عالية بالهولندي!!
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

إذا كنت صحفياً في بغداد لن تفتقر إلى الأحداث الساخنة. كل يوم هناك من يخرج إلى العراقيين بمصيبة جديدة، معلناً أن كل ما يجري هو " كلاوات " مثلما أخبرتنا خلية أزمة فايروس كرونا، فقد كشف الفيديو المسرب أن الفايروس الحقيقي يعشعش في عقول مسؤولينا الأشاوس وإلا ما معنى أن يقول وزير الصحة في مؤتمره الصحفي "اصلخنه بفد إشارة"؟

أُدرك وأعي أنْ وزير الصحة لن يقرأ ما أكتبه، وأنّ خلية الأزمة ستضعني في خانة"المتآمرين"، ولكن اسمحوا لي أن أواصل حكايتي، وهذه المرة عن بلاد اسمها هولندا التي اتهمتها "المفكرة" عالية نصيف بأنها بلاد الشذوذ والمخدرات.. والسبب ليس لأن الحاجة عالية نصيف قرأت تاريخ هولندا وتعرفت على سلالتها الملكية، وإنما فقط لأن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت وهي مواطنة هولندية تجرأت وتحدثت عن المجازر التي تحدث بحق المتظاهرين، وهي الجريمة التي لم تلتفت لها الحاجة عالية لأنها منشغلة بالحصول على أكبر قدر من العقارات والمقاولات.العالمة الجليلة عالية نصيف منزعجة لأن بلاسخارت لم تُدن الفساد المالي والإداري الذي تسببت به أميركا في العراق، والمثير أن النائبة الهمامة التي لم تتحدث يوما عن سرقة مئات المليارات التي قام بها حجاج الدولة " والحاجة " عالية من ضمنهم .

مسكينة هولندا بلاد لا تحمل سجلاً تاريخياً يضم حكايات ألف ليلة وليلة، وبيتاً للحكمة، فقد دخلت التاريخ متعثرة، لكنها اليوم واحدة من أثرى البلدان، أتذكر أننا في بغداد لم نعرف هولندا إلا من ثلاثة أشياء: الرسام فان كوخ.. صاحب أشهر أُذن في التاريخ والتي دائما ما تثار حادثة قطعها، وأتذكر أنني قرأت قبل سنوات مذكرات فان كوخ وهالتني حالة العوز والحرمان التي كان يعيشها، وكيف أن شقيقه ظل يستعطف أحد المحسنين لكي يدفع خمسة دولارات في لوحة بيعت في ما بعد بـ82 مليون دولار.. والشخصية الهولندية الثانية لاعب كرة القدم يوهان كرويف.. وثالث مشاهير هذه البلاد السيد فيليبس مؤسس شركة للصناعات الكهربائية. في كتاب أعظم 40 اختراعاً يقول مؤلفه إن الشاب جيرارد فيليبس سيطرت عليه عام 1889 فكرة واحدة فقط هي كيف يحقق حلم أديسون في تصنيع مصباح كهربائي؟، وهو الاختراع الذي أشاع البهجة والمعرفة والسرور في كل بيوت الكرة الأرضية بمختلف ديانات سكانها وألوانهم وقومياتهم. هل تعرفون الناتج الإجمالي لشركة فيليبس؟ تجاوز العام الماضي الخمسين مليار دولار، من غير براميل نفط، ولم يكتف السيد جيرار بذلك بل سحرنا بصندوق خشبي سمّي الراديو، " فاضح كل أسرار الدنيا" مثلما تغنّى به عزيزعلي .

اليوم نسمع في نشرات الأخبار، أن عالية نصيف منزعجة من بلاسخارت لأنها لا تستخدم البوتكس.

  كتب بتأريخ :  السبت 07-03-2020     عدد القراء :  1335       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced