وكيليكس ومنجم المراسلات المثيرة
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

المتتبع  النبيه ــ عراقياً كان او غيره ــ لا يغفل .. والنزيه لا ينكر،  كيف استنفر حزب البعث المخلوع كل امكاناته  في تدمير العراق وفي التصدي للوضع السياسي الجديد ، مراهناً بذلك على موقف كل من النظام السوري والسعودي والقطري ، ليس في توفير كل انواع الدعم اللوجسني له  ، لا بل في المشاركة الفعلية  في مؤامرة كبرى ، تساندها بحزم معظم عشائر المنطقة الغربية من العراق ، لتشكيل قوة ضاربة  وبكل الوسائل والمقاييس ، لإفشال الفرص المتاحة  لتاسيس  نظام  سياسي جديد في بلاد الرافدين .  تجلت ردود فعل هذه القوى المعادية ، في مؤامرة كبيرة ، وفق مشاريع  متعددة لتدمير البلاد بكل ما تيسر لها من الطرق والوسائل .  وبعد مرور عقد من السنين في التآمر دون كلل ، كان في مخاضها ولادة داعش .

ما يجري في وطننا  ، ما كان ولم يكن محض صراعات داخلية بسبب التكتل او التكافل ، كحالة تفرضها الإنقسامات الطائفية او العنصرية  فحسب . وإنما يتداخل معها وبقوة ، اجندات ونواية عدائية من لدن دول الجوار . ومن خلال هذا الوضع ، تجـد دول كبرى  ، فرصها المناسبة لإمرار مراميها وما يتوالم مع مصالحها .

ليس بسهولة على منصف ، نكران استمرار الهجوم على العراق بكل الوسائل المدمرة ، ويومياُ بلا انقطاع ، منذ قيام الوضع السياسي الجديد في البلد ... الوضع في العراق لا يحتاج الى كشف مسببيه ، ولا يحتاج الى مزيد من تسليط الأضواء على الواقفين وراءه.. لأنــه ليس ثمة شعب في العالم لا تمــر امام اعينه على شاشات الإعلام المرئي ، صور لأشلاء وبرك من الدماء  لعشرات  من الأبرياء  يومياً  وبلا توقف . والى جانب ذلك مشاهد من الأينية المنهارة او المحلات والعربات المدمرة. وليس هناك مؤسسة اعلامية ، لم تمرعليها اخبار هذه الهجمات الدموية والمدمرة التي تشارك في ادارتها وادامتها قوى متحالفة من الداخل والخارج ، وكذلك اخبار ساسة عراقيين متلبسين  بالتآمرعلى سلامة  الوطن ومنهم لائـذون  بدول الجوار، عربية كانت  اوغيرها .

والدول التي عليها صبغة التآمر ، لم تستطع دفع هذه التهمة عن نفسها بكل ما لديها من الوسائل ، لأن التشبث بالإصطفاف الطائفي هو رائدها الأول وكذلك هدفها في تقزيم العراق كدولة تستحق العقاب على مثالب نظامها السابق ، وكدولة نظام الحكم فيها ليس على السياق والمقاييس التي ترضى عليها هذه الدول .  وكل الوسائل الدبلوماسية التي تم التشبث بها ، إن كان على صعيد المؤتمرات او التواصل في تقريب وجهات النظر في اعادة العلاقات ، لم يُكتبْ لها النجاح . لأن هذه الدول الضالع في اذية العراق  ، كانت  ولازالت تتنازعها الشكوك وضعف الثقة ، وبالتالي تتعثر كل الجهود المبذولة في  هذا المسعى وتستحيل الى حبر على ورق .

إثــرَ سقوط النظام العراقي السابق ، كان انبثاق حكومة احزاب متعددة ، تحمل موازين جديدة واصطفافات سياسية مبنية على التنوع وفق مفهوم دستوري ، وضع  نهاية  تاريخية  لحالات اغتصاب السلطة بالقوة ، وابطل مفعول  الإستئثار بالحكم وانتهت عملية حصره  في كتلة او حزب او عشيرة .. وحدث هذا رغم تعثر العملية السياسية القائمة على بناء دولة العراق .  وبلا شك ،كان ولا زال احد اسباب هذا التعثر ، هي المؤامرة الكبرى التي تطرقنا اليها  .

وبالإستناد على ما تقدم ذكره من مشاريع التآمر ، نرى بأن  لا غرابه في مــا يكشفه  ( ويكيليكس ) او اي جهة  اعلامية  اخرى عن اسرار يفرزها الوضع المتخبط  في العراق وجواره .! إذ  ليس هناك منطقة  في العالم ، اكثر غنى من منطقة الشرق الأوسط  في مشاريع التآمر والإقتتال  وسفك الدماء ، وفي تقاطع على ارضها المصالح الدولية واجنداتها .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-06-2015     عدد القراء :  2010       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced