مسيحيو العراق على ارض الوطن ام على أرض الفتن..؟
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

انتم مهاجرون عن رغبة ام مهجَّرون بالرعبة ..؟ هل يصح أن نقول لكم كفاكم ياقوم ، أنًّ ارض الوطن والأجــداد تناديكــم ..؟ وانتم مستهدفــون بالتقزيــم والترويــع فــي كــل آن واوان .. تنامون وتصحون على هلع ورعب وسفك الدماء ، وتواجهون اقداراً تهمي بكلكلها من كل حدب وصوب على رؤوسكم . وما بالكم عند النظر على احوالكم ، حيث تبدون كم هي حالة الفزع والحيرة مما انتم عليها .. لا استقرار في حياتكم اليومية ولا وضوح في النظر الى مستقبلكم ولا الإطمئنان الى سلامة العيش وحق الحياة على ارضكم وارض اجدادكم التي كان ولا زال الطغاة يهدفون الى حرمانكم منها كلياً ، وبكل الوساطات والتلاعب بالمقدرات في الماضي والحاضر. !!

كنتم رافديّين الأصل في التاريخ والحضارة ، وكل المخلفات التاريخية القائمة والتي لازالت على ارض العراق او المركونة في متاحفه ومتاحف عالمية عديدة ومعروفة حتى يومنا هذا هي لأجدادكم ، وليست لغيرهم من اولئك الذين احتلوا وادي الرافدين ( العراق ) وهم من الفرس ثم العرب ، وبعدهم الترك العثمانيون الذين حكموا منطقة الشرق الأوسط العربية ومن ضمنها العراق . وفي سنة  1918 م أي في نهاية الحرب العالمية الأولى ، اجتاحت القوات البريطانية وادي الرافدين . ولما الحقت الهزيمة بالقوات التركية ، اسست حكومة عراقية ملكية يرأسها فيصل الأول .

ضاق اجداد مسيحيي العراق ( الكلدان والآشوريون ) الوان المرار والإضطهاد على يد المحتلين المشار اليهم اعلاه ، منذ سقوط بابل ونينوى العظيمتين والى يومنا هذا . في إشارة مقتضبة الى ذلك ، نذكِّر كيف نكل بهم شابور الثاني الفارسي شر تنكيل على مدى اربعين سنة. ولما انتزع العرب هذه البلاد من الفرس ، كانت طامة اكبر على اهل العراق الذين طالتهم سيوف العرب المسلمين .. تلك السيوف التي نالت من الصغير والكبير ذكوراً وإناثاً وطالت رقاب الألوف في نشر رسالة الإسلام في الغصب والقوة. بمناداة ( اسلم تسلم ) ويروي لنا التاريخ بأن دخول الإسلام قسراً ، ساد في هذه الأصقاع في العراق والدول المحيطة من الشمال والجنوب والشرق والغرب .

نشب الإذلال يفت بعضد المسيحيين العراقيين وغيرهم في المنطقة ، وحتى من العشائر العربية التي تسترت بدفع الجزية وابقت على حياتهــا. لأن دافــع الجزيــة الذي أُطلقَ عليــه اسم ( ذمي ) بات يعيش ذميماً منقوص الإحترام .. بعيداً عمّا يتمتع به المسلم . لعل بعضهم يقول بأن هذا حصل في الماضي .! وليس في الحاضر.

لنقف عند هذا التصوّر ونسلط الأضواء على ما يجري في مصر من احراق الكنائس وقتل الأبرياء من المسيحيين في وضع النهار. وهكذا وعلى شكل امر واقسى مما حدث ولازال في العراق بالإضافة الى الخطف الذي ادخل الفزع في قلوب مئات العوائل التي منها بالكاد انقذت اعزاءها ، ومنها من داخلها العذاب والحسرات المميتة والشجن بهلاكهم .

الميسحيون تضاءلت نفوسهم في العراق بشكل يفضي الى التساؤل ، هل أن ترك الوطن بهذا الزخم يأتي من مفهوم البحث عن حياة افضل ..؟ ام أنه يأتي مما اوغر القلوب بالخوف والرهاب ومن عتمة الحياة من جراء اخطاء الحكام ومن يسيّرهم سياسياً وعنصرياً ، الأمر الذي افقد الأمل في قيام حكومة ديموقراطية تقطع الطريق عن كل المداخلات والأجندات من الداخل والخارج وترفض التدخل الخارجي اي كان في مقدرات الشعب  كي لاتتكرر ولادة منظومة الدواعش التي تكونت بسبب اغلاط مسؤول او مسؤولين في الدولة من الذين قبلوا الإنصياع الى ما اوحيِ اليهم من الخارج.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 24-08-2018     عدد القراء :  1449       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced