كورونا في زمن الصواريخ
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من المعتاد أن الكوارث والأزمات تخرج أفضل ما في الإنسان حين تدفعه للتضامن مع غيره والتخلي عن أنانيته، وتدفعه للتضامن حتى مع الذين يختلف معهم أو يناصبهم العداء،

ففي بريطانيا قدم رئيس حزب العمال المعارض كير ستارمر درسا في الإنسانية حين كتب رسالة على حسابه الخاص في تويتر بعد نقل رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى العناية المركزة: "أخبار حزينة بشكل رهيب. كل البلاد تقف مع رئيس الوزراء خلال هذا الوقت الصعب للغاية.. إستمر في القتال يا بوريس.. كلنا خلفك". لكن الكوارث في الوقت نفسه تشكل فرصة ذهبية لهواة حكومة الكتلة الأكبر للتربح من يانصيب المناصب، فقد كانت الناس في هذه البلاد المنكوبة بجهل الساسة تنتظر تعاطفا مع الضحايا وعوائلهم، فإذا بالقادة "الكبار" يسهرون الليالي من أجل أن لا تتشكل حكومة جديدة ، وأن يبقى عادل عبد المهدي جالسا على أنفاس العراقيين بعد أن حقق الرقم القياسي في عدد ضحايا الاحتجاجات.

في كل يوم نحن أمام مشهد شديد التناقض وموغل في السخرية، جهات مسلحة تطلق صواريخ بكل الاتجاهات ، في الوقت نفسه تقوم هذه الجهات بنشر بيانات تشرح فيها مواصفات وقياسات رئيس الوزراء الذي تريده، وبدلا من أن يطالب مجلس النواب بإجابات شافية على سؤال محيّر: كيف استطاعت هذه الصواريخ أن تتنقّل في البصرة ومدن أخرى، بكل خفّة ورشاقة، والطريق مزروعة بمئات السيطرت؟ نراهم يهرولون صوب الفضائيات يطلقون خطابات تطغى عليها لغة المنافع، ويُسخِّر أصحابها أنفسهم للدفاع عن الخراب، مدَّعين أنهم بذلك يُنقذون العراق.

تنتظر الناس رداً من القوى السياسية بِشأن عدم تنفيذ وعودها في الإصلاح، فيخرج عليهم من يقول لماذا لا يجرب السيد عادل عبد المهدي حظه في سنوات جديدة؟، ومثل ملايين العراقيين لا أملك أن أمنع أي سياسي من أن يتربع على كرسي الحكم ما دامت الصواريخ تتجول بحريتها في بلاد الرافدين.

لقد توهمنا أن التغيير سيجعل الحرية حق والأمان حق، وحب الحياة حق، فإذا نحن أمام ساسة حولوا الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يكتوي بناره معظم العراقيين. كنت أتمنى لو سأل السيد عبد المهدي نفسه ما الذي تحقق في سنته الاولى ؟ بعد تسع سبعة عشر عاما من التغيير استيقظنا على مسؤولين وسياسيين، جاءوا باسم المحرومين والمظلومين وتحولوا إلى أغنى طبقات المجتمع، صدعوا رؤوسنا بخطب عن دولة القانون فيما هم يهرّبون أموال الشعب، دمروا الحياة السياسية وأقاموا بديلا عنها تجمعات شعارها المحسوبية والانتهازية. السادة الذين يتغنون بمحاسن عبد المهدي ، الناس تريد أن تعرف ماذا قدمتم لهم في زمن كورونا وانتم تهتفون : عادل عبد المهدي من جديد ولتضربوا رؤوسكم في"الحائط".

  كتب بتأريخ :  الخميس 09-04-2020     عدد القراء :  1284       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced