اغتيال \" عذراء سنجار \" على بوابات اربيل !
بقلم : احسان جواد كاظم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لقد اثار حرق بعض الذين " يتحسسون مسدساتهم عندما يسمعون بكلمة ثقافة " من منتسبي احدى السيطرات على مشارف اربيل, رواية الكاتب العراقي وارد بدر السالم, استياءاً كبيراً في اوساط المثقفين. فالكاتب الروائي المعروف وارد بدر سالم قد عبر فيها عن حالة انسانية لأحدى ضحايا ارهابيي داعش في سنجار, وهو ما يثاب عليه لتناوله مأساة حاقت بعراقيين اصلاء.

ويبدو ان ما اثار حفيضة حارقو الرواية هو كونها مكتوبة باللغة العربية, على حد قول ناقلي الخبر. وبذلك فأن الفاعلين يلتقون مع غوبلز وزير الدعاية النازي بوشيجة اخرى غير كره الثقافة المذكورة اعلاه, هي التعصب القومي.

الامر الغريب ان هذه الحادثة تتزامن مع افتتاح معرض الكتاب الذي تقيمه مؤسسة المدى كل عام في اربيل والذي يضم عناوين كتب ومؤلفات باللغة العربية. ويحضى بترحيب حكومي وشعبي كردي. فقد حضر رئيس الاقليم مسعود البارازاني افتتاح هذه الدورة الجديدة من المعرض. وهذا شي ما يشبه شي, كما يقال. لهذا فأن ما حدث يرتب على حكومة الاقليم اجراء رد فعل مناسب بحق مرتكبي الحرق والاعتذار من مؤلف الرواية المتضرر من هذه العملية الشنيعة وجموع المثقفين.

لقد ضمن الحاقدين على الثقافة, للرواية انتشاراً واسعاً من حيث لايريدون, اضافة الى مقت القراء لهم ولافعالهم. فلم تؤت محاولات قمع الفكر والثقافة اُكلها يوماً لصالح المستبدين ومحاصري الثقافة. فقد سبق وان افتى الخميني بقتل كاتب " الآيات الشيطانية " سلمان رشدي البريطاني من اصل هندي, فعمت شهرته الارجاء وعمل منه روائياً عالمياً. تُرجمت روايته على أثر الفتوى الى الكثير من لغات العالم واعيدت طباعتها لعدة مرات. وكذلك كان فعل الازهر في مصر قبل اعوام, بمنع تداول رواية " وليمة لأعشاب البحر " للروائي السوري حيدر حيدر بعد عشر سنوات من تأليفها ودخولها مصر, ليزيد المنع الطلب على اقتنائها في الاسواق العربية وخصوصاً مصر.

وكل العراقيين يعرفون سعة طبع وتداول الكتب الممنوعة بصورة سرية ايام النظام البائد, رغم العقوبات الصارمة التي يمكن ان يتعرض لها مقتنيها.

واصبح معروفاً, بأن ليس للفكر الحر من حدود وان حرية الفكر ركن اساسي من اركان اي نظام يدعي الديمقراطية, وان معاداة الثقافة والمثقفين تجارة بائرة لاتحمل لمتعاطيها غير الذل والخسران.

ان حارقي رواية "عذراء سنجار" ضحايا لسياسات واعلام " اعلاء الجدران" بين العرب والكرد العراقيين السائدة في الاقليم, بتغذية واثارة النعرات القومية, وهو لن يكون الطريق الصحيح المفضي للاستقلال بل الى المزيد من الخسارات... خسارات الفقراء.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 08-04-2016     عدد القراء :  2307       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced