غرق الوطن في ظلمات السياسة المخادعة وبقيادة ربانها القرصان
بقلم : عبدالجبارنوري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

السياسة: هو علم المراوغة والمكر للحصول على مكاسب ، الرابح فيه هم حيتان اللعبة القذرة ، والخاسر هم جموع الشعب ، لذا يمكن القول بأن السياسة حرفة والوطن رسالة ، والسياسة دهاء والوطنية أخلاص ، والسياسة دراسة والوطنية فطرة ، والسياسة أجتهاد والوطنية جهاد ، والسياسة تطوع والوطنية واجب ، وأخيراً السياسة منصب والوطنية نصُبْ تذكاري ، وقال فيها عظماء وقادة أقوالٌ مأثورة :* السياسة فن السفالة الأنيقة ( أنيس منصور ) * السياسة فن الخداع تجد لها ميداناً واسعاً في العقول الضعيفة ( فولتير ) * في السياسة أذا كنت لا تستطيع أقناعهم فحاول أن تسبب لهم الأرتباك ( ترومان ) * السياسة فن الخباثة يكون فيه من الضروري الضرب تحت الحزام ( شارل ديغول ) .

وأتساءل على الدوام وبمرارة ويأس وأحباط وأحيناً تصل ألى بكاء الرجال الصامت على وطني المستباح ، بآلام مغترب جذوره في ضفاف دجلة الخير ، وبرئة مؤكسدة تحتاج ألى شمة أوكسجين أزقة بغداد الحبيبة ، فذنوبنا برقابكم يا أصحاب القرار السياسي الديني وقد تجلببتم بجلودنا ن وتحكمتم برقابنا ، وضيعتم هيبتنا بسياساتكم الديماغوجية المكشوفة بحكومتكم الدينية ( الثيوغرافية ) وسرقتم منا كل شيء ما عدا الدمعة والبسمة البخيلة وكلاهما وجهان لعملة واحدة هو البؤس والشقاء والأسى والندم على ما أبتلينا به من حكام الغفلة في هذا الزمن الأغبر ، وبأسم الدين طبقتم سياسة الأرض المحروقة الصدامي النازية الداعشية الظلامية تاركين لنا أرثاً ثقيلاً من 5 مليون يتيم و3 مليون أرملة و4 مليون نازح و5 مليون مهاجر ونسبة فقر تزيد على 35 بالمائة ونسبة بطالة وصلت إلى 57 بالمائة ومدارس طينية وأمراض مستوطنة ومستوردة ومسرطنة ونزوح وتهجير وقتل ومذابح وفرهود المال العام بدون رقيب أو خوف من الله والضمير والقانون المغيب أصلاً وطرد للعقول وخزينة مصفّرة وديون مشروطة وثقيلة وسيادة مغيّبة تماماً والعمامة والعباءة السوداء تنحني بأذلال أمام أوامر أمريكا المحتلة ومملكة الكراهية والحقد المذهبي والطائفي وكطر موزه وتركيا الحالمة بحريم السلطان ، ومنذ 2003 لحد اليوم نعاني من أحزاب الأسلام السياسي ذات الهوية الطائفية والنزعة اللصوصية أختزلت الوطن والشعب .

وأما نفوذ وسطوة المرجعية فأنها ذات نفس قصير فهي ليست معنية بما أبتلينا به من حكام الجور والفساد لكونها تفتقر لروابط الأنتماء للوطن والولاء للمجتمع ، وأثبتت التجربة السياسية في الأزمات الأخيرة الخانقة معلقة تأثيرها الروحي إلى حد ( لقد بُحت أصواتنا )عندها غسلت يدها من المسؤولين لحد الأمتناع من مقابلة بعضهم ، ولا يمكن نكران تأثير المرجعية في أصدار فتوى الجهاد الكفائي الذي حمى حزام بغداد من بهائم داعش بيد أن المرجعية تكلمت كثيراً بخطابها السياسي بلغة الأمام علي ( عليه السلام ) ولكنها لم تعي إلى أن الأمام علي حارب الحكام الذين أستباحوا أموال العباد وأرزاقهم والتحكم بأعناقهم ، وأن الأمام حارب الظلمة والفساد (بالكلمة والسيف) بجرأة وشجاعة فريدة مع الأسف لم تكن ضمن سياسة المرجعية ورغبتها لأسباب سياسية داخلية وأقليمية كثيرة .

والوضع السياسي الراهن يعاني من ملفات خطرة :

1- ملف التهديد قال قاضي الجنايات في المحكمة الكبرى أني شخصياً وبقناعة تامّة برأتُ المتهم ( محمد الدايني ) من التهم الموجهة أليه لعدم حضور شهود الأثبات ، وتبين أنّهم مهددون ، وأضف القاضي أني شخصياً طرقتُ أبوابهم فردا فردا لكنهم رفضوا الحضور والأدلاء بشهاداتهم ، وفي 2006 صرح المستشار الأمريكي " جون نيومن " أني أستغربت تبرئة عصابة منظمة للقتل وسألتُ قاضي الجنايات عن سبب هذا الحكم الغير مهني فقال الحاكم بالحرف الواضح { من قتل المئات فهو لن يهتم أذا أضاف لهم أفراد عائلتي } .

2- ملف حرائق الطابق الثاني من مؤسسات الدولة التي تحوي على ملفات الأدانة بالفساد المالي والأداري وخيانة الأمانة لرموز رفيعة في الدولة ( لا من شاف ولا من دري ) وأتضح من تسريبات أمنية أن البعض من عملاء تلك الرموز أندس بين المتظاهرين ودخل مبنى مجلس الأمة وسق وأتلف أضبارات وملفات الفساد  

3- ملف تجار السياسة ، من المألوف أن نسمع أن هناك مافيات تجار أعضاء البشرية أو تجار سلاح أو تجار حروب أو تجار أو تجار أزمات ولكن لم أسمع في حياتي إلى أن هناك تجار سياسة حتى أني لمستها بنفسي في أنتخابات 2014 عندما كنت في زيارة لعمان الملك الهجيني ولمست كيف رست المزايدة في شراء وزارة الكهرباء بمبلغ 350 مليون دولار في فندق ( فور سيزن ) في تنازل محاصصي من كتلة ألى أخرى .

4- ملف الأنفاق الذي لا يصدق :  وهذه بعضها القليل

** 25 مليار دينر عراقي على أيفادات ( البطر ) ** مليار و400 مليون دينار على أصلاح رحلات مدرسية في تربية الرصافة  ** 8 مليار دينار تأثيث مكتب أحد الرئاسات ** 10 مليار دينار ( ضيافه ) محافظة البصرة

5- ملف الرواتب الخيالية للرئاسات المتقاعدة بالأستقالة وليس بالأقالة 50 مليون دينار لمحمود المشهداني و50 كذلك ألى حاجم الحسني و100 مليون دينار لغازي الشمري رئيس الجمهوري السابق والمؤقت  ----

6 – ملف موجة التفجيرات الدامية والوضع الأمني المتأزّم والمؤلم الذي يحصد أرواح المئات من الأبرياء أضافة إلى تخريب وتدمير البنى التحتية وقطع أرزاق الناس بالمتفجرات والعبوات الناسفة واللاصقة وبهائم الأنتحاريين في مناطق واسعة من بغداد ووفي أبريل الماضي وصلت أيدي الأرهاب الداعشي إلى مدن الجنوب في تفجيرات السماوة والناصرية ، وجاء خبر عاجل ( تواً ) في صبيحة الأربعاء 11-5 عدة تفجيرات دامية في الكاظمية وحي العدل ومدينة الثورة وكانت الحصيلة أكثر من 160 شهيد وجريح وليسمع وزير داخليتنا أن التفجير الثورة كان بواسطة شاحنة نعم شاحنة محملة بعشرات الأطنان ولعلم الوزير الهمام أنها سابقة لم تستعمل حتى في الحروب العالمية  .

إذاً ما العمل ؟

وهذه بعض العلاجات المعرضة للصح والخطأ ولكن بأعتقادي تؤدي إلى ( حلحلة ) الأزمات الخانقة منها :

-حل الرئاسات الثلاثة

- تشكيل حكومة طواريء ( مؤقتة )  أو حكومة أئتلاف عابر للطائفية الأثنية وهو أنقاذ للوضع المزري الحالي

- تقديم موعد الأنتخابات

- تشريع قانون ( الأحزاب ) المعطل منذ 13 سنة

- أنتخاب " هيئة مستقلة جديدة للأشراف على الأنتخابات

- أستثمارصحوة الضمير عند بعض نواب البرلمان المعتصمين وتأييدهم وساع أصوات متظاهري ساحة التحرير وتلبية حراكهم الشعبي في الأصلاح الذي ينادون به منذ تسعة أشهر .

- ليكن في قيادة الحكومة المؤقتة ( سيسي واحد ) من ضباط الجيش من المستقلين والمهنيين الشرفاء

- التصويت على حكومة  التكنوقراط أصحاب خبرة ومستقلين

- وأخيراً الأبتعاد الكلي عن المحاصصة البغيضة وليكن خضوع الأقتراح أو فقرة الحل الحصول على رضا الأغلبية  

في 12 مايس 2016

  كتب بتأريخ :  الخميس 12-05-2016     عدد القراء :  2988       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced