عدالة عبد المهدي
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

عندما أراد الروائي صنع الله إبراهيم أن يقدّم لنا نحن القراء شهادة عن عالم السياسة العبثي، اختار أن يكتب رواية عن اللجان التي يشكلها أصحاب الحل والربط.

في روايته المثيرة "اللجنة" يرسم لنا فيها صورة قاتمة لعالم تكون فيه اللجان المضحكة نموذجًا يحدد مصائر الناس البسطاء، ويكشف حالة الانتهازية والكذب والخديعة التي يصرّ المسؤول الكبير على أن يفرضها على الناس.. ولهذا كلما أقرأ عن اللجان التي تشكلها حكومة السيد عادل عبد المهدي أتذكر رواية صنع الله إبرهيم التي يؤكد فيها أن حقوق الإنسان مسألة تستحق أن يُقاتَل من أجلها، وأن القوانين ليست منزَّلة من السماء، وأنّ "الشعوب من دون عدالة لا يعود لها وجود.. ولهذا تحاول الحكومات الفاشلة أن تتنافس في سنّ قوانين خاصة بها، وأن ترفع سيف الانتهازية في وجه من يعترض على الخراب، لان المسؤول يرى نفسه حكيما وطبيبا واقتصاديا وناشطا مدنيا وفيلسوفا .

منذ أن احتل فايروس كورونا الصدارة وأزاح ترامب وخطبه المضحكة وأسدل الستار على عنتريات أردوغان وتظاهرات الشيطان الأكبر، فكورونا اصبحت العنوان الأول في كل شاشات العالم، إلا شاشات هذه البلاد التي لاتريد أن تغادر أخبار بدلة الحلبوسي، و"جوبي" أبو مازن" وتقلبات بهاء الأعرجي وصراخ كاظم الصياد "وا وطناه" ولأن كورونا الشغل الشاغل للعلماء والأطباء والمختبرات، فإنها أيضا لاتزال تشغل السيد عادل عبد المهدي الذي بشر هذا الشعب الصابر بأن منحة "الألف دينار" الذهبية ستطلق قريبا وستكون لها نتائج كبيرة على الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة، ولهذا حبس العالم أنفاسه، وهو يرى بلدا سُرق فيه أكثر من ألف مليار دولار، يمنح فقراءه ألف دينار.

قصة الألف دينار التي أخبرنا عبد المهدي أنه سيطلقها قريبا، لا تخص الفقراء من العراقيين فقط، وإنما تخص بنية نظام سياسي فاسد يجعل من المسؤول، مستمتعًا بكل هذه الأموال المسروقة ومعها حماية من المحاسبة،

وتؤكد ان لا قيمة للمواطن ، إ ومن ثم لم يعد عداد الفقراء والمعدمين يشغل أحدًا.

عندما أُعيد إحياء ألمانيا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، اقتضى النهوض من ركام الخراب سياسيًا مدركًا لمسؤوليته تجاه شعبه، فكان الاختيار لـ"أديناور"، الذي سُمّي في ما بعد "باني ألمانيا الحديثة" لأنه استطاع خلال سنوات قليلة أن يجعل من هذه البلاد المهزومة، واحدة من أقوى اقتصاديات العالم.

يلتقي الساسة الذين يحبّون أوطانهم على مشترك واحد، رفاهية الشعوب وطيّ صفحة الدمار والخراب والوقوف بوجه الفساد، لكن في بلاد الرافدين هناك رجال اعتقدوا أنهم إذا حملوا إلى الناس التغيير ، فحقَّ لهم استبداله بالسيطرة على مؤسسات الدولة وثرواتها ومستقبلها .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 20-04-2020     عدد القراء :  1326       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced