إذا كان الإنسان يدفع بعجلة التاريخ فالتاريخ يفرض الإتجاه الواحد
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

سيبقى التمدن هو الظاهرة المتواصلة والمتجددة في سياق التطور المادي للتاريخ. هذه الظاهرة التي تولدها وتفرضها النقلات الكيفية على حياة الأمم بالتعاقب مع مرور الزمن.

وهكذا تتجدد العصور بسمات متغيرة تفرض على الإنسان واقع التقبل والتفاعل معها تشبثاً بالعناصر المستجدة والمتفرقة في وجودها  ، ضمن عملية التعبير عن خصائص كل عهد جديد.

ووفق هذه العملية التي تتعاقب فيها التبدلات في كل مناحي الحياة ، يتكون ارتقاء الإنسان في صنعه الحضارة ويتأهل للإمساك بالجديد على حساب القديم الذي فجرته التراكمات الكمية وانتهى الى نقطة نوعية لا رجعة فيها . اذن التاريخ يسير الى امام  ، وعجلته لها القدرة على تخطي الفجوات في مساره وهو بذلك ليس رهينإ بارادة الإنسان ، متى ما شاء اعتاد به الى الوراء كما يفكرون بهلاوانيو الأفكار المريضة واصحاب الرؤى المشوهة ، من الذين يركضون في اثر مركبة التاريخ ... يجمعون العادم والنفايات من مخلفاتها لصنع قيَم يتفاخرون بها لتغطية فشلهم وانهزامهم في اللحاق بركب الحضارة والتمدن .

وهم بذلك يصنعون المآسي لشعوبهم متى ما يزينون انفسهم بالمفاخرات المضحكة ، تعكس عبثيتهم واندحارهم امام متطلبات العصر ، ويضعون انفسهم امام المفارقة القوية بين يأسهم وتخلفهم .. وبين حضارة امم وشعوب تواقة للخلق والإبتكار في صنع حياة مليئة بالقيم  والمثل الإنسانية ، وتجاهد في قطع المزيد من اشواط  ،لانهاية لها في المجالات العلمية المذهلة التي نشاهدها.

اليوم في العالم المتقدم .. عالم يحيط نفسه بهالة من النور بقيمه الحضارية وجبروت انجازاته في كل مجالات الحياة ، لنشاهد اليوم مظاهر الحضارة التي بناها الإنسان في العالم المتطور.  اي في الدرجة الأولى ، نخص بها العالم الغربي الذي بنى حضارة الإنسان بفضل تحرره الفكري ونقاء  نظرته الى الحياة. ولنقارن هذا بالمستنقع الذي ينق فيه السلفيون ودعاة الأصولية ليشكلون آفه تبث العفن في عقول شعوب متخلفة .. منهكة وتجندها لإستهلاك الزمن في البحث عن قبس في عتمةِ تاريخها ، لعله يدليهم على السير المعاكس للتاريخ .

ولنا في هذا التعارض والمقارنة جزم لا يقبل التأويل ، وهو أن المدنية التي تعتبر اليوم لبوس الإنسان المتحرر وقيمه وحبه للعلم والمعرفة والعصرنة  والدؤوب على التفاعل مع الحياة بحثاُ عن كل جديد ، لإشباع متطلباته الحضارية . ستبقى ( اي المدنية ) شمساً ساطعة تفضح خفافيش الظلام الدائبين على تشويه الحقائق وتضليل البسطاء بشتى الطرق ، لجعل منهم ادوات طيّعة ، تخدم مصالحهم وتؤمن بسيادتهم القائمة على الزيف والضبابية وتكريس الجهل.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 27-09-2019     عدد القراء :  1374       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced