داعش السوداء ناشطة ومؤسسات الخضراء معطَلة ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يستمر مسلسل التفجيرات ونحر الابرياء وسبي النساء وتفجيرالكنائس وتدمير الآثار العراقية وتهريب النفط من قبل عصابات داعش تحت رايتهم السوداء، ويستمر بالمقابل تناحر الأحزاب والكتل السياسية المهيمنه على السلطة في المنطقة الخضراء منذ سقوط الدكتاتورية، ليصل الآن الى ذروته في تعطيل الفعل السياسي المطلوب لمواجهة الارهاب، أحد ابرز نتائج الفساد الذي تسببت به المحاصصة الطائفية المقيته المعتمدة منهجاً لادارة البلاد.

في يوم واحد فقد عشرات الابرياء حياتهم في بغداد والمحافظات نتيجة نشاط خلايا داعش الموصوفة بـ (النائمة)، وأصيب اضعافهم بجروح قاتلة وتم تدميرممتلكات المواطنين تحت أنظار السياسيين والاجهزة الأمنية، التي يعلن قادتها بعد كل (حفلة قتل) خططاً أمنية جديدة لمواجهة الارهاب، ويستبدلونها بعد تفجيرات جديدة في المدن العراقية، فيما ينبري السياسيون المتناحرون للتصريحات الاعلامية النارية التي يطالبون فيها بتغييرالقادة الأمنيين بسبب فشلهم، متناسين دورهم الرئيسي في ارباك الوضع السياسي العام، العامل الحاسم في التدهور الأمني في العراق طوال السنوات الماضية .

في أحدث مثال على مانقول، يأتي اعلان المحكمة الاتحادية اليوم (الخميس) بعد يوم واحد على تفجيرات بغداد يوم أمس، عن تلقيها ثلاثة دعاوى قدمها نواب بـ (عدم دستورية عقد جلستي مجلس النواب)، وثلاثة دعاوى أخرى قدمها وزراء مقالون للطعن بـ (قراراقالتهم لعدم دستورية الجلسة التي اتخذ بها القرار) !!.

هكذا اذن يتفاعل نواب الشعب وقادتهم في المنطقة الخضراء مع جرائم داعش التي تفتك بالعراقيين داخل بغداد والمدن العراقية الأخرى، ويستمرون بانشغالهم بدستورية عقد جلسات مجلس النواب من عدمها، ودستورية اقالة وزراء من عدمها، أما دماء ضحايا الشعب وممتلكاتهم فهي لاتمثل لهم قدسيةً ولارادعاً لصراعاتهم على الكراسي والمكاسب التي أدمنوا عليها في منطقتهم الخضراء الآمنه والمحصنة ضد الارهاب طوال السنوات الماضية .

المشهد السياسي العراقي اليوم منقسم بالطول والعرض، وهو حال فريد لامثيل له عالمياً، البلد يواجه ارهاب شرس وغير مسبوق ويهدد كيان الدولة ويستهدف الشعب في عموم الساحة العراقية، فيما ينشغل السياسيون في منطقتهم الخضراء( الآمنة والمحصنة) بمناكفاتهم وصراعاتهم وكأنهم يحكمون بلداً مستقراً أمنياً وأقتصادياً، ويتسابقون في استعراض (وطنيتهم) وفلسفتهم في ادارة المؤسسات الحكومية، وهم يعرفون بالمطلق أنهم وأحزابهم وكتلهم كانوا أساس البلاء الذي يعاني منه الشعب العراقي بعد معاناته لعقود من الدكتاتورية.

قد يعتقد البعض ان انقسام البرلمان وتداعياته الآن هو مؤشرعلى اصلاح العملية السياسية، تحت عناوين نبذ الطائفية وانهاء المحاصصة ومحاربة الفساد ، وهي (اضغاث أحلام) طالما أن ذلك جاء نتيجة الحراك الجماهيري الذي هدد اركان العروش الفاسدة والمتنعمة بالحماية والاستقرارطوال السنوات الماضية، ولاتعدو كونها مناورة جماعية لقوى السلطة نجحت (الى الآن) في تخفيف حدة المواجهة مع الحراك الجماهيري ولو لحين، وستنكشف نتائجها بتصاعد زخم الحراك باتجاه تحقيق مطالب الشعب في التغييرالشامل والنوعي لاسس العملية السياسية وأدواتها .

الأصل في التغييرهو فتح الابواب والشبابيك ليدخل النور القانوني الكاشف للفساد العام الذي دفع الشعب فواتيره القاسية والطويله، ولايُعقل أن شبابيك المنطقة الخضراء تُفتح من الداخل طالما أن مفاتيح اقفالها في خزائن الفاسدين!!.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 13-05-2016     عدد القراء :  2826       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced