جيفارا عراقي
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في مثل هذه الأيام وقبل اثنين وخمسين عاماً، وفي أحد صباحات عام 1967 نشرت صحف العالم صورة لجثة ارنستو تشي جيفارا بعد قتله في غابات بوليفيا. تمثل الصورة الجثمان محاطاً بالجنود الذين أدوا المهمة.

العام 1953 يرمي الشاب ارنستو جيفارا متع بوينس ايرس ولياليها وراء ظهره، متجهاً صوب كوبا حيث يبدأ اولى رحلاته في عالم الثورة الضاج بالمواقف والحروب والسجالات، ابن العائلة الثرية لم يحمل معه سوى حقيبة ملابس ويوميات غرامشي في السجن، هناك تبدأ رحلته الأولى في الجبال والأدغال برفقة كاسترو، بعدها نجده يلتقط صوراً تذكارية مع جون لينون وهما ينغمسان في حوار عن موسيقى البيتلز، ويجلس ليحاور سارتر وسيمون دي بوفوارعن معنى الثورة الدائمة.

طوال أكثر من خمسة عقود سيطر جيفارا بصورته وهو يرتدي البيريه الفرنسية، على مشاهد الاحتجاجات في معظم دول العالم، مرة نرى صورته يحملها المحتجون في اندونيسيا، ومرة أخرى في تظاهرات أوكرانيا البرتقالية، ومرات كثيرة في ميادين القاهرة وتونس، وكانت صورته قد تصدرت تظاهرات شباب العراق في شباط 2011 وهم يهتفون تحت نصب جواد سليم للحرية والعدالة الاجتماعية.

كنت أنوي اليوم، كعادتي، أن أصدّع رؤوسكم بالحديث عن البشر العاديين لا العباقرة، وأحدثكم عن نظرية خلف عبد الصمد الذي اكتشف أن العراقيين لاينفع معهم إلا نموذجا رئاسيا، وأن الانتقال إلى نظام الرئيس "القوي" الذي هو في بال وخيال  خلف عبد الصمد ، هو الذي سيعيد لنا الاستقرار أما الأموال التي نهبت على مدى السنوات الماضية، فمسألة  فيها نظر كما يقولون.

أرجوك عزيزي القارئ أن لا تسخر من كتاباتي، فقد أوهمتك في بداية المقال بأنني أتحدث عن أيقونة من أيقونات النضال العالمي، لكني شغلتك بالحديث عن أيقونة سياسية، ظلت تصرخ طوال السنوات الماضية دفاعا عن الفشل والخراب ونهب الأموال، ولا أدري ماذا تفضل أنت؟ أنا أفضل قراءة الأطروحة السنسكريتية للغائب الحاضر إبراهيم الجعفري لعلها تفسر لي قرار الحكومة بإعلان حالة الحداد، وكنا نتمنى قبل هذا أن تخبرنا من هم المتورطون بقتل شباب التظاهرات ؟ لأن العدالة أساس بناء مجتمع سليم وبدونها فان المواطن سيبقى يشعر بالغربة وهو يرى أن العدالة لا تطبق بمعاييرها الحقيقية، فالعدالة ليست شعارات وخطب وأيام للحداد، إنها مجموعة من القيم الإنسانية تنعكس كلها في قانون يتساوى أمامه المواطنون جميعا.. هذا المفهوم لم يعد موجودا فى بلاد الرافدين. لا توجد عدالة  واحدة عندنا تسري فعلا على الجميع.

كان جيفارا يرفع شعار " أنا القضية " ، اما اليوم فنحن امام جيل عراقي  يردد " القضية أنا اولاً وقبل كل شيء "

  كتب بتأريخ :  الخميس 10-10-2019     عدد القراء :  1359       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced