اليوم.

هذا هو المحور الأساسي الذي يدور عليه الفصل الثالث من هذا الكتاب. ومن الطبيعي وجود امكانيات كثيرة اخرى للتوسع في هذا الموضوع ومناقشة السيد الكاتب على بعض الأمور التي وردت في هذا الباب والتي نختلف معه فيها. وعلى سبيل المثال لا الحصر ما ذكره السيد الكاتب بان الإنقسام الطائفي السني الشيعي قد أدى إلى حرب اهليه بعد سنين قليلة من وفاة محمد. قد يكون الإنقسام قد حدث فعلاً بعد موت النبي مباشرة. إلا ان الحرب الأهلية الأولى التي حدثت بين المسلمين كانت حرب الجمل والتي حدثت بعد ما يقارب الخمس وعشرين سنة من وفاته. وحتى إذا اعتبرنا الإنتفاضة التي قامت ضد الخليفة الثالث عثمان والتي ادت إلى قتله حرباً اهلية بين المسلمين، فإن هذه الإنتفاضة حدثت ايضاً بعد ما يقارب الأربع وعشرين سنة من وفاته. اما ما تفضل به السيد الكاتب حول المدارس الفقهية الإسلامية، فقد اخطأ في عددها حينما اعتبرها اربعة فقط. نعم هذه الأربعة هي المدارس الفقهية السنية. اما المدرسة الخامسة التي اقرها الأزهر كمدرسة فقهية إسلامية فهي المدرسة الجعفرية او الإمامية الشيعية. وللحديث صلة فيمناقشة الفصول الأخرى من هذا الكتاب.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 22-06-2015     عدد القراء :  2133       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced