تحرير الموصل نصرٌ مأزرٌ .. ولكن .!
بقلم : ايليا حلبـي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مرة اخرى نعود الى الشأن الموصلي .. والعراقيون الأصلاء تغمرهم الفرحة وهاماتهم شامخة بحبور واعتزاز، وخاصة اولئك الذين حملوا دماءهم على اكفهم وخاضوا معركة تحرير المدينة التي تضرب جذورها اعماق االتاريخ والزمن وقصصها تروى ، وانتقلت من جيل الى آخر ، والى يومنا هذا نحن الذين عشناها ونعرفها حق المعرفة كيف كانت محط رحال معظم شمال العراق ، حيث يقصدها الكردي والعربي والمسيحي كلٌّ ليقضي حاجته ويبيع منتوجاته ويتبضع ما يحلو له . وبكلمة واحدة نقولها بأنها كانت مركز المنطقة لمرافق الحياة عامةً ، وخاصة  الدراسة لطالبي العلم في جميع مراحله. بنفس الوقت عشنا الفترة المظلمة التي المّتْ بالمدينة وسكانها وكيف سُلّمَت ْمقدراتها لأعداء البشرية . فصالوا وجالوا وعاثوفساداً فيها ودمروا كل ما يمت للحضارة والتاريخ والإنسانية بصلة . وبالرغم من تحريرها ، الا أن اضاراراً جسيمة لَحقتْ بها وبمساكنها وبنيتها التحتية ومراكزها الصحية ومؤسساتها العلمية ودُمـِّر العديد من احيائها تدميراً  كاملاً وأخرى ، طالها الخراب في بعض اجزائها ... تلك المدينة التي كانت تحاكي في شموخها كبريات المدن العراقية في تطورها ومكانتها التجارية . واليوم آلت الى ما هو امام انظارنا ، لامنهكة فحسب بل مدمرة تدميراً كاملاً. أسفاً على زهرة المنطقة والمدائن أن تؤول اوضاعها الى ما هي عليه من تخريب ودمار.

وتأسيساً على هذه الأوضاع الكارثية في المدينة ، بات من حق سكانها والعراقيين عامة لابل جميع الأمم المعادية للإرهاب ، أن تطالب بمحاسبة الذين ساهموا بتسليم الموصل لأعداء الأنسانية ، وذلك لينالوا جزاءهم العادل لِما الحقوه من اضرار مادية ونفسية وصحية بأبناء المحافظة بشكل عام ، وبالمواصلة بشكلِ خاص.

إذاً ما بالُ منظمة حقوق الإنسان (Human rights wt s  ) تتباكى على حقوق اولئك الكفرة والمارقين ومرتكبي ابشع الجرائم بحق الناس العزل . ولا تأخذ هذه المنظمة بنظر الإعتبار ما سببوه من هلع وتعذيب واغتصاب المسبيّات وبيعهن في سوق النخاسة ، بالإضافــة الى اضطرابات نفسية لعــدد كبيــر مــن سكانـها ، كما وأن كل متتبع لما جرى ويجري للمدينة المسبية ، تداخله الشكوك والهواجس لابل الخوف من أن تحصل تغييرات في المدينة وتحل صورة اخرى لداعش اكثر دموية واساءة . وهنا تكمن المأساة ، وإن العالم كله والعراقيين بخاصة ، يقدّرون عالياً بلاء القوات التي كان لها شرف التحرير وعليها أن تحافظ على ما حققته من انجاز تاريخي وتحاول جاهدة لتكريس انجازها وتعمل لتطويره والحفاظ عليه وتكون الحامي الأمين لسكان الحدباء بمختلف مكوناتهم ، الا اولئك الذين كانوا سبباً لما جرى للمدينة . كما ونهيب بحكومة المركز في قيامها بالحفاض على وحدة المدينة وأصالتها لتبقى ابوابها مفتوحة للعراقيين جميعاً وبخاصة لسكانها القدامى من الذين كانوا ضحية لممارسات داعش الإرهابية ، وأن يحتفظ  كل ذي حقٍ بحقه.

أما فكرة التقسيم ــ لا سامح الله ــ إنها مرفوضة جملة وتفصيلا . وعلى كل ذي شأن بهذا الموضوع وتهمه مصلحة المدينة ، أن يكون بمستوى المسؤولية ، ويعمل بنكران ذات للإبقاء على جغرافية وتاريخ الموصل  واعادة اليها حلتها القشيبة والبسمة على شفاف ابنائهــا ، ولو أنهــا ستكون خجولــة لأنهــم فقــدوا اعـزاء  لهم ، سوى أن فرحة التحرير وعودة الحرية والأصالة ، كفيلة بتجاوز الذكريات الأليمة والوقائع المريرة التي عاشها السكان تحت نير دولة الخرافة . حري بنا أن نقول ، الى مزبلة التاريخ وبلا عودة لأولئك الذين ارادوا حجب شمس الحياة والديمقراطية للمدينة واهلها. وأن الموصليين ، بعد الأعمال الكارثية التي تعرضت لها مدينتهم على ايدي الإرهاب ، وجب عليهم أن يعلنوها حرباً لا هوادة فيها على اولئك المرتزقة إذ لاتسامح مع من يتبنى افكارهم . وبغير ذلك ، فالآتي  يبدو اكثر ظلمة واشد فساوة ، ومن المهم الإستفادة من تلك الدروس والعبر والحرص على عدم تكرار ما حدث ، وعلى أن لا تمتد الأيادي التخريبية لبنية المدينة ثانية ،  والا ستكون هنا الندامى .. ولات ساعة مندمِ .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-08-2017     عدد القراء :  1443       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced