هل العالم العربي في طور النمو ام في طور التخلف
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

إن تسمية الدول النامية اُطلقتْ على دول العالم الثالث سنة 1952 العالم  الذي تم تمييزه عن اميركا الشمالية وقارة اوربا واستراليا واليابان والصين ، ومنْحهُ سمة النمو بدلاُ من كنية العالم المتخلف التي كانت بالحقيقة تسمية ملائمة لهذه الدول ، وبالتحديد الدول العربية التي طوت سنينا طوال وهي تراوح على تخلفها . ونخص من تلك الدول التي نراها اليوم تشيّع ظاهرة تفقيس بيوض الإرهاب ، لتقاتل به وتصدر منه الى زبائن مروَّضين على نشر الرهاب في ارجاء عديدة من العالم .

لنقف اليوم ونفكر ملية ، ومن ثم نتساءل ، ترى هل أن مصطلح ( الدول النامية ) كان بالنسبة الى الدول العربية إسماً على مسمى ..؟ ام انه كان اسماً على ماهو مسحوق ومُدَمّى ..يشوبه  القهر والمعاناة والنكوص ومختلف ظواهر التخلف من الإنقلابات العسكرية المبنية على سفك الدماء والصراعات الداخيلة والحروب المناطقية ، ومن ثم  العمليات الإرهابية المقيتة  التي تهز المنطقة التي نحن بصددها ومعها دول العالم . حتى تولد من هذا الوضع زعزعة الأمن وتمزق المجتمع وشدة هجر الأوطان وارتفاع نسبة البطالة والفقر والعوز، والى آخره من الأمراض الإجتماعية . ناهيك عن الحروب المشتعلة التي لازالت تحرق اليابس والأخضر وفتحت الطريق امام التدخل الدولي بمختلف الأجندات والمصالح والسياقات والحلول المتضاربة على حساب الشعوب المنكوبة كما نراها .

من اين ياترى يأتي النمو لهذه البلدان التي مضت عليها سنينٌ عجاف تتسم باحداث دراماتيكية كبرى محملة برهاب يُهمي بفواجعه ــ كما هي الحال ــ على العراق وسوريا واليمن ولبنان ومصر وليبيا... هذه الدول التي يعم فيها الدمار والخراب ، وهي ما فتئت في حيرة من معالجة الوضع المدمر والتخلص من هذه المحنة .

اذاَ ، ماذا كان مسلك هذه الدول غير الركض وراء التخلف منذ منحها لقب  ( النامية ) في سنة 1952 والى الآن . وما هي علامات وخطوات التمدن والتطور التي تجلب بها انتباه العالــم منــذ ذلك الحين ولحد اليوم  لكي تكنى بالدول النامية ..!!؟

في نظرة الى ما كان في ماضي الدول العربية جميعها والى بومها هذا ، سوف لا نرى بالعين ولا نقراُ في الكتب بأن حاضرها ارقى من ماضيها . ويأتي هذا التخمين مما هو مرئي في جميع مضامير الحياة فيها .

ان الحياة في هذه الدول ، اصبحت عسيرة الى درجة كبيرة. لنرى ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر ودول شمال افريقيا ، جميعها تعاني من مختلف المشاكل منها سياسية ومنها ديموغرافية تؤدي الى فقدان الأمن والإستقرار والمعايشة المُرضية وتسبب في نشر امراض اجتماعية على اشكالها . أما الهجرة وترك الوطن اصبحا ظاهرة تعبر عن مشقة  التحمل لظروف صعبة  لا امل قريب في معالجتها.

فهذه الدول لا زالت متخلفة لانامية . واوضاعها السياسية والإجتماعية  ، لاتوحي بوجود أي علاج في الوقت القريب . وكل ما يدور في فلك الأحداث ، لا يبشر بأمل الى الآن في انقشاع هذه الغمة التي عمت هذه البلدان . وبحسب شدة الأحداث ونوعها ، نرى دولة مصر كيف تجاهد وهي مبتلية بالحفاض على امن بلدها المهدد والمخترق من الخارج والداخل من قبل شلل شرسة من الدواعش .. وكذلك بالنسبة الى ليبيا التي لا زالت رحى الحرب تدور على ارضها في مجابهة نفس الطغمة . أما العراق لازال  يقاتل بضراوة لتحرير ارضه من براثن الإرهابين الداعشيين الذين لا زالوا يتلقون الدعم من الأعداء ، لمسك الأرض في العراق . أما سوريا ، لا زالت  كالمريض في غرفة العمليات تدور حوله المشارط ، والنتيجة مجهولة .!

ولبنان في مهب رياح المعارك على الساحة السورية حيث تنال من امنه الإختراقات الإرهابية لتستهدفه من الداخل .

وخلاصة القول أنّ البلدان العربية في ما هي عليه  الآن، ستبقى تتلقى مفاهيم التخلف الإجتماعي من مراكز نشطة وضليعة في نشر الخرافات وتعطيل فهم التمدن والتحرر. والى جانب ذلك اشاعة الخرافات وكل ما عفا عليه الزمن في المجتمع مع وضع دالة التحريم على كل ما هو علمي ومنطقي . وعلى نفس المنوال ، يتم احياناً استعمال القوة بين الناس لدفعهم باتجاه المعاكس الذي يقودهم الى الإبتعاد عن كل ما يخص معالم التحضر والتنوير. وقراءتنا في ذلك تشير الى أن عوامل التخلف ومضامينها ، ستبقى معالم لتأخر شعوب هذه البلدان . وهكذا يبقى القديم يضادد الجديد ويبعده عن المتلقي ، كوسيلة لإشاعة الأفكار والمفاهيم البالية .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 30-05-2017     عدد القراء :  2232       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced