الدكتور الوردي العالم الاجتماعي الأشهر على مستوى الوطن العربي والأكثر جدلاً ومؤسس علم الأجتماع في العراق والدارس المختص للمجتمع العراقي وصاحب النظريات الأكثر تأثيرا وصدقا في صميم المجتمع العراقي .
الدكتور الوردي ماذا لو أنصفك العراقيون ولم يحاربك علماء الدين والمراجع وغيرهم ممن هم على رأس المجمتع العراقي أنذاك ولم يقف أمام نظرياتك وصدقها وعمقها في المجتمع العراقي وعاظ السلاطين ؟؟؟
ماذا لو عرفنا وأدركنا ما كنت تريد وما كنت تحذر منه وتنبه إليه ؟؟؟
ماذا لو قرأ سياسيوا اليوم فكرك النير وأنتهلوا منه ما يسهل عليهم مهمة قيادة البلد الذي يتصف بالتنوع العرقي والتداخل الحضري والقبلي وصدقوا ما جئت به لهم ولم يحجبوا شمس الحقيقة التي مهما تلبدت عليها الغيوم فهي ستظهر ذات يوم جلية وساطعة وتملئ الكون دفـــأً ونورا كما هي نظرياتك وقبساتك العلمية والعملية والواقعية ..فما ناديت به ظهر جليا اليوم وأدركه الشعب بعدما فات الأوان ودفع الثمن غاليا لكن الشعوب الغير متقدمة في مجال الفكر هي لا تستخلص من الأفكار العبر أنما تفهم بعدما تتم الكارثة وتجف الصحف وما نفع أنك عرفت بشيء بعد حدوثه وليس قبل حدوثه ؟.
الدكتور الوردي يا سيدي الناس أعداء ما جهلوا وقد جئت إليهم بنور أدرت به أن تطفئ الظلمات وترسخ العدل الأجتماعي كبديلا للظلم الأجتماعي الذي تعاني منه الشعوب مر العذاب ....أردت أن تقول لهم لا تقوم قائمة لأمة وهي تعاني الأفات الثلاث ( الواسطة ، الرشوة ، المحسوبية والمنسوبية ) وإن لم ينتزع الشعب نفسه من غلاف القبلية الغير ظاهر في الحياة الطبيعة فهو يبقى يحمل أزدواجية كبيرة في أكثر من معيار فهو حضاري المظهر قبلي الطبع والتعصب والتعنصر .
ماذا لو جعل علمك منهج يدرس للأجيال كما يدرس في شعوب لا تفهم لغتك ولا تنتمي الى ثقافتها وتأريخها فهناك يترجم علمك وكل حرف كتبت ليدرس ويطبق ويعمل به إيمانا من هذه الشعوب بالوصول إلى مجتمع معافى من العاهات والعلل والظواهر السلبية يدرسوا علمك ونحن نحاربه ونرفضه ونطفأ النور بأيدينا .
ماذا لو فهم الناس منك أن التعنصر والتعصب هما خطر كبير على بنية شعوب الأرض وعلى الأخص شعوب العالم الثالث فقد أستغلت هذه الثغرة من قبل الأعداء والمتربصون لتمزيق الصف الواحد والجسد الواحد وجعله ينهش بعضه بعضا .
فهل يا ترى سنكون أعداء تحت مسميات الطائفية وهل سيكون سباق الأحزاب بالاغتيالات والابتزاز ام سيكون بالفكر والأقناع .
ماذا لو صبروا الى أن يعرفوا ما كنت تبغيه مما تكتب وتنادي به ولم يتهموك بالتزندق لأنك كفرت بتقاليدهم يقدسوها دون سبب للتقديس فحاربك حتى من لم يقرأ لك ومن لم يعرف في أي مجال أنت تكتب وأي حقيقة تنشد شتموك كما شتموا اخرين من قبلك ، يحاربك أجهل الناس ويقدسك أهل الفكر والعلم والمنطق لكن هيهات أن يكونوا من أبناء وطنك.
ماذا لو أمن الناس بما أتيت به (أن لا حقيقة مطلقة ما عدا كلام الله عز وجل وأن الحق والباطل حالة نسبية فما يكون في نظرك حق قد يكون في نظر غيرك باطل محض أو ربما لك جزء من الحق وعليك جزء أكبر) ...هل ستنتصر الشعوب والطوائف الى نفسها لتصل الى أن يقطع بعظها رقاب بعض ويستحل ماله وكل شيء .
ماذا لو أنتبه الناس الى حقيقة أن بين اللون الأسود واللون الأبيض ألوان كثيرة وأن لكل شيء أكثر من زاوية فقد تراه أنت من زاوية هي مختلفة للزاوية التي يراها صاحبك او من تتخاصم معه فهل ستقول وتصر أن ما تراه انت الحقيقة فقط.
ماذا لو أحترم الناس ( أسطورة الأدب الرفيع ) و( وعاظ السلاطين ) و ( شخصية الفرد العراقي ) و( خوارق إلا شعور ) وغيرها وغيرها مما أبدع فكرك النير .....نجهلك يا سيدي وعلمت بما سيجري لنا بعد زوال واعز الخوف من السلطان والبطش وليتك حيا الأن لترى بأم عينيك صدق ما قلته وما ناديت به وما حذرت منه !.
لكن أسمعت لو ناديت حيا ... لكن لا حياة لمن تنادي
إننا اليوم نذوق مر العذاب ونواجه مصائر غامظة وكل طريق ونفق يؤدي بنا ويؤخذنا الى نفق أكثر منه ظلاما وتشعبا لأن الحس الجمعي لدى الجماهير لدى الجماهير واللعب على الوتر الحساس ( التعنصر وتعبئة البسطاء لينهش بعضهم لحم بعض ) غدا من الصعب أن تواجهه الأقلام وصيحات المصلحون من أبناء هذا الوطن ومن يعوا خطورة اللعب بالنار الذي تقوم به الأحزاب لتعتاش على دماء البسطاء من يثورا لكلمة ويسكنوا لأخرى وينتفض لتصريح أو كذبة ويسامح لأخرى ومن ينتمي لجزء من الوطن ويعادي جزء وينسى أن كل وطنه هو شرفه وعزته وأن كل أبناء هذا الوطن كانوا أهله وأحبته ذات يوم !
يؤلمنا يا سيدي ان يسأل عنك الأبعدون ويجهلك الأقربون أن يقدسك الأعداء ويشتمك أبناء جلدتك يؤلمنا يا سيدي أنه فات الأوان ان ندرك ما كنت تبغيه لنا من سلام وليتنا أدركنا ؟.
***********
كتب بتأريخ : الأحد 20-12-2009
عدد القراء : 2422
عدد التعليقات : 0