الإصطفاف الدولي الموحد والمكين هو الحاسم في طرد داعش
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

اجاد الإستاذ عبد الخالق حسين في مقاله الأخير ، تشخيص الأحداث الدائرة في ساحة الشرق الأوسط مستنداً بذلك على تحليل ناضج لا لبس فيه . ولكن يبقى التصور بأن التضارب بالمواقف بين التكتل الروسي الصيني الإيراني ، مع التكتل الأمريكي التركي السعودي القطري الفرنسي البريطاني ، بات محور تدور عليه رحى الإقتتال المدمر . وكل المقاربات السياسية باتت تصطدم  بالإجندات والمصالح المتقاطعة على ارض العراق وسوريا معاً .  وعليه لم يُرى بصيص امل في ايجاد حل لهذه الكارثة  في وقت قريب .

نعم أن العراق وسوريا كليهما اصبحا ساحة صراع بين قطبين  متصارعين . لكننا  يجب أن لا ننسى بأن احد العوامل المهمة في وقوع العراق وسوريا في هذه الطامة الكبرى ، كان  في الحملة الشعواء والمدمرة التي شنها بشار الأسد على العراق انتقاماً من النظام العراقي الجديد لإعتباره غريماً له ، حل محل نظام البعث العراقي . فتصرف بشار كبعثي حاقد على النظام البديل حكم  العراق بجهد امريكي . وجعل الرئيس السوري من بلاده ملجأ لعدد هائل من البعثيين العراقيين الهاربين من العراق بعد سقوط نظامهم الفاشي . وبالتعاون مع دول الخليج كالسعودية وقطر والكويت ، تم تنظيم حملة قوامها طابور من الإرهابيين الموفدين الى سوريا والمتعششين فيها ، لتنظيم هجمات مدمرة على العراق لإرباك نظامه واسقاطه . ووسط تلك الأحداث الدموية ،  كانت إيران تلعب على الحبلين بين الحكومة العراقية وبين النظام السوري المتحالف معها . حيث دأبت في ذلك المضمار على تحريك جناحين من الشيعة ( الصدريين وكتلة الحكيم ) في الضغط على حزب الدعوة المتمثل في دولة القانون الذي استلم السلطة بقيادة المالكي . وحافظت على هذه المعادلة لإدامة الضغوط على الحكومة العراقية لإنهاء اي وجود اميركي في بلادها . وهذا ما حدث حيث انصاع السيد المالكي ـ رغم صعوبة وضع الأمن العراقي ــ وطالب باجلاء القوات الأمريكية من العراق . وفي اثر ذلك ، تصاعدت حمة الحملة الإرهابية على العراق . وكان النظام السوري المدان الرئيسي من قبل الحكومة العراقية الى جانب السعودية وقطر والكويت ، في تلك الحملة الجائرة.  وفي خضم ذلك التخبط  في سياسة كل من سوريا والعراق وايران ، وجدت دول الخليج  السعودية وقطر ـ  ومعهم تركيا ـ فرصتهم في تحريك قطاع من جماهير الشارع السوري للقيام بانتفاضة ضد النظام البعثي ، وسخرت الدول المعنية كل طاقاتها في بلورة ثورة دموية بمواصلة تطعيمها بإرهابيين يتم استقدامهم من دول مختلفة من العالم .  وتشكلت في الساحة السورية قوة ضاربة من منظمات ارهابية مختلفة كالقاعدة والنصرة والخرسان والإخوان ، وتنظيم الدولة الإسملامية في الشام والعراق (داعش) الذي يتولى قيادته عسكريون من البعث .

ونشب عن حملة تدمير العراق انقلاب السحر على الساحر في  قيام داعش باحتلال مساحات شاسعة من العراق وسوريا معاً.  ولو كان للنظام السوري  (البعثي ) موقف تضامني مع النظام العراقي الجديد منذ قيامه ، لكانت الأمور على عكس ما هي عليه الآن بالنسبة للبلدين .

لا زالت عملية تطهير العراق من قاذورات الدواعش تتعثر على مدى سنة ونصف من القتال ، ولا تكفُّ الأصوات من هنا وهناك بالقاء اللوم والسبب على أمريكا ، وتحميلها المسؤولية في ذلك . لماذا يا ترى عجزت الدولة العراقية في حماية الوطن والدفاع عن حياضه ، طيلة سنة ونصف من الحرب مع الغزاة . من كان يتصور  بأن شلل مثل داعش يلحقون هزيمة نكراء بجيش جرار مجهز بكل انواع السلاح الذي تتطلبه الحرب الحديثة . لماذا لا يُلقى اللوم وتنسب مسؤولية الكارثة التي تعرض لها الوطن الى الحكومة التي يتصارع فيها الفرقاء والأحزاب والمريدين والمقربين من الذين كا شغلهم الشاغل هو نهب المال العراقي العام المقدر بآلاف المليارات والحاقهم الإفلاس بميزانية الدولة .

تم طرد القوات الأمريكية من العراق تحت ضغط ايران ، ايام كان البلد بحاجة ماسة الى وجودهم . والحكومة العراقية ، للحفاظ على ماء الوجه ، ابرمت مع اميركا اتفاقية ، تشمل على بنـود الدفاع عن العراق . ولما حان تنفيذ تلك البنود بعد طلب من الحكومة العراقية المساعدة من الجيش الأمريكي في التصدي لداعش ، تعالت اصوات الرفض من جهات عراقية وايرانية معاً ، منادين بإبعاد القوات الأمريكية من الساحة مهما تطلب الأمر . ولا زالت اصوات من هؤلاء ، تفبرك ما لديها من معاذير مفتعلة تبرر به موقفها في الحاق حتى صفة التآمر على امريكا ، وتسمية كل ما بذلته من جهود في دعم الجيش العراقي لمواجهة داعش ، بأنه ضحك على الذقون . وهـل يا تـرى سيؤدي الدعـم الإيرانـي والقصف الروسي الـى الحـاق الهزيمـة بداعش، سيان كان ذلك على ارض سوريا او العراق .؟ الجواب على ذلك ، نسمعه من العسكريين القادة ونشاهده على ارض الواقع . بأن كل ما جرى من هذا التدخل ، لم ينبيء بكسر شوكة داعش لحد الآن . وسوف لا ينفرج الموقف في التسابق بين امريكا وروسيا وأية دول اخرى على هذه الساحة المشتعلة.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 30-10-2015     عدد القراء :  2115       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced