قُبّـــــــــــــــــــة البرلمان و(علوة) الرشيد ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لايكاد يمراسبوع دون تفجيرارهابي يستهدف (علوة الرشيد) سوق الجملة للفواكه والخضرجنوب بغداد، وهوواقع مستمرمنذ عقد من السنين، دون معالجة ولااكتراث من الحكومات المتعاقبة المسؤولة عن الخطط الأمنية لحماية العاصمة، بالرغم من الخسائرالفادحة بالأرواح والممتلكات نتيجة هذا الاستهداف المنظم، كأنه حلقات في مسلسل تركي (أدمنت) عليه عصابات الارهاب والسلطات على حد سواء!.

الاحصاءات التي تقدمها (كبست زر) في الحاسوب، توضح تواريخ التفجيرات وضحاياها وخسائرها المادية على مدى السنوات الماضية بالأرقام والصور، وهي في مجملها تحمل خاتمة واحدة ووحيدة هي أن القوات الامنية(هرعت الى مكان الحادث وطوقته، وتم نقل جثث الشهداء الى دائرة الطب العدلي والجرحى الى المستشفيات القريبة )، بانتظارتفجير قادم يأخذ نفس السياق، لكنه يختلف عنه في التوقيت وأعداد الضحايا !.

تفجيرات (علوة الرشيد) ترشحها لتصدر قائمة المواقع (الجغرافية) الأكثراستهدافاً في العراق من قبل عصابات الأرهاب، لكنها كذلك ترشحها للصدارة في قائمة عدم الاهتمام والمعالجة من قبل المسؤولين عن الملف الأمني على مدى السنوات الماضية، وهي معادلة (عبثية) بلاتفسيرمن القائمين على القرارالسياسي والأمني في المنطقة الخضراء، بالرغم من وجودها في خاصرة العاصمة، وأهميتها في توفير الغذاء لعموم سكان بغداد، وأرتباطها بشبكة التجارالمستوردين وأقرانهم المصدرين لهذه المواد من دول الجواروالداخل العراقي، حتى تحول الموقع الى (برمودا) عراقي بأمتياز!.

هذا النزيف المستمر بالأرواح والممتلكات لم يحظى باهتمام في مجلس النواب العراقي اطلاقاً، لامن الكتل الكبيرة ولاالصغيرة ولا حتى من أي نائب عراقي بصفة شخصية طوال السنوات الماضية، وكأن موقعه خارج العراق وضحاياه أجانب!.

ان مقارنة موضوعية بين استهداف موقع (علوة الرشيد) المستمرمن قوى الارهاب كمثال عن مواقع استهداف الارهاب للعراقيين، والذي لايبعد سوى بضعة كيلومترات عن مركز العاصمة، وبين الأمان المطلق الذي يتمتع به موقع البرلمان العراقي وعموم المنطقة الخضراء، يكشف عن مستوى الاداء المتردي لطواقم السلطات في مسؤولياتها الدستورية في توفير الأمن والأمان للشعب.

على ذلك تكون رمزيّة (القُبّة) مناسبة ومنسجمة مع دلالاتها في التراث العربي الاسلامي، لنصب يُخلد ضحايا (علوة الرشيد) المنكوبة بتفجيرات الأرهاب طوال السنوات الماضية ومازالت، أكثر من وجودها في موقع البرلمان العراقي الآمنة كتله وأحزابه من تلك التفجيرات، وغير المكترثة بالضحايا وممتلكاتهم المدمرة، وخاصةً عوائل صغار الكسبة التي تواجه مصائرها السوداء بعد فقدان آبائهم وأبنائهم المسؤولين عن اعالتهم من العاملين بأجور يومية وبلاضمانات، كماهو حال الأغلب الأعم من الفقراء في عموم العراق.

مع كل تفجير قادم يستهدف (علوة الرشيد) يضاف أتهام جديد بسوء الاداء للمسؤولين العراقيين من أعلى المناصب الى أدناها دون اسثناء، فليس معقولاً ولا مقبولاً أن تعجزمؤسسات دولة بكاملهاعن توفيرالأمن لـ (علوة) فواكه وخضرفي خاصرة العاصمة، وتدعي أنها تسعى لبناء العراق !!.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 22-02-2016     عدد القراء :  2193       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced