يا نساء العراق... يا من تضعن العراق في القلوب...
يا من تمثلن 60% من عدد سكان العراق... ليس كثيراً ان تساهمن بـ(النسبة الاكبر) في تحديد مصير العراق الذي تتقاذفه الامواج، المصير الذي يتمناه كل عراقي لبلد حر يتمتع فيه بالكرامة واحترام حقوق الانسان.
سأتحدث معك، ياأختي، ببساطة وبدون تعقيدات...
لن اقول لك من تنتخبين، فقد اصبحتِ واعية، واعتقد انك تعلمتِ الدرس من الانتخابات السابقة وايقنتِ ان العواطف والميل لجهة دون اخرى لن يوصلك وعائلتك الى بر الامان الذي افتقدتموه لسنوات طويلة.
لن اقول لك انتخبي هذا او ذاك، ولا هذه او تلك؛ الخيار لك، المهم ان تختاري من تثقين انه سيحقق احلامك المؤجلة؛ نعم المؤجلة.
ألم تحلمي ان يكون مستقبلك اكثر اماناً واستقراراً؟ ألم تتمني لو كان بإمكانك الادخار لتؤمني نفسك وعائلتك؟ وان تملكي بيتاً مناسباً يحتضنك واياهم؟
ألم تفكري ان تكوني – ولو لفترة قصيرة- مثل اولئك النسوة اللاتي يعشـِن في بلاد العالم الاخرى، برفاهية تزيد عن حاجاتهن؟.
انا امرأة مثلك، احلم واتمنى، واعرف ان ما تفكرين به، لا تريدينه لك وحدك، بل تتمنينه لزوجك وابنك، وابيك واخيك، ولكل قريب وزميل وصديق؛ اولئك الذين تتشاركين معهم العيش في هذا الوطن. وهذا ما نختلف به عن الذين تسنموا مقاليد السلطة وراحوا يتفننون ويتسابقون ايهم يحصد مكاسب اكثر. أو الذين وقفوا يتفرجون بعد ان وضع الناس ثقتهم بهم.
اعرف انك مترددة، بين عدم المشاركة في الانتخابات وتقولين ليكن ما يكون. وبين انتخاب من تعتقدين انه يستحق صوتك الذي منحته، فيما سبق، لاناس خذلوك، وخذلوا قبل كل شيء الوطن.
بإمكانك سيدتي ان تغيري مصير هذا الوطن الذي سيعتمد عليك هذه المرة وعلى كل غيور عليه، بانتخابكم اصحاب الكلمة والفعل، لا اصحاب الهتافات والشعارات المزيفة التي اعتمدوها، ومازالوا، متناسين ان ابناء شعبنا الذين فقدوا الثقة بهم، مصممون على تغييرهم.
سأذهب لانتخاب الاجدر، واتمنى ان تشاركيني، لان اصواتنا معاً قوة بوجه من يريد تهميشنا، مع اننا نشكل 60% من سكان هذا البلد المبتلى في كل زمن بثلة مستغلة لا هم لها سوى مصالحها الشخصية. فلا تفوتي الفرصة ليكون لنا دور في صنع القرار، لنبني مجتمعاً متقدماً يضمنا، رجالاً ونساءً، نرفل فيه بالحرية، اذا اخلصنا، جميعاً، الوفاء له.
كتب بتأريخ : الأحد 10-01-2010
عدد القراء : 2246
عدد التعليقات : 0