ولية الغمان في جلسة البرلمان
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

عودنا البرلمان العراقي على عمليات الفساد والمهازل والفضائح , التي يتعرق لها الجبين خجلاً وعاراً . وكذلك على مناطحة المهاترات البرلمانية بالعهر السياسي المفضوح , بالسمسرة والمتاجرة في بيع العراق بثمن رخيص , من اجل الحصول على الاموال , ان عمليات والنهب والسرقة جارية على قدم وساق , لهلك البلاد والعباد . وكانت جلساتهم البرلمانية عبارة عن افلام كوميدية هزيلة في في الاعداد والاخراج , بتهريجها المسرحي المنافق . فقد عمى بصرهم وبصيرتهم عمليات الابتزاز والاحتيال والاحتلاس , وبيع المواقف لمن يدفع المال, فقد حولوا البرلمان من صوت ناطق بأسم الشعب , الى وكالة او شركة تجارية رابحة , تدر عليهم الذهب والدولار . وبرعوا بأمتياز في خداع الشعب , بأنهم يدافعون عن مصالح العراق , وهم في حقيقتهم يدافعون عن مصالح الدول المجاورة , على حساب مصالح العراق . وانهم عيون يقظة في مطاردة الفساد والفاسدين , وهم ابطال الفساد والفاسدين , وعيونهم مفتوحة على اللغف والشفط والمال الحرام , وعمليات السرقة بكل الاشكال الشيطانية , التي عجزت عن ابتكارها حتى عصابات المافيا . ورغم عمر الحياة البرلمانية في العراق , اكثر من عقد كامل من السنين , لم يتجاسروا على تقديم فاسد واحد للمحاسبة والعقاب او سحب الثقة منه . لانهم خلقوا منظومة فساد كاملة كالاخطبوط , وفي جدارها الصلب الفولاذي . لذلك فان سحب الثقة والاقالة لوزير الدفاع ( خالد العبيدي ) , لانه حاول السباحة والعوم عكس التيار اعضاء البرلمان , الذي يتحكم في عقولهم , الحصول على صفقات وعقود واموال , بطرق الابتزاز والاحتيال , لانهم خانوا الذمة والواجب والمسؤولية , وخذلوا الشعب بأن اصبحوا عتاوي فاسدة وشرسة , لا يحكمها ولا يردعها ضمير وشرف واخلاق . وملفات فسادهم الكثيرة , تعط بروائحها الكريهة التي تزكم الانوف بعفونتها . ولكن المصيبة الكبرى التي يعاني منها العراق , حجم منظومة الفساد بالارقام الهائلة والخرافية , دون رادع يردعهم , لانهم تحالفوا بحلف مقدس , بين السلطة التشريعية والقضائية , وهذه الاخيرة غارقة ايضاً الى قمة رأسها في بحر الفساد والرشوة . ان ماكشف عنه وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) من ملفات الفساد والابتزاز , بطلها المقدام رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) وحفنة من شلة الحرامية من اعضاء البرلمان , إلا جزء ضئيل من بحر الفساد الكبير الذي اغرق العراق , مصيبة وبلاء , والكل يعرف انهم فاسدون الى حد اللعنة , وكلهم يجمعهم مبدأ مقدس واحد ( غطي فسادي , اغطي فسادك ) , لذلك توحدت كلمتهم وارادتهم وعزيمتهم , في سحب الثقة والطرد من منصب وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) كأنهم يقدمون خدمة عظيمة الى وحوش داعش , في هذا الظرف العصيب من المواجهة الحامية والمعارك الدموية مع تنظيم داعش الارهابي . ان العقاب بحق وزير الدفاع , ليكون عبرة ودرس , لكل من يتطاول ويخرق جدار الفساد الصلب , ربما في المستقبل القريب او البعيد , يدفع ( خالد العبيدي ) ثمن حياته , قتلاً او اغتيالاً , وهم قادرون على ذلك , وكل شيء متوقع ومحتمل في نظام المحاصصة الفرهودية . واذا كانوا اعضاء البرلمان النشامى , يشعرون بنشوة الفرح والانتصار , بأنهم في امان وسلام ولم يتجاسر اخر مثل ( خالد العبيدي ) فأنهم واهمون ويراهنون على السراب , لان الامهات العراقيات , ليس عقرت اوجدبت في ولادة رجال الشرفاء , يحكمهم الضمير والشرف , وليس هنً لولادة رجال غمان , او اشباه الرجال , حتى يلعب بالعراق الغمان . لابد ان يأتي اليوم الذي تتهالك فيه منظومتهم الفاسدة , كالورق او كالرمال , لابد ان يأتي اليوم الذي يتعدل فيه الميزان , فهيهات الفرح ونشوة الانتصار , قد تكون موقتة , لكن لا ضمان بالبقاء الى الابد , سيأتي ذلك اليوم الموعود , وغداً لناظره قريب ,

  كتب بتأريخ :  الأحد 28-08-2016     عدد القراء :  2421       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced