قبل ساعات من الان دخلنا عاما جديدا برقم 2010، فسقطت، عراقيا، آخر ورقة من روزنامة اُثقلت باسماء الموتى، وباعداد الكوارث التي حلّت، والغوامض التي ركضت في الشوارع، وبتلك الامال التي ما شافت النور، جنب صراع خاضته “الذوات العراقية الجديدة” للخروج من دوامة بدت كورطة تاريخية ما كانت مستعدة لها، ولا كانت قد حسبت لها الحساب، فتحصلت على دروس مهمة، وفرّطت بدروس ثمينة، وداست على دروس بمثابة فرص ذهبية لا تتكرر، فارتدّت مرة الى الانانية والعصبية، وانطلقت مرة الى الانعتاق من وعثاء السفر، واظهرت، في معركة، عنادا ضد حكم الاقدار والنور، واستسلمت، في معركة اخرى، الى مشيئة الابتزاز والخرافة.
عام جديد مسكون بالمفاجآت، قد تتفكك فيه معادلات كان الكثيرون يحسبون انها لن تتفكك يوما، وقد تولد فيها معادلات استبعد الكثيرون انها لن تشق رحم هذه المرحلة، يكفي ان نتذكر ما حل طوال الاشهر الاثني عشر الماضية من عواصف، وما سقط خلالها من اسماء ونظم واقدار ووجاهات وصفقات، وما نطّ فيها، ومنها، من حقائق جديدة صالحة لتكون اساسا لدولة المستقبل، وان تكون نفسها رسالة الرقم 2009 الى تاليه 2010، ثم الى الارقام الاخرى.
العام 2010 مثل كل الاعوام القليلة الماضية، سيدخل حياتنا من تلك الزاوية التي احتشدت فيها خياراتنا (واراداتنا) المتضاربة، المتشابكة، النزيهة واللانزيهة. الشرعية واللاشرعية. وسنربح انفسنا هنا، ونخسرها هناك، فيما الكثير من الشهود والمتفرجين سيكتشفون (وقد يعترفون) اننا، مثل كل البشر، نتطلع الى حياة كريمة، آمنة، عادلة، واننا مستعدون للصبر حتى يتكامل بنيان هذا الامل، فيما البعض من اولئك الشهود والمتفرجين سيأخذون علينا هذا الحق، وسيلجأ الاقربون منهم الى تعكير مجرى الماء، ومنع الاوكسجين من ان يتفق الى دورتنا الدموية.
عام جديد، ستجبرنا احداث على البكاء بدموع نزيهة وطليقة ونقية، وستعطينا احداث اخرى مسرات رائعة نضحك خلالها.. ونضحك، حتى نستلقي على ظهورنا من الضحك.
ــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــ
“ لا تستطيع أن توقظ شخص يتظاهر بالنوم.”..
كتب بتأريخ : الأحد 03-01-2010
عدد القراء : 2293
عدد التعليقات : 0