طالعنا السيد هلال حسن القزويني بخطاب حي عبر الإنترنت ( you tube) يتصدى لخروج مظاهرة سلمية من قاطني ولاية مشيغان لا تجريح فيها ولا طعن ، سوى انها تعبر عن عدم رضاها في بناء مسجد في المنطة التي يسكنونها .
اقول للسيد المحترم الذي بدا متبختراً ، يداوي ثم يجرح باطلاق الكلام على عواهنه ، وكأنه يناجي المستمعين ليصيخوا السمع اليه جداً ليلفت انظارهم الى ( ام الكبائر) ارتكبها ( النصارى ) في احتجاجهم على بناء مسجد في منطقة من مناطق مشيغان . كم كنت ساذجاً وأنت تخدع نفسك في وضع العسل على العلقم ، لتخدير الناس بكلام منمق ومُغلوَن بصراحة مفتعلة ، وانت تُـذكـَّر بمأساة المسيحيين في قتلهم ونسف كنائسهم وقتل قسانهم في بلدهم الأم . كنت بلا شك تستعمل التخدير لتمرير تهجمك الجارح على اولئك الذين تنهالون على رؤسهم بعبارات الإذلال والإنتقاص ليل نهار ، من على مآذنكم ومنابركم ، وهم في عقر ديارهم ، لا بل في بلدهم الأم .
اليوم طافت عندكم الحمية في اصدار حكمكم على هؤلاء ( الكفار ) بأنهم من صنوف الدواعش حيث تفضلت عليهم بدرجة ارتقاء من اولاد الكلاب والخنازير الى مقاتلين اسلاميين ماسكين بتلابيب الحكم الإسلامي ، ودأبهم حز الرؤوس . في أي بلد مسيحي شاهدت عيناك نحر الناس كالخراف في الشوارع وزرع المتفجرات لتقل الأبرياء او تخريب المساجد والحسينيات ومنع المصلين حتى في الشوارع .! لكي تشرع لنفسك تسمية المسيحيين بالدواعش ، وهم قمة المسالمين وخاصة الشرقيين منهم ابناء المنطقة العربية من العراقيين والسوريين والمصريين وغيرهم .
حضرتكم من ابناء الشيعة ، ما الذي ياترى الهب مشاعرك ، لتدخل معترك الدفــاع عــن ضرورة بناء مسجد سني .!؟ وانت اكيد ، لم ولا يخفى عليك ، بأن الكثير من المساجد في اميركا وقارة اوربا ، قد تحولت الى حاضنات ومدارس الإرهاب . ولا اضنك نسيت قبل سنوات قليلة ، كيف قامت الشرطة الأمريكية بمحاولة اقتحام مسجد ، بعد استلامهم الإخبار عن نشاطات مشبوهة ومرصودة فيه ، وإذا بذلك المسجد وكرٌ لمتشددين ، فاجأوا البوليس بزخات من العيارات النارية من داخله . واستمرت المقاومة حتى مصرع إمام المسجد الذي كان يقاوم بسلاحه ، والآخرون لاذوا بالفرار . وفي هذا السياق نذكركم برأسين ارهابيين اللذين سلمتهما بريطانيا واحداً منهم الى اميركا والآخر الى الأردن .
إذاً لماذا تقبِّح اولئك الأميركان وغيرهم من المسيحيين الذين يرهبهم زرع المساجد بينهم ، لمجرد خروج مظاهرة سلمية تطالب بوقف البناء فقط ، دون رفع اية لافتة تحمل شعار الطعن او التجريح .
لماذا يا ترى لا يستشعر المسيحيون ضرورة هذا الحذر من الشيعة في مراسيمهم أو في جمهرتهم في العراء او داخل حسنياتهم . لأنهم لا يكيلون بمكيالين ، وليست لهم اية هواجس من الشيعة .
ونحن نقر كذلك ، بأن ليست جميع المساجد اوكاراً للمتشددين ، ولكن الحقائق على الأرض تكشف بأن ثمة منها كشفَ أمرها بأنها فعلاً مشبوهة في روادها والمترددين اليها .
هل تعتب علينا أيها السيد أن نتصور بأن وقفتكم هذه ، هي من مفهوم انصر اخيك ظالماً كان او مظلوماً ..؟
لأنكم وجدتم بأن الموضع فيه نوع من المجابهة بين مسلم ومسيحي ، وهذا يدلنا بأن لو كانت هذه المسألة بين السنة والشيعة ، لكنت ناديت علناً باكتساح مسجد السنة .!!
إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ.. فإن هم ذهبتْ أخلاقهم ذهبوا
