داعش يصطاد البارسيين كالعصافير
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

كارثة كبيرة لعلها لا تذهلُ ، لكونها بمثابة دوامة ارهابية  تعصف بمدينة باريس لمرات ثلاث في عام واحد والحكومة الفرنسية تكيل التهديد والوعيد بقطع دابرها . وتحصيل حاصل لكل ما وعدت به ، لم يكن الا بمثابة نصب  خيال المآتة (  فزاعة العصافير ) لإبعاد تلك العصافير عن الحقل النظير .

دلت نتائج التصدي لثلاثة اعتداءات متتالية ومتقاربة زمنياً ، على عجز الحكومة  الفرنسية في الحفاظ على امن مدينة باريس التي تعششُ في داخلها عصابات الإرهاب ومدارسه والمشيعون له وحواضنه . وأن هذه العصابات ، تنضوي اليوم تحت راية داعش .. التنظيم الذي استطاع احتواء ووضع معظم منظمات الإرهاب الإسلامي المتشدد تحت لوائه .

داعش يخترق باريس بسهولة وينفذ عملياته الإرهابية  . لكونــه لا يعتمـد على عمليـة اختـراق الحدود فحسب ، بل يستند على جماهيره والموالين له في الداخل الذين تعد نسبتهم عالية جدا  . وهم على اهبة الإستعداد  لتنفيذ ما يُؤتَمرون به . وهذا ما جرى عبر تنفيذ ثلاث عمليات ارهابية في العاصمة الفرنسية وبفترات تاريخية متقاربة ، ابتداءاً من هجوم على ( شارلي ايبدو) في الساربع من يناير/كان الثاني 1915 ومروراً بجريمة قطع رأس مدير مصنع من قبل مجرم سلفي ، وتعليق رأس الضحية على سياج . وعلم داعش مثبت على جانبه ، وكان هذا في  في 16 / 6 / 1915  وانتهاءاً بمذبحة أمس التي جعلت من شوارع باريس ، ساحة المجابهة  بين العناصر الإرهابية والبوليس الفرنسي ، طوال الليل . واسفرت النتيجة عن مقتل ما ينيف عن مئة شخص ، وضعف ذلك العدد من الجرحى . تم استهداف هذا العدد من الأبرياء في  محلات عامة كالمطاعم  والمسرح وقاعة الموسيقى وملعب الرياضة وغيرها ، ناهيك عن الذين اصبحوا هدفاً للمجرمين في الشوارع ومتفرعاتها .

باريس هي احدى العواصم الأوربية التي تعج بمساجد ومدارس تهتم بتلقين الصبيان المسلمين من ولادة فرنسا ، بدروس عن التشدد وتكفير غير المسلمين ، وبالتحديد النصارى واليهود . وهذا هو مرمى شيوخ الوهابية واصحاب الفتاوى . وإزاء هذا الوضع ، ترى حكومة رئيس الوزراء ( فرانسوا هولاند ) نفسها في مأزق لا مفر منه ، بعد أن سبق السيف العذل .

سوف لم تكن باريس الوحيدة التي ابتلت بمحنتها ، لا بل ستكون مشهداً مرعباً لعواصم دول اوربية اخرى التي بلا شك ستكون اهدافاً لعصابات الداعش المقيمة على ارضها والوافدة اليها باستمرار . ومن هذه العواصم ، لندن وستوكهولم وبروكسل وبرلين  وفينا وروما .

وحتى لو تم دحر الدواعش في منطقة الشرق الأوسط ، لكن تبقى مجساته تتلاعب في الدول الأوربية تلك التي جعلت من نفسها صاحبة الحضن الدافيء للوافدين اليها من كل فج عميق ، ويفتحون الأبواب لكل من هم ودب ، دون الإكتراث لمخاطر الإرهابيين المتخفين بين المهاجرين المتقاطرين على بلدانهم باستمرار .

أن الذين نفذوا كارثة الحادي عشر من سبتمبر / ايلول في نيويورك ، لم يكونوا ممن اخترقوا الحدود لتنفيذ جريمتهم ، بل تمت على يد خمسة عشر فرداً من السعوديين واربعة من جنسيات اخرى كانوا قد وفدوا واستقروا في اميركا ، وانتظموا في صفوف القاعدة ودخلوا دورات تعلم الطيران ، ليكونوا اولئك الكوادر المنفذين للهجوم على ابراج المركز التجاري العالمي في نيويوك ، واسقاط طائرات اخرى محملة بالركاب.   ونفذوا هذه الجريمة التي راح ضحيتها ما يقارب الأربعة آلاف نسمة ، وهـم ممن اكرمت امريكا وفادتهـم ومنحتهم  فرص التعلم  ووفرت لهم وسائل العيش والتنعـم  بالأمان والإستقرار والحرية .

فالذين يتقبلون التلمذة في المدارس الوهابية وعند غاسلي الدماغ ، يتخرج منهم اعداد كبيرة لايحملون في طيات ادمغتهم الاّ ما تلقنوا به  من تشريع القتل وهدر دماء ومصادرة اموال ونساء وبنات ، كل من يخالفهم بالعقيدة . فماذا تنتظر الدول الغربية الحاوية لطوابير من هذه العقول السارحة في بلدانها ، تنعم بمطلق بالحرية ، ولا هم لها غير الحاق الدمار والخراب بالدول التي احتضنتها وساوتها مع مواطنيها.

وإذا سهت الأنظمة الأوربية عما ينتظرها وشعوبها من هذه الطغم المفرغة من الوازع الإنساني والمروضة دوماً على التخريب والقتل ، سوف تفوت عليها فرص الحفاظ على أمن بلدانها وشعوبها ، ولات ساعة مندم.

  كتب بتأريخ :  الأحد 15-11-2015     عدد القراء :  2073       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced