اردوغان يلعب بالنيران ويُكثرُ من تحذير بوتن من اللعب بالنار
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من خلال تعقيبنا لتحذيراته ، نجد رئيس التركي اردوغان وكأنه يتعاطى امصال لضبط النفس . وإذا لهذه الأمصال اعراض جانبية تمس مشاعره وتفقده الثبوت على كلامه حتى تأتي تصريحاته متضاربه واحياناً جوفاء لا معنى لها .

في اول ظهوره على الشاشة ليغطي على الجريمة المفضوحة في اسقاط الطائرة الروسية ، بدا مشدود الأعصاب وتتراقص الغضون على وجهه من شدة الإحتقان المتفتعل لتغطية الجريمة ، ورفعها شعارا يتباهى به الشعب التركي في الشوارع ، ويتباهى مع رئيسه في تأديب الدب الروسي وتلقينه درساً .!!

لقد تمادى اردوغان في اليوم الثاني من الضربة الجوية ، في التلاعب بأعصاب بوتن ... الرجل الذي عرك الحياة لسنين طويلة من موقع استخباراتي سياسي في منتهى الحساسية والذي يتطلب الذكاء والمراس والجرأة . وأنَّ هذا التلاعب عند الرئيس التركي ، كان واضحاً بأنه من رجل فقد توازنه واجتهاده ، وغدا لا يعلم كيف يُسخّرُ الفاظه في تغطية فعلته الشنيعة الموكول بتنفيذها .

طفق اردوغان يطلق الكلام  على عواهنه .. توحي حالته تلك ، الى عدم مقدرته على ضبط النفس . حيث تمادى في تسويق عبارة ( اللعب بالنار ) يحذر بها السيد فلاديمير بوتن على كل ردود الفعل التي بدت منه تجاه الحادث الذي اهتزت له روسيا باجمعها واذهلت الأمم في كل مكان .

دعا اردوغان روسيا وحكومتها الى القبول بالأمر الواقع لأنه كان بحسب طرحه ، كنتيجة حق للدفاع عن حياض الوطن ، وكل موقف يتقاطع مع ذلك الحق هو ( اللعب بالنار )

وفي طلب ثانٍ اراد به أن تتقدم الحكومة الروسية باعتذارها على ادانة تلك الضربة الجوية التي اسماها  اردوغان وشلته رداً مشروعاً لمن اخترق حدود بلاده . وبخلاف ذلك يكون( لعباً بالنار )

واستطرد الرئيس التركي يُحمِّل الجانب الروسي كل المسؤولية ، ليس لما حدث فحسب ، وإنما يحمِّله ذنب الدخول الى سوريا ، ويوسمُ ذلك ايضاً (اللعب بالنار )

ولما فرضت موسكو تأشيرة على كل تركي يرغب بدخول اراضيها بداية العام المقبل ، كرد فعل للإعتداء التركي ، شهر اردوغان سلاح التحذير من مغبة قيام الحكومة الروسية بحجز عدد من رجال الأعمال من الأتراك ، نتيجة مخالفتهم بعدم حمل تأشيرة دخول . وقذف من هَـوَسِه تحذيراً يذكــر الــروس بـ ( اللعب بالنار ) وفي كلمة القاها اردوغان ، اردف  بأن ما اقدمت عليه الحكومة الروسية من فرض الإنضباط  على مواطينه الداخلين الى روسيا هو ايضاً ( اللعب بالنار )

ولم يستكن اوردوغان من الطعن بكل ردود الفعل عند روسيا . واخيراً لما اصطدم بصلابة الموقف الروسي، اخذ يعاني من البحث عن عبارات مملحة لعلها تذكر الروس ، بأن التشدد في موقفهم سبب في تدهور العلاقات بين الطرفين الى ادنى مستوى ، الأمر الذي يلحق الضرر بمصلحة الطرفين ، حسب ظنه . ولكن موسكو لم تلتفت الى ما يُسوِّقه الرئيس التركي من كلام ، تارة مسموم لهز الأعصاب وتارة معسول لردم الهوة بينه وبين الرئيس الروسي الثابت بصلابة في موقفه ، والرافض اي تفاهم مع الرئيس التركي ولا حتى الجلوس معه . وبات مصراً بأن اي لقاء بين الطرفين يكون مدروساً ومشروطاً بتقديم الحكومة التركية اعتذار رسمي بخصوص اعتدائهم المشين .

الكثير من التقارير والوقائع والتقديرات ، تشير الى أن عملية اسقاط الطائرة الروسية وقتل احد من طاقمها  كانت من مؤامرة مبيتة ، وليست كما يزعق الأتراك بأنها بسسبب اختراق الطائرة لأجوائهم . المسألة واضحة وضوح الشمس ، بأن الحكومة التركية نفذت ما اوعز اليها ، وهذا واضح من الدور الذي يمثله اردوغان في حركاته وكلامه وتصريحاته . والقاريء اللبيب ، يستشف ذلك من عبارة له ا يدين بها روسيا  لتنفيذها عمليات عسكرية على الأراضي السورية .

ثمة ملاحظة تثبت ، بأن الإعتداء على الطائرة الروسية ، كان عملاً مدبراً لا يقبل التأويل . والملاحظة نطرحها كسؤال لكل متابع لدقائق الحادث ." كيف ياترى فطن التركمان المرابطون مابين الحدود السورية التركية ، بأن الطيار الهابط بالمظلة في منطقتهم هو روسي الجنسية .! هل كانوا قبل استهداف الطيارة يراقبون ما سوف يحدث في الجو لكي يستعدوا لقتل الطيار . !!؟ واذا كان الأمر كذلك . بمعنى كانوا مبلغين بما سيحصل . وهذا يدل على أنهم كانوا على اهبة الإستعداد لتنفيذ مهمة القتل للطيار الهابط بالمظلة . وإذا كان التركمان في حالة طبيعية لا يشوبها اي استنفار ، لربما كان انتقامهم من الطيار الروسي بعد وصوله الى الأرض . لأن ضرب الطائرة لم يستغرق الا دقائق ، ولا يجلب الإنتباه الا بعد الدوي وصوت الإنفجار وأن الطائرة المضروبة تغور بعيداً في سقوطها الى الأرض والناظر لا يستطيع نوعها او مرجعيتها وهي ملتهبة او محطمة . إذاً ليس هناك متفرج من يستطيع فهم الحادث وتقديره الا اذ كان مبلغاً به ". !!

  كتب بتأريخ :  الأحد 29-11-2015     عدد القراء :  2004       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced