أزمة الكهرباء تبحث عن حلول لا مبررات
بقلم : محمد عبدالرحمن
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ان كان من الصحيح والصواب وقول الحق ان لا نُحمّل وزارة الكهرباء حالياً المسؤولية الكاملة عن الحالة التي وصلتها الطاقة الكهربائية، فان على الوزارة ورئاستها ان لا تعيد البديهيات التي باتت معروفة، ويرددها الناس جميعاً، المتخصص وغير المتخصص، فهم يعيشون المعاناة ليس فقط منذ 2003، بل وقبل ذلك بسنوات.

واذا كان النظام المقبور يبرر التدهور بالحروب والحصار الاقتصادي وتقنين تصدير النفط العراقي، وعدم السماح له بالاستيراد المفتوح، فهذه المبررات وغيرها قد اختفت بعد 2003.

لم يقل احد في يوم من الايام ان تجهيز الطاقة الكهربائية يرتبط فقط بالطاقة الانتاجية لها، بل هي منظومة متكاملة تبدأ من تزويد المحطات بالوقود مروراً بالانتاج ووصولاً الى النقل والتوزيع والجباية. ولكن من غير المقبول ولا المبرر ان يجري الآن الحديث عن تدهور شبكة النقل والتوزيع ويتم تسويق هذا الامر كما لو انه شماعة يعلق عليها عدم التجهيز بحدود معقولة من الساعات، في وقت نقترب فيه من الصيف اللاهب ودرجات الحرارة آخذة في التصاعد من دون اذن او انتظار من وزارة الكهرباء أو غيرها من مؤسسات الدولة.

نعم الكهرباء منظومة متكاملة ولكن التركيز خلال الفترات السابقة كان تحديدا على زيادة الانتاج، والآن تعلن وزارة الكهرباء بزهو ان انتاجنا وصل الى 17 الف ميكاواط، لأول مرة في تاريخ العراق، متناسية الحاجات المتزايدة للطاقة الكهربائية والنمو السكاني الكبير الذي لا ينافسنا فيه الا القليل من دول العالم.

السؤال هنا، لماذا تناست الحكومات وبضمنها وزارة الكهرباء، امر وواقع النقل والتوزيع، والآن فقط جرى التذكير به، وأي جهد قد بذل سابقاً لتحسين الشبكة وهي تشكو حالها ومنذ زمن طويل؟

ان من غير المقبول على الاطلاق اثارة هذا الامر الآن للقبول به كأمر واقع، وبالتالي القبول بساعات تجهيز قليلة، فيما الحقيقة تقول ايضاً انه ما زالت هناك فجوة كبيرة بين الحاجة الفعلية التي تقدر بحدود 30 ألف ميغاواط، وانتاجنا الحالي الذي تقول الوزارة انه بحدود 17 ألف ميغاواط.

ان المسؤولية لا تلغى جراء التقادم، فكل الحكومات السابقة ووزراء الكهرباء السابقين والمسؤولين عن رسم السياسات في مجال الطاقة وتنفيذها، مسؤولون عن وضع الكهرباء الحالي، وتبقى العبرة في مدى الجدية بمعالجة شاملة لها والخلاص من الازمة التي عبرتها دول عدة لا تتوفر عندها ما يتوفر لبلدنا من امكانات وطاقات وموارد مالية.

ومن جانب آخر ليس مقبولاً ايضاً استمرار الاعتماد على دول الجوار، سواء في تجهيز الكهرباء او الغاز، وجعل ذلك سيفاً مسلطاً على رقاب الشعب ومادة للمساومات والابتزاز والضغوط.

ويتوجب ايضاً الشروع الفعلي بتنويع مصادر الطاقة، خاصة الاعتماد على الانتاج بالألواح الشمسية، وما اكثر الشمس وسطوعها في بلادنا، خذوا الآن مثال مدينة أريحا الفلسطينية التي انتجت او هي في طريقها الى انتاج الطاقة الكهربائية بما يقرب من (7500) ميكاواط اعتماداً على الطاقة الشمسية، للخلاص من احتكار توليد الطاقة.

ان الناس تتطلع الى صيف مريح وتجهيز كهربائي معقول، وهذا يبدو ممكناً لو تضافرت جهود الجميع في التصدي للفساد، وللمساومات بين ضعفاء النفوس في وزارة الكهرباء ومن اصحاب المولدات الاهلية، والبدء الفعلي بالمشاريع والخطط التي يجري الحديث عنها، والتنسيق الجيد بين وزارتي الكهرباء والنفط.

  كتب بتأريخ :  السبت 01-06-2019     عدد القراء :  1533       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced