الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ...... ومنزلق قادسية صدام
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

رحل الشاعر  العراقي عبد الرزاق عبد الواحد في الأرن ،  بعد أن اختاره موطناً  له إثر سقوط النظام البعثي في العراق . وكان مجبراً على ذلك التوطن والإغتراب هرباً من القصاص الذي كان ينتظره بسبب موالاته المطلقة لصدام ، وتسخير كل طاقاته الشعرية في تعظيمه وتبرير كل افعاله وسطوته على القمع وسفك الدماء وتهديد مستقبل الوطن وشعب العراق .

نعم كان عبد الرزاق عبد الواحد من الشعراء العراقيين  المتمكنين في كتابة القصيدة ، بيد أنه غدا رخيصاً في المتاجرة بشعره ، يوم  جعل من نفسه شاعر القادسية ، وذلك كنايةً بأفضع نازلة دمرت العراق كوطن وشعب.  وشرع ينفض كل ما في جعبته من القصيد  تأليهاً لمراهق مريض دونكيشوتي ، لازال العراق يدفع ثمن ما عاناه على يده من التدمير والحاق الأذى الشديد بجيرانه كذلك . باع عبد الرزاق عبد الواحد شعره رخيصاً في المدح والتدليس لحاكم سادي نرجسي ، اغرق البلاد والعباد بممارسته الديكتاتورية بابشع صورها ، ولا نغالي إذا قلنا بأن لعبة المراهقين التي ارتهنها صدام ، كانت بمثارة قدحِ الزناد لإلهاب نار الإقتتال في منطقة الشرق الأوسط التي تحولت اليوم الى ساحة حرب حقيقية لاتكهنَ في نهايتها .

تحول هذا الشاعر التقدمي وصاحب دواوين كثيرة من مطلع الخمسينات الى مطلع التسعينات من القرن الماضي ، الى مرائي مفضوح ، بكيل المديح لصدام في  قصائده التي كان يلقيها من خلال التلفاز على الشعب العراقي المثخن آنئذٍ بالجراح ايام كانت اشلاء ابنائه تنقل بالألوف الى ساحات تسليم الجثث . ولم يتوقف الشاعر عبد الرزاق ، بل انتبذ له مكاناً اميناً يتقصى اخبار موئله الذي  طوى في حفرة ، واخرج منها ذليلاً مستسلماً . اجل سرعان ما دال الشاعر من قريحته ما يوحي بأنه لا زال ذلك المخلص الذي وعد ووفى وفي عاتقه تذكير الناس بأن صنمه لا زال على جلاله . وعبر عن ذلك بقصيدة ، وهذا مقتطف منها " كنتُ أرنو إلیك یومَ التَّجَلِّي لَستُ أرثیكَ.. لا یَجوزُ الرِّثاءُ/ كیفَ یُرثى الجَلالُ والكِبریاءُ؟/ لَستُ أرثیكَ یا كبیرَ المَعالي ھكذا وَقْفَة المَعالي تَشاءُ/ ھكذ ا تَصعَدُ البُطولَة لِلَّه وَفیھا مِن مَجْد هِ لأ لا ءُ. الخ . كما القى قصيدة اخرى في الأردن يرثي بها صدام بعد اعدامه .

من المؤسف حقاً أن يبيع شاعر نتاجه وتاريخه ويقايض خطابه الوطني الصادق ، بخطاب فيه الكثير من التحابي والمراضاة ، تمهيداً للوصولية . لقد جيَّش صدام حسين الكثير من الشعراء الشعبيين المشحونين بهمم يشوبها الإنفعال والصياح والحماس من اجل شحذ الهمم لدعم قادسيته . ولم يلفت ظهورهم  ذلك الإنتباه الذي حصل مع شاعر فصيح مقتدر وذي تاريخ ادبي مشهود له بين الوسط الثقافي العراقي .

ولهذا لا نستطيع أن نلوم  زملاءنا في اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين على موقفهم السلبي حيال اية مراسيم وفاة الشاعر عبد  الرزاق عبد الواحد  كونه سخر كل طاقاته الشعرية مؤخراً في خدمة جرائم صدام ايام الحرب مع ايران، واستمر يتباكى على  ولي نعمته ، ويمني نفسه سارحاً في انتصار الإرهابيين وعلى رأسهم داعش ليتحقق حلمه  ويعود شاعراً يمجد ويترحم على اعتى مجرم عرفه تاريخ العراق الحديث  وعلى كل من سار في ركابه في عمليات القتل والإبادة .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 10-11-2015     عدد القراء :  2931       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced