في وزارة الداخلية : الذكور بشر والإناث حجر ..!!
بقلم : جاسم المطير
العودة الى صفحة المقالات

قرأتُ يوم أمس بيانا صادرا عن منظمة بيتا الأمريكية للدفاع عن حقوق الحيوانات بما فيها حق انتقالها من ولاية إلى أخرى ، وحقها في الحصول على جواز سفر ، بقصد السفر إلى دول أخرى . كان هذا البيان يضم أسماء أمريكية لامعة مثل السيدة الأمريكية الأولى ميشيل اوباما و المذيعة تايرا بانكس والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري والمطربة كيري اندرود‏..‏

يقال ، والقول صحيح كما يبدو من الموقع الالكتروني الرسمي ، أن وزارة الداخلية العراقية قررت أن لا تمنح جواز سفر لأي مواطنة عراقية إلا بعد موافقة زوجها أو ولي أمرها تحريريا ، وهو أمر مثير للجدل حين لا يصبح بمقدور أي إنسان منصف أن يرى موقفا إنسانيا في مساواة (المرأة) العراقية مع (القطة) الأمريكية ..!

في الحقيقة أن هذا القرار جاء نتيجة رعشة إيمانية من يقظة رجال قادة متدينين جدا في وزارة الداخلية العراقية الديمقراطية ساروا على نهج البابا صدام حسين التاسع عشر الذي قال قبل 35 عاما أن الطير الذكر لا ينقل فيروس الأنفلونزا إلا بموافقة أنثاه التي تحلم دائما بفيء غصن ٍ من أغصان شجرة عالية ..!

إن راحة المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد موشاة الآن بجوازات السفر الدبلوماسية لكل وزيرة ، ولكل نائبة في البرلمان ، ولكل زوجة وزير أو ابنته ، ولكل زوج أو محرم عضوة البرلمان او ابنتها ، وقد غمرت هذه الجوازات كل المطارات العربية والأجنبية بعطر المحسوبية الطبقية الطائفية العراقية ..!

لهذا وذاك وبعد حصول هذه (النخبة الباهرة) من إناث العراق على (الجوازات الباهرة) فليطبق دجى الليل بمزيد من القيود على المواطنة العراقية المسكينة كي تبقى تتوسل أمام مبنى وضباط الجوازات وتستجدي منهم الحصول على جواز سفر بالرشوة أو بالفساد أو بأشياء أخرى ، حتى تصير عندها الجرأة لمصارحة زوجها أو أبيها أو أخيها للسفر كي تشم ريح المسجد الأقصى الشريف في شميساني عمان أو كي تقول لنفسها هذا هو مسجد السيدة زينب في دمشق الشام أو تضحك على نفسها وتقول : تلك هي لندن أو باريس احلم بالذهاب إليها .

قرار وزارة الداخلية لا علاقة له بالشرف ولا علاقة له بالمحافظة على شرف المواطنة العراقية كما كان يدعي أية الله البابا صدام حسين التاسع عشر وأزلامه في مديرية الجوازات والسفر..!

هذا القرار ليس سوى عار .

أول العار يأتي على قادة وزارة الداخلية الموافقين على قرار منع منح جواز السفر للمرأة لأنها ناقصة عقل وناقصة (محرم) .

العار الثاني يلثم وجوه القادة الأشاوس في مجلس الوزراء الديمقراطي الذي أبوابه كلها مغلقة كي لا يسمعون الاهانات التي تمس المرأة العراقية .

العار الثالث يصيب مجلس رئاسة الجمهورية الذي يجد عذوبة الصمت كلما صدر قرار بإهانة المرأة العراقية وحرمانها من حقوق المواطنة .

يا نساء العراق عاقبن أنفسكن بأنفسكن .. امسكن بالكرباج والزناجيل وألطمن بها على ظهوركن وعلى صدوركن وارفعن أصواتكن بمسيرة عاشورائية للمطالبة بحقوقكن : واجوازاه ..!

يا نساء العراق من حقكن والله استخدام الكلمة الغاربة التي يستحقها كل مسئول في مديرية الجوازات يهينكن بطلب موافقة ( الزوج ) أو ( المحرم ) او حتى موافقة أي (ذكر) آخر كشرط للحصول على جواز السفر وإلا سيأتي يوم لا يسمح لكن بالحب إلا بموافقة ذكور الدولة ، ولا يسمح لكن الانضمام إلى مهنة الخياطة او الخدمة في مطعم او الانضمام لحزب ديني او المضاربة ببورصة المتعة في سرير الزوجية إلا بموافقة وزارة الداخلية أو معالي وزيرها ..!

تُرى .. متى تتدخل السيدة العراقية الأولى و متى نسمع صوت سيدتيْ مجلس الرئاسة وسيدات مجلس الوزراء للوقوف إلى جانب كرامة المراة العراقية وإنسانيتها .


************
• قيطان الكلام :

• قال الشاعر الألماني شيلر :أنني استحق مائة جلدة على سكوتي عن حقوقي ..!!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-01-2010     عدد القراء :  2136       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced