الحذار من العمامة الفاسدة
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لاشك ان الغليان الشعبي المتصاعد بهذا التوسع بالنهوض الجماهيري الكبير . الذي ملئ الساحات والمدن العراقية بالاصوات المدوية , التي تشق عنان الفضاء , مطالبة بالاصلاحات ومعالجة ملف الكهرباء والقضاء , اللذان عشعش فيهما الفساد المالي والاداري ونخرهما حتى العظم , هذا النهوض الشعبي الكبير , اصاب بالصميم مصداقية الاحزاب الاسلامية الفاسدة , ونزع عنها قناع المتاجرة بأسم الدين , بالمال والسحت الحرام , وليس اعتباطاً او مصادفة ترديد شعار ( بأسم الدين باكونا الحرامية ) , إلا تعبير صادق يكشف معاناة المحنة والازمة العراقية . نتيجة فعل هذه الاحزاب الفاسدة الى حد النخاع , بانها دفعت العراق ان يسلك طريق الخراب الشامل , ان يسير في طريق وعر معبد بالالغام والازمات وشتى المشاكل والمعضلات . ان يسرق الوطن والمواطن في وضح النهار وبأسم الدين والطائفة والمذهب . بان يصبح العراق ينعق به الخراب . لا كهرباء . لاماء صالح للشرب , لا خدمات . لا اصلاح . ماكنة الدولة يعيث بها الفساد المالي والاداري من زعانف وحيتان الفساد . ان يصبح العراق مكب لاتلال النفايات واكوام القمامة , ان يصبح العراق من الدول التي تعاني من اشد امراض الفقر والبطالة , رغم انه يملك اكبر مخزون في العالم من الذهب الاسود , ويدر عشرات المليارا الدولارية سنوياً , لكن تذهب معظمها الى جيوب حيتان الفساد بكل حرية وسهولة , كأنها دولة عصابات المافيا , كأنها دولة لا تعرف معنى الاصلاح والخدمات للشعب , سوى اللغف والنهب والسرقة والسحت الحرام . كأنها دولة لاتعترف بالحق والعدل والانصاف , ولا دولة ينظمها القانون , والمطبق بشكل فعلي , هو قانون شريعة اللصوص والحرامية . لذلك جاء الغليان الشعبي العارم بالتظاهرات الاحتجاجية , لتضع حد لهذا المسلك والانزلاق الخطير الذي يعصف بالعراق , نتيجة تسلط الاحزاب الفاسدة على مقاليد الحكم . وبكل تأكيد ان هذه الاحزاب الفاسدة لم تستسلم لصوت الشعب المدوي , ولم تعترف بأخطائها الفادحة , لم تقر بصوت العقل والتعقل والاعتراف بالحقيقة المرة , بانهم سبب البلاء والخراب الذي عم العراق , لذلك فهم يبحثون عن الطرق والوسائل الناجعة , في اخماد التظاهرات الاحتجاجية وافشالها , يبحثون عن الذرائع والحجج لخنق وقمع الغليان الشعبي العارم , ولن يهدأ لهم بال حتى ان ينجحوا في تخريب التظاهرات وانحرافها عن اهدافها الحقيقية في الاصلاحات ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين , ورجوع الاموال المسروقة , ان الشعب لم يطالب إلا بحقوقه المشروعة التي سلبها منه الفاسدين بأسم الدين والمذهب . واخر ماتفتقت عقولهم الفاسدة بالسحت الحرام . بالدعوى المزيفة والمنافقة والمحرفة , بان التظاهرات الشعبية تعيق مجابهة تنظيم داعش المجرم , وتصب في صالح اطالة عمر تنظيم داعش الارهابي , وانها تعيق الانتصارات التي تحققها القوات العراقية على الدواعش . هذه اصواتهم الناعقة والماعقة والنابحة بالعواء الغث والمأجور ليل نهار , واشتدت اكثر في الايام الاخيرة بالدعوة الى وقف التظاهرات , بحجة ترك البرلمان والحكومة تنفذ برنامج الاصلاحات , وهم في الاحرى والحقيقة , يدافعون عن مصالحهم وجشعهم الذاتي والاناني , والخوف والقلق من خسارة مواقعهم ومناصبهم , والخوف اكثر من فتح ملفاتهم بالفساد المالي , وفقدان تأثيرهم السياسي والشعبي , الذي وصل الى الحضيض , بعدما مزق الشعب ثوب الذل والمهانة , ان الخوف ينخر صدورهم من العواقب الوخيمة , اذا طبقت ونفذت مطالب الشعب بالاصلاحات الجذرية , وليس بحجهم الواهية بالبكاء المنافق على الوطن والمواطن . ان محاربة تنظيم داعش المجرم , لايتم إلا بمحاربة الفساد والفاسدين , ولاينفصل لان داعش والفساد المالي , وجهان لعملة واحدة . ولا يمكن تشديد الخناق على تنظيم داعش الارهابي , إلا بمحاسبة ومعاقبة الفاسدين , ولايمكن للعراق ان يخرج من عنق الازمات , إلا بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة . واذا كانت هذه الاحزاب الاسلامية الفاسدة , تعتقد بمقدورها الضحك على الشعب كما كانت تفعل في السابق , فأنهم في وهم وخطأ كبير , لان عراق اليوم ليس له بالامس , لقد سقطت الاقنعة وبانت العورات , ولايمكن لنباح ونقيق وعواء الفاسدين ان يرجعوا عقارب الساعة الى الوراء

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-09-2015     عدد القراء :  1617       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced