ثلاث مرات تحررت الفلوجة . هل ستكون هذه الاخيرة ؟
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تنفست احزاب النفاق الاسلامي ( الشيعية والسنية ) الحاكمة الصعداء , واستعدت بكامل عافيتها , بعد الانتصار العسكري الذي حرر الفلوجة من رأس الافعى السامة داعش والدواعش , فرحهم الكبير ليس بعودة الفلوجة الى احضان الوطن . وانما ان التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالاصلاح وانقاذ العراق من الجشع الوحشي من حيتان الفساد , تراجعت موقتاً الى الوراء , عندما كانت على وشك ألحاق الهزيمة المنكرة بسلطة الفساد والفاسدين , الذين وجدوا انفسهم محاصرون من غضب الشعب . لاشك ان الهدنة موقتة , لسحب البساط من اقدام احزاب المحاصصة الحاكمة , التي تعللت وتحججت , في تحشيد الجهود الى معركة العراق لتحرير الفلوجة , ووعدت بتنفيذ خطوات الاصلاح بعد اكمال معركة التحرير . وهي تدرك بأنها تماطل في تنفيذ الاصلاحات الحقيقية في بناء الدولة العراقية على اسس سليمة . وان الشعب ينتظر بصبر فارغ وعد الحكومة والاحزاب , في تنفيذ الاصلاحات بعد تحرير الفلوجة مباشرة . لاشك ان وعدهم المخادع سيكون مصيره كالوعود السابقة التي لم ترَ النور , وهي محاولة لتملص من وعودها بشتى الطرق والوسائل , هذا لن يثني الشعب في مواصلة التظاهرات الاحتجاجية , بأنها ستعود الى الساحات والميادين بالزخم البشري العارم اكثر من اي وقت مضى . ان الانتصار العراقي في الفلوجة , وجه ضربة قاصمة الى تنظيم داعش الارهابي , وتحولت عصاباته الى شراذم مذعورة ومندحرة . ان بهجة الانتصار العسكري , يعود بالاساس الى الشهداء الذين ضحوا في حياتهم في سبيل الوطن وقطع رأس افعى الارهاب والاجرام داعش . وهذا يحتم على الحكومة مسؤولية كبرى , في تقديم كل اشكال العون والدعم والمساعدة , الى عوائل الشهداء الابرار , ان تسرع بشكل فوري في اجراءات التكريم المعنوي والمادي الى هذه العوائل , التي فقدت فلذات اكبادها , ان تسرع في اجراءات الرواتب التقاعدية مع التكريم المضاعف في الرواتب التقاعدية , عرفاناً وتقديراً في بسالتهم وتضحياتهم .... وتحرير الفلوجة للمرة الثالثة , يضع الحكومة واحزاب المحاصصة الطائفية , امام الواجب والمسؤولية , في استخلاص الدروس والعبر السابقة الفاشلة , التي دعت الفلوجة الى التمرد والعصيان , ووقوعها في احضان داعش والدواعش من ايتام النظام المقبور , ان استخلاص الدروس والعبر , ومعالجتها بالروح الوطنية النزيهة , التي تخدم الوطن وتسد الثغرات التي يتسلل عبرها المنظمات الاجرامية وعلى رأسهم داعش واذيال البعث , ولتجنب التحرير الرابع للفلوجة , وتكبيد العراق خسائر لا تعوض , في ازهاق ارواح الالاف , وتشريد السكان والخراب الهائل . ان عودة الفلوجة الى احضان المجرمين ممكن , اذا لم تعالج بالعلاج الشافي , بالمناعة القوية التي تبعد العصابات الارهابية من التسلل والتوغل بين المواطنين . اولى هذه المهمات العاجلة , توفير كل الدعم والاسناد , في تلبية احتياجات النازحين والمشردين , في تقديم الخدمات الغذائية والطبية والبلدية , ومعالجة المرضى والجراحى , وتأمين عودة سريعة الى ديارهم . الاهتمام بجانب البناء والاعمار ماهدمته المعارك الدامية , عودة مؤسسات الدولة الى المدينة , ومن ضمنها الشرطة المحلية , عودة الهدوء والاستقرار , وتكثيف الجهود المثمرة خدمة للوطن . حتى يشعر المواطن بأنتماءه الى الوطن , قمع الخطاب الطائفي , وملاحقة مشعلي الفتن والنعرات , الذي يعيشون ويتغذون على التخندق الطائفي , يجب الاهتمام بالنازحين , وعدم تكرار تجربة المرتزق المجرم ( صالح المطلك ) الذي نهب وشفط اموال النازحين والمشردين , وتركهم تحت رحمة العراء والجوع والمرض والموت , تركهم في عز الشتاء البارد وبامطاره الغزيرة . ولم يرق قلبه بالشفقة على ابناء جلدته , لان بريق المال يعمي النكرات عن البصر والبصيرة . ان الحكومة واحزاب المحاصصة الطائفية , امام مرحلة وواقع جديد . هل هي مستعدة تمام الاستعداد للمسؤولية , في اصلاح الهوة والشرخ بين اللحمة الوطنية ؟ هل تقوم بواجبها المنتظر في البناء والاعماروتقديم كل الخدمات اللازمة ؟ هل مستعدة الى تبني سياسة جديدة بعيدة عن الاقصاء والتهميش . وكل افراد الوطن . متساوون امام القانون ؟ هذا يعني بكل بساطة التخلي عن نظام المحاصصة الطائفية , والتوجه الى الخيمة العراقية عابرة للطوائف . يعني هذا ملاحقة الفساد والفاسدين والاقتناص منهم بتقديمهم الى السلطة القضائية . يعني هذا وضع مصالح الوطن فوق الطائفية والحزبية والفئوية , والاطماع الشخصية بالجشع بالمناصب والنفوذ والمال . يعني هذا اعتراف بفشل المشروع الاسلامي المنافق على مدى ثلاثة عشرة عاماً . ان كل المؤشرات والمعطيات لا تبشر بالخير . لان احزاب النفاق الاسلامي , مصرة على السير بالطريق الاعوج , لقد تعلمت وتشرست بالمال الحرام والاحتيال , لذا فأن التغيير النوعي يظل بيد الشعب هو الخيار الوحيد , وليس بيد احزاب النفاق الاسلامي

  كتب بتأريخ :  الأحد 19-06-2016     عدد القراء :  3186       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced