هل ستبقى أوربا في مرمى الإرهاب
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

منظومة داعش ، غدت طليعة قوى الإرهاب الإسلاموي  ، تمتلك اليوم مراساً لا يُستهانُ به ، في ادامة حربها في سوريـا والعـراق وليبيا وبقاعٍ أخرى ، وفـي توجيه الضربات الموجعـة للعديـد مـن الدول الأوربية ، كالصورة التي نراها اليوم في فرنسا وفي النرويج . أما التهديد المتواصل ، بات يبث الخوف في معظم الدول الأوربية بعد اكتساب هؤلاء الإرهابيون خبرة كبيرة في اختراق حدود هذه الدول بالتعاون مع حواضن لها من  المتشددين القاطنين في نفس الدول ، للوصول الى توجيه ضرباتهم الموجعة واشاعة القتل والخوف والتخريب على اشكاله فيها.

ولم يجد داعش اية صعوبة في النفوذ الى الدول الأوربية ، طالما كان البعض من تلك الدول سهل الإختراق من مطاراته ذات الإدارة غير المنضبطة كالمجر وتشيكيا واليونان وبلغاريا ، جميعها لا دقة لها في تأمين المعابر التي تسهِّل الوصول الى الدول المقصودة في اوربا . وفي هذا الصدد ، لا يمكن نسيان تركيا التي تشنها ثغرات لتزوير الأوراق الرسمية ، مما يسهل لمجرمي داعش العبور للوصول الى مبتغاهم في توجيه ضرباتهم والإنسحاب من دولة اوربية الى اخرى . وهكذا يلوذون بالفرار او الإختفاء في حواضن مُؤَّمنة لهم.

لا نعلم كيف تكون حالة الدول الأورﭙية المستهدفة بالشكل الذي نراه ، إذا ماتم الأخذ بيد تركيا الى الإتحاد الأوربي . ومن هناك تمنح للأتراك حرية التجوال في البلدان الأوربية دون اية رقابة. وحسب التقارير ومنها الأمريكية يؤكد مركز "انتربرايس"  على استحالة هزيمة داعش ، طيلة مكوث الرئيس التركي ادروغان على رأس السلطة ، وهو ذلك المخاتل المكشوف في تسهيل امور داعش في انزال المحن على رؤوس العراقيين والسوريين معاً. لقد افتضح أمر اردوغان وتلونه في التستر على موقفه المفضوح في  التعاون مع داعش ، وتمثيله دور احد محاربي الإرهاب، في الوقت الذي دأبت الحكومة التركية طيلة فترة هجوم داعش على سوريا والعراق على تسهيل امر المقاتلين الوافدين من دول مختلفة للإنخراط في صفوف داعش الإرهابي ، وذلك عبر اراضيها مباشرة بعد انكشاف اللعبة عن طريق كاميرات الصحفيين التي فضحت التحركات التركية بمساعداتها المتواصلة في تقديم مختلف الإمدادات المطلوبة لداعش ، سواء كان ذلك عن طريق ايصال (المجاهدين ) او فتح الحدود امام ارتال من الصهاريج والحاويات الناقلة للنفط من سوريا عبر الأراضي التركية وضمان وصولها للأسواق . وهناك كل طرف له اجره في العملية .

اردوغان يقدِّس داعش ويعتبرهم الحاملين الحقيقيين لرسالة الإسلام في هذا الدهر ، ويعيب على نفسه تسميتهم بالإرهابيين . لم يستطع اخفاء ذلك حتى اشعر المراقبين بأنه لا تسوَّل له نفسه كمسلم ، باطلاق كلمة ارهابي على داعشي وإن رآه يشرب من دماء الضحية. وكان هذا الموقف ظاهراً للعيان لحد أن جعل الرئيس الأمريكي باراك اوباما ، يمتنع عن مقابلته اثناء زيارته لأمريكا.

هذا هو موقف الحكومة التركية التي تُعتبر طرف في دعم داعش ، وتغطي ذلك بتمثيلية  وكأنها هي الأخرى تتعرض لنفس الإرهاب. ولكن الحقيقة باينة للعيان ، بأنها طرف مهم في إدامة زخم الدواعش في السيطرة على الأراضي السورية والعراقية وحتى ضرب الدول الأوربية في عقر دارها لكونها (ديار الكفار ) في عقلية الأسلامويين . والرئيس التركي في دخيلته لا ينفي هذا. ومن المخزي لبعض الدول الأوربية المهدَّدة بإرهاب داعش ، إذ نراها  لاترعوي في دعم انضمام تركيا الى الإتحاد الأوربي .

لذا نقول أن اورﭙــا ( القارة العجوز ) اذا ما استمرت ساهيــة عمـا ينتظـرها مـن يــد شياطين الإرهــاب  داعش وبطانته والداعمين لهم ، نقول لا محال أن يأتي يوم ويتحقق حلم الذين ينادون من على المنابر والمآذن ومطلقي الفتاوى في ادامة الجهاد لضرب معاقل ( الكفار ) واحتلال اراضيهم وفرض عليهم الإسلام . وتزداد حمية هؤلاء الدعاة يوماً بعد يوم منذ استهداف محطة القطار في اسبانيا سنة 2004  وكذلك استهداف شبكة النقل العام في لندن باربعة انفجارات متتالية في 2005 ومروراً بضرب باريس اكثر من مرة انتهاءاً بما حصل في الدانيمارك مؤخراً .

وثمة دول اوربية اخرى مهددة ، وتضيق ذرعاً بتصرفات الإسلاميين المتشددين الذين يعيثون فساداً بمختلف الإستفزازات واختراق القوانين . ومن هذه الدول كل من ايطاليا والسويد وحتى المانيا.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 08-04-2016     عدد القراء :  2388       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced