نجاح باهر وفشل ذريع ..!
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

عدد مهم ومتصاعد من أبناء الفقراء وسكنة بيوت الطين، تفوقوا في الامتحانات الوزارية للمرحلة الثانوية في هذا العام والاعوام السابقة، ليكونوا مثالاً لفخرعوائلهم وشعبهم في زمن القسوة والفوضى والخراب .

هؤلاء الموهوبون الذين قطفوا ثمارنجاحهم الباهرفي أقسى الظروف، كانوا عنواناً للمثابرة والتفوق العلمي والاصرارعلى النجاح، من دون ان تتوفرلهم ابسط مستلزمات تحقيقه، على مستوى المدرسة والبيت معاً، كما يتوفر لاقرانهم في جميع دول العالم، فالمدارس العراقية في أسوء أحوالها على مستوى الادارات وكوادر التدريس والمناهج والابنية والكتب، ناهيك عن تقلص عدد أيام الدراسة بسبب قائمة العطل السنوية الطويلة بشقيها (العام والخاص)، فيما تعاني عوائلهم شظف العيش وتدني مستوى الخدمات الاساسية، وخصوصاً الكهرباء والماء والصحة والسكن وتفشي البطالة، كماهو حال النسبة الغالبة من الشعب .

هذا الانجازالنوعي الكبيروالمتكررفي كل عام، والذي يحسب للشعب وأجياله الشابة، يقابله فشلاً  ذريعاً ومستمراً للمؤسسات الرسمية في تأدية واجباتها الدستورية والقانونية تجاه الشعب، وهي معادلة مختلة التوازن، ولامثيل لها على مدى تأريخ العراق، وعلى مستوى المنطقة والعالم .

لاشك أن هناك عدد من بين الحاصلين على معدلات عالية مشكوك في صحة نتائجهم، وهو أمر طبيعي في العراق الموبوءة مؤسساته الرسمية بالفساد والفاسدين، والامتحانات الوزارية ليست استثناءاً، والنجاح فيها بمعدلات عالية أو لمجرد النجاح، مطلوب لابناء الموسورين واصحاب النفوذ، ولسياسيين طامحين لمناصب، يشترط اشغالها الحصول على شهادات دراسية حسب القوانين، وكل هؤلاء المزورين ومن ساعدهم على التزوير، لايستحقون مفردة ومعنى النجاح ولامستواه الباهر الذي يستحقه فرسان الموهبة والنزاهة من ابناء الفقراء، بقدر مايستحقون وصمة عار على جباههم، ليكونوا أحد عناوين الفشل الذريع للطبقة السياسية التي ينتمون اليها .

الملفت أن جميع الانشطة والبرامج والسياسات التي ساهمت في تردي العملية التربوية والتعليمية في العراق عن قصد أو بدونه، لم تكن عائقاً أمام تفوق شريحة متصاعدة من الاجيال الشابة، الطامحة لمستقبل علمي واعد يساهم في انقاذ مايمكن انقاذه، والمشاركة في اعادة بناء العراق ليوفر حياة كريمة لابنائه .

باقات الورد والتهاني للمتفوقين وكل الناجحين بجهودهم من طلبتنا الاعزاء، ولذويهم الأعرف منا بالمعاناة والجهود التي بذلوها طوال سنوات دراستهم، والعار للمرتشين والمزورين وعموم الفاسدين .

علي فهد ياسين      

       

 

 

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 08-08-2018     عدد القراء :  1998       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced