انتهاء (لعبة) بوابات داعش في القدس
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

خمسة عشر شهيداً والف واربعمائة جريحاً فلسطينياً هي حصيلة المواجهات الدموية بين قوات الاحتلال الصهيوني والمتظاهرين الفلسطينيين خلال الاسبوعين الماضيين في القدس وعموم الاراضي المحتلة، بعد انتهاء (لعبة) البوابات الاكترونية التي نصبها الاحتلال في مداخل الحرم القدسيي لتفتيش المصلين، وعاد لرفعها يوم الجمعة الماضية (الثامن والعشرون من تموز)، ليعلنها الفلسطينيون (جمعة الانتصار) ..!.

لم يكن القرار الاسرائيلي خاطئاً ولاعبثياً ليجري لاحقاً الغاؤه، بل كان مخططاً له بعناية في التوقيت والتصعيد، في واحدة من أخطر وأدق مواقع المواجهة مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين على مدى الصراع في فلسطين منذ احتلالها، وقد جنى الاسرائيليون (ثمرته) الرئيسية، وهي انشغال العالم الرسمي والشعبي بتداعياته الكارثية، التي اعلنت الجامعة العربية (على سبيل المثال) تخوفها من ان يؤدي الى (حرب دينية)، ناهيك عن تصريحات الرئيس الامريكي ورؤساء العالم، بضرورة التهدئة وعودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل تطبيقه ..!.

المراقب للاوضاع في القدس منذ بروز (داعش) وتصدره المشهد السياسي العالمي، لا يجد مؤشراً لحدث خطير طوال السنوات الماضية، ليأتي القرار الاسرائيلي متزامناً مع الانتصار العراقي النوعي والكبير بتحرير الموصل، الذي سجل البداية الاولى لهزيمة التنظيم الارهابي، والتي فوجئ ورحب بها العالم باسره، لانها اسقطت (اسطورة) داعش الذي لا يهزم كما صورتها وسائل الاعلام التابعة للدوائر المخابراتية، التي انشأت داعش وخططت لانشطته ودعمته ورسمت خرائط حركته لتنفيذ سياساتها، وهي مثلث امريكا واسرائيل وحلفائهم في المنطقة والعالم.

من هنا تكون (لعبة) البوابات الالكترونية الاسرائيلية في القدس، هي قرار من اسياد داعش للتخفيف من وقع الانتصار العراقي الكبير، الذي اسعد الشرفاء والوطنيين وكل قوى الخير في العالم، وقد جاء تنفيذها بعد ايام من اعلان العراق تحرير الموصل، لتتصدر جميع النشرات الاخبارية العالمية على مدار الساعة، وتزيح اخبار العراق وسوريا جانباً (وهذا هو المطلوب)، لان اخبار الانتصارات فيهما على داعش تساهم في تصاعد انهيار عصاباته، كما حدث في معارك تحرير( جرود عرسال) على الحدود اللبنانية السورية من قبضة الارهاب بوقت قياسي وقتال نوعي ضد جبهة النصرة وباقي التنظيمات الارهابية في المنطقة.

السائرون في ركاب امريكا واسرائيل (علناً وتحت الطاولات)، كان لهم قرار البوابات الداعشية في القدس بمثابة الفرج و(حبة اسبرين) من صداع تحرير الموصل، ليهبوا متضامنين مع الفلسطينيين كأنهم حماة (القدس) وانصار القضية الفلسطينية، متناسين دورهم الاساسي في تمويل داعش وعموم الارهاب في العراق وسوريا واليمن وليبيا وعموم المنطقة العربية، تنفيذاً لاوامر اسيادهم، ضد القضية الفلسطينية وضد مصالح شعوبهم وشعوب المنطقة .

غداً وبعد غد ومابعدهما، سيكون للشعوب حساب عسير مع حكامها المتسببين باراقة دماء الشهداء وتبديد الثروات وتوفيت فرص البناء والتنمية، طال الزمن ام قصر، عندها تسقط عن الحكام كل البراقع والعباءات والازياء والاكسسوارات، بالوثائق، وسيقفون عراةً خائبين امام القانون ، فيما تقف الشعوب بتاريخها المشرف، لتعيد بناء الاوطان التي توفر الحياة الكريمة لابنائها ولاجيالها القادمة، دون ان تنسى تضحيات شهدائها الابرار .

المجد للشهداء، والتحية للبواسل المحررين ارضهم بشجاعتهم النوعية

والعار لقوى الارهاب وعموم الفاسدين والخونة

  كتب بتأريخ :  الأحد 30-07-2017     عدد القراء :  1632       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced