متى يعتذر؟
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مع كل خطاب يلقيه السيد عادل عبد المهدي نسأل مرة أخرى: لماذا لا يريد عادل عبد المهدي الخروج من أوهام "الفيلسوف" والمنظر السياسي التي لا وجود لها في هذه البلاد ، إلا في شخصية إبراهيم الجعفري والتي نافسها عليه عزت الشابندر؟.

في لفتة فلسفية أيضًا، يخبرنا عادل عبد المهدي أنه لم يكن مسؤولا عما جرى من أحداث خلال فترة توليه رئاسة الوزراء، بينما الوقائع والدلائل تشير إلى أنه منذ أن أصابته محنة "التنظير"، قرر أن ينتقم من كل من يعترض على نظريته السياسية، التي ظلت مجرد وعود عن التنمية والحياة الوردية وحكومة "الكفاءات" التي كان أبرز إنجازاتها أنها وضعت حنان الفتلاوي في منصب المستشارة!!

في كل ظهور يعيد علينا عادل عبد المهدي حديث الفرصة التي ضاعت من البلاد بسبب استقالته، ويحاول أن يسوق بضاعة حكومية منتهية الصلاحية، دون أن ينتبه مرة واحدة إلى أن هناك عشرات الضحايا سقطت كل يوم برصاص القوات الأمنية أو الجماعات المسلحة التي أُريدَ لها أن تحمي الخراب والفشل.

يتحدث عادل عبد المهدي بإلحاح عن أنه الديك الفصيح في السياسة والاقتصاد على الرغم من أنه نسف كل علاقته بالأولى حين ارتضى أن يكون تابعًا للكتل السياسية، وفي الثانية، حين لعب ذلك الدور في ملهاة المناصب والدرجات الخاصة.

لم يترك عادل عبد المهدي خطابًا أو مؤتمرًا صحفيًا إلا وأهان فيه مطالب العراقيين وأحلامهم بالعدالة الاجتماعية، ولم يستغل الفرصة التي أتيحت له كي يعتذر للتظاهرات وللدماء التي سالت، فقرّر أن يواصل السخرية والانتقام من المتظاهرين، ويقول كذبًا على لسان ناطقه الفصيح عبد الكريم خلف إن الاحتجاجات كانت عملًا تخريبيًا مسلحًا، قامت به قوى خارجية، لتمارس انتقامًا من العملية السياسية والديمقراطية العراقية.

الأزمة في مكان وعادل عبد المهدي في مكان آخر، وكان يمكن بالقليل من التواضع والمعرفة بمشاكل الناس أن تنتهي مشكلة الاحتجاجات في الأيام الأولى، لكن بدل معالجتها، تحولت إلى خطب تخوين وصراع على من يقتل المتظاهرين اولًا، ووجدنا عقلية حكومية لا تريد أن تتصالح مع هموم المواطن، عقلية استعلائية بالوان باهتة ، ولهذا رفض عادل عبد المهدي ان يعترف بالملآسي التي حدثت خلال توليه المنصب ، وبالدولة التي استباحتها الاحزاب المسلحة وهو ينظر اليهم مطمئنا على كرسيه ، وبالموت الذي اعتقد أنه مجرّد صوَر يراها على شاشة التلفزيون، ولم يدرك طبيعة الاحتجاجات ومطاليب الشباب.

كان يُفترض أن يستخدم عادل عبد المهدي، عدسة مكبرة في النظر إلى ما يحدث لانه للاسف يعاني من قصر في النظر، وان يقرأ جيدا الوجوه التي رفعت شعار نريد وطن ، لو فعل لجنب البلاد الدماء والخراب .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 22-04-2020     عدد القراء :  1368       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced