اليوم تحرير وغداً عوائل الشهداء بلا نصير ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لا خلاف ولا اختلاف على رمزية الانتصار العراقي المبين في تحرير الموصل من قبضة الارهاب، الذي يمثل تحرر العراقيين من خرافة (داعش) التي اطاحت بهيبة الدولة خلال أيام، واحتلت ما يقرب من ثلث مساحة العراق، في مشاهد وسيناريوهات أقرب الى الافلام الامريكية الهوليودية، لأن كاتبها ومخرجها ومنتجها ومسوقها أمريكي، بمساعدة طواقمه (العراقية الاجنبية)، المعادية لشعب العراق .

لقد ضج العراق من اقصاه الى اقصاه بفرح كان مؤجلاً منذ سنين بتحرير الموصل، وتسابق ابناء الشعب على احتفالات نوعية تليق بالمناسبة، مثلما تبارى السياسيون في بياناتهم وتصريحاتهم الاعلامية، في تراتبية بدأت قبل اعلان رئيس الوزراء بيان النصر، واستمرت معه وبعده .

اذا كانت الشعوب عبر تاريخها المشرف في مقاومة اعدائها غير الانسانيين لا تنسى شهداءها المدافعين عن وجودها وحياتها الكريمة، فأن ( الرسميين) الذين كانوا ومازالوا يشاركونها لحظات انتصارها ( التصاقاً)، سيعودون الى مكاتبهم الوثيرة غير ابهين ولا مقدرين حجم ونوع تضحياتها الجسيمة في اعز ابنائها، اولئك الواهبين للنصر دمائهم بسخاء يليق بمفاهيم الشهادة ومدلولاتها الروحية والوطنية الراقية .

لقد كان الانتصار في معركة الموصل نوعياً وغير مسبوق، ولم يعد عراقياً فقط، بل عالمياً بشهادة واعتراف حكومات وشعوب العالم، لذلك يتوجب على رئيس الوزراء العراقي، باعتباره رأس السلطة التنفيذية ، أن يصدر قرارات استثنائية بانجاز معاملات حقوق الشهداء والجرحى الذين ضحوا بدمائهم الزكية من اجل العراق وشعبه، احتراماً لهم ولعوائلهم الكريمة .

ان مسلسل المراجعات لدوائر الدولة في العراق يمثل مأساة حقيقية للعراقيين، وهو ليس سراً على المسؤولين، لذلك ينبغي على رئيس الوزراء ان يصدر قرارات انجاز معاملات الشهداء من قبل دائرة خاصة وفق نظام (النافذة الواحدة) ، تعتمد قوائم الشهداء( بعد جردها وتدقيقها مع الوحدات العسكرية)، ثم تنظم هويات الصرف لمستحقاتهم ورواتبهم التقاعدية بعد انجازها ، وتسليمها الى عوائلهم من قبل معتمدين رسميين ، دون مراجعة عوائلهم الى الدوائر الحكومية.

ان ما نطالب به لا يقارن بما قدمه الشهداء من اجل وطنهم وشعبهم، وهو يأتي كجزء بسيط نكرم به عوائلهم وننقذها من سطوة الفساد الضارب في جميع مؤسسات الدولة ودوائرها الادارية والتنفيذية، ومن دونه سيكون الجحود ونكران الجميل هو الوصف المناسب لاداء الحكومة والبرلمان والقضاء لتضحيات الشهداء وحقوق عوائلهم الكريمة، حين تتركهم لطاعون الروتين الاداري العراقي المقيت بلا نصير .

المجد للشهداء .. والتعازي لعوائلهم الكريمة

والخزي والعار للخونة والجبناء والدجالين والارهابيين وعموم الفاسدين

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 12-07-2017     عدد القراء :  1659       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced