هل فعلاً ليس للإرهاب دين
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هذا الشعار المرفوع بخصوص الإرهاب ، كأنه يعكس صورة لا تمس  المنطلق الديني لأربابه والقائمين به  ، وكأنه ليس وراءه اغراض او قيَمٌ دينية وانما مجرد حالة جنونية يعربد المصابون بها وهم لا يفقهون ما هم فاعلون . ولا يدركون ما الغاية مما يقومون به من ابشع الجرائم التي يتقزز منها ، ليس الإنسان فحسب وإنما حتى وحوش الغاب .

الإرهاب الذي يهز عالم اليوم ، ليس من غضب الطبيعة كالأعاصير والعواصف  والزوابع الرعدية والبراكين والزلازل ، ولا هو من فعل اقوامٍ متوحشة ، إنما القائمون به مجندون بوحي من صلب عقيدة دينية ... ينادون بفرضها ونشرها كمبادئ عقائدية .. على ضوئها يأتي القتل والتهجير والتخريب وفرضها بالسيف حيثما  وطئت اقدامهم . ومنذ انبثاق هذا الحراك الإرهابي ، تربع على عقيدة دينية سلفية تحمل رسالة التشدد العقائدي ، وانضوى تحت رايتها من مغسولي الدماغ من مختلف الأعمار، وهم مروضون للموت بالإنتحار او القتال لتقبل الشهادة .

كانت ولادة المنظمات الإرهابية الناشطة باسم الدين منذ انبثاق اعلان الجهاد الإسلامي في افغانستان لمحاربة القوات السوفيتية ، وكان الشيخ السعودي الجنسية اسامة بن لادن منْ وضع حجر الأساس للخلية الأولى واطلق عليها اسم القاعدة . ثم دعى للحرب بأسم الدين ليتقاطر الشباب المؤمن  من البلدان الإسلامية تحت تأثير فتاوى المتشددين وعلى رأسهم السعوديين . وتأسس فرع للقاعدة في العراق على يد الزرقاوي واخيراً تمركز في مدينة الموصل تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق ، وتلاحم مع مثيله في سوريا ، وإذا به تنظيم مرعب ، يعلن عن نفسه حاملاً رسالة الإسلام ولوائه . ومثل دوراً مستقى من الفتوحات الإسلامية ، في غزو العراق وسوريا ونصب خليفة  المسلمين ( ابو بكر الغدادي ) الذي اختار له مقراً في مدينة الموصل ، واراى سكانها  صورة لحكم مضى عليه 1400 سنة في التعامل مع معهم وفي الإمساك لأرضهم . داهم الغزاة الشعب الموصلي وكذلك شعب الخاصرة الشرقية لسوريا  وكبل منهم المئات وسلط السيف على رقابهم ، ثم فرز المسحيين فيها ووضعهم امام خيارين ( دخول الإسلام او دفع الجزية ) كما حصل لأجدادهم يوم حمل العرب المسلمون على بلدانهم ايام الخليفة عمر الخطاب . ولما رفضوا هذا الذل صادر املاكهم واخرجهم من ارضيهم التاريخية ـ محافظة نينوى ـ والقى بهم في العراء لا يملكون شروى نقير .. يطرقون المفازات بحثاً عن الأمان والنجاة . أما الأزيديون ، فمصيبتم كانت ولا زالت كارثة تاريخية .. انزلها بهم الخليفة التقي ، حيث تعامل معهم وفق ما تنص عليه الآية بخصوص الكفار وهي خياران لهم اثنان ، دخول الإسلام او ضرب الرقاب  ومصادرة الأموال والنساء والأطفال . وثمة صور لازالت ناطقة عن سفك دماء الأبرياء بحز رؤوسهم بيد هؤلاء الإرهابيين الذين يراهم العالم اجمع كيف يذبحون الضحية في ضجيج من  البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم " ومعها صيحة التكبير " الله اكبر " وكل هذه المصائب تأتي بأذن الله تعالى .  ويمارسونها اولئك الذين يسبحونه ليل نهار ويصلون له خمساً ويصورون كل شيء بمشيئته .

لما نسف الإرهابيون المركز التجاري العالمي في نيويوك وبعض الطائرات وسببوا في ذلك موت آلاف الضحايا ، علق اسامة بن لادن من خلال التلفاز وهو بين جماعته ، بقوله " هذا نصر من اللله " واليوم يتباه داعش بقتل الإبرياء في باريس بقوله " كان هذا بأذن الله " كما يوعد ويهدد في ضربة قادمة في اميركا ..بأذن الله.

والقرضاوي وكل من على شاكلته يدعون ويتأملون من هذا الزخم الإرهابي أن يأتي يوم والمسلمون يجتاحون اوربا ويفرضون عليها الإسلام .   وكل هذا ، لا يكفي أن نصدق انفسنا بأن للإرهاب دين ..؟

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 18-11-2015     عدد القراء :  2121       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced