يستنزفكَ الحزنُ يا وطني ،وتمتصُ عصارة أضلاعك ،أفواهٌ ما عرفت غير الارتواء من كل شئ فيك ،وهي تـُراهنُ من أنك ، تحت انحناء خيمتها ،حتى وأن تطاول فيك النخيل،أو ارتفعت هامة الحب فوق جبينك.
يستنزفك الحزن يا وطني ،والرياحُ التي تهب عليك شرقا ، لا تختلف عن التي تهب عليك جنوبا وشمالا وغربا،كلها رياح سوداء،لا تبغي شيئا ، غير اقتلاع أوتاد خيمتك التي تستكن تحتها، كي تظل وحيدا في العراء.
يشعُ فرحها حين تكون عاريا..
يشعُ فرحها حين تكون بلا مأوى...
يشعُ فرحها حين تلجأ إليها ......أو حين تتصورها ملجأك الأخير.
يستنزفكَ الحزن يا وطني، وأنت تعرف من أنهم، ابتدعوا تأليب أبنائك على بعضهم،كي يربحوا سمة الدخول إلى الجنة..!! فتناثرت الأجساد، وروى الدم العراقي كل زاوية مهملة من الحقد، حتى انفجرت براكين دموع الأمهات العراقيات، لهول المذابح وسفك الدماء، ورمي جثث أبنائك على بقايا أكوام القمامة.
يستنزفك الحزن يا وطني، وأنت تقف على رصيف التجاوز،حين ترى الذي يحتلك،يرشدك إلى من يريد احتلالك من جيرانك!!، أعرف من أنك تضحك في سرك، وتسمي ذلك سخرية القدر، أو سخرية البؤس البشري، حين تمضي رياح الغدر تنهب بقايا فرحك.
يستنزفك حزن جيرانك،حين ترتسم ملامح الاستحواذ على روحك، وروحك في هذا الزمن المر ، هي نفطك،جيرانك الذين ما أكتفوا بكل الخراب ، يريدون خرابا أكبر، ينسجم مع خراب محتليك ،لأنهم نسوا ، أو تناسوا ((جارك ثم جارك ثم أخاك ))وكأنهم لم يسمعوا، سوى جملة (( حتى ظننت أنه سيورثه )) لهذا حزموا أمرهم ، كي يستو رثوا العراق، بكل نخيله ، وصباياه ، ونسائه ،ورافديه،ونفطه...وهذا هو معيار الجيرة!!
خراب الجيران ..خراب بكل المعايير ، خراب للأخلاق ، خراب للقيم ، خراب للأعراف ، خراب لكل ما هو جميل،وحين يكون هذا الخراب ،ديدناً للجيران ،فلا يعني ذلك غير خراب لصدق الجيرة ، إن كان بها صدق .
كتب بتأريخ : الإثنين 28-12-2009
عدد القراء : 2418
عدد التعليقات : 0