عيد العمال العالمي في زمن جائحة كورونا
بقلم : عبد الجبار نوري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

 يحتفل عمال وعاملات العالم بعيدهم وسط تحديات سياسية وأجتماعية وأقتصادية تهزُ العالم تحت ظل الرأسمالية المتوحشة المتعددة الرؤوس والباحثة عن النفعية الربحية في تكديس المال في أرصدة الكارتلات وعولمتها وما يرافقها من تأثيرات تترك آثاراً خطيرة على وحدة صفوف الطبقات الفقيرة والوسطى في العالم أجمع ، والآلة الرأسمالية تحصد الآلاف من الشغيلة والعمال والكسبة بأعتبارها وقوداً لحروبها العبثية ، وتلجأ لأسلوب أنتقائية  (مناعةالقطيع ) في أهمال شريحة المسنين والمعوقين دون علاج .

والملفت في سوداوية ونحس هذا العام 2020 على جغرافية هذا الكوكب الجميل تشهد أبتلاء البشرية بوباء كوفيد 19الذي أرتقى إلى طاعوناً أممياً الذي حصد أرواح الآلاف من الناس لتشمل آثاره القاتلة هبوط الأقتصاد العالمي لمستويات خطيرة أنذرت لغلق مصانع ومعامل وفصل العمال وشغيلة اليد بأرقامٍ مرعبة في جميع أنحاء العالم الرأسمالي والدول النامية وكانت من مخرجات هذا التسريح الظالم البؤس والشقاء والمعاناة الموجعة لأوسع شريحة أجتماعية في أرجاء هذا الكوكب الحزين والمبتلى ، أضافة إلى هبوط سعر النفط لأدنى مستوياته ضربت بظلالها السوداء على معيشة الطبقات العمالية والفلاحية وشغيلة اليد والفكر في جميع سكان المعمورة بالتأكيد أنها  عملت على تمزيق النسيج الأجتماعي والمعاشي .

وأرى أن ظروفا  فُرضتْ على هذه الطبقة مسؤولية التصدي لتلك التداعيات ووقف نزيفها لجعل آلة الحرب الرأسمالية غير فعالة ومؤثرة على وحدتهم ووعيهم الطبقي ومن أجل ذلك رسمتُ خارطة طريق نضالية وبخيارات متعددة حسب ما تفرضه زمكنة بلدانهم وظروفهم الجيوسياسية مثلا :

-الأضراب واالأعتصام كقوة ضغط على أصحاب القرارلتحقيق " التغيير " .

- التحزّب السياسي في التمترس بأحزاب سياسية من اليسار التقدمي الذين قد هضموا الأشتراكية العلمية  نظرياً وتطبيقاً.

- أتحاد الأحزاب العمالية واليسارية ضرورة ملحة في رسم رؤية واضحة لما تعيشه البشرية في ظل النظام الرأسمالي .

- تفعيل نشاط نقابات العمال .

- النضال في دعم مكانة المرأة العاملة في المجتمع .

- تحصّن الطبقة العاملة بالنظرية الأشتراكية العلمية لحمايتها من الوقوع صيداً سهلاً في الشبكة العنكبوتية للرأسمالية الطفيلية الجشعة .

وبكل معاني الأكبار والأعتزاز نحيي عمال العالم ونشارك أحتفالاتهم الأممية في الأول من أيار ( عيد العمال العالمي ) بالرغم مما نعاني من نكوصات وفاءاً وعرفاناً وتخليداً لنضالات الأحرار من العمال الذين سقطوا في شيكاغو 1886 م دفاعاً عن حقوقهم وحرياتهم حين تصدوا للكارتلات الأحتكارية للرأسمالية الجشعة بصدورٍ عارية وبطون خاوية وشعاراتهم لا للظلم ---- لا للأضطهاد العنصري ، وكانت مطاليبهم في البداية تخص ساعات العمل ألى ثمان ساعات حتى سميت تلك الحركة العمالية ( من أجل الثمان ساعات ) ، والعمل على تخفيف مشكلتي الفقر والبطالة ، وتحسين أوضاع العمال بقانون الضمان الأجتماعي ، وقانون ضريبة العمل ، بيد أنهم جوبهوا بالرصاص الحي من قبل الشرطة الأتحادية ، وبأمرٍ من أصحاب القرار ملاك المصانع الضخمة والمزارع الكثيفة ، وسقط المئات من العمال ، وسرعان ما أنتشر خبر مجزرة شيكاغو ألى كندا وأستراليا وبعض مناطق أوربا ، وتزامن تلك الحركة العمالية مع صدور" البيان الشيوعي"  لماركس وأنجلز والذي أضفى لها الطابع السياسي وأنتشار الفكر الأشتراكي منذ القرن الماضي ، وتسارع الأحداث العالمية التي عملت على تقوية مسار الحركة العمالية كثورة أكتوبر المجيدة 1905 الروسية .

وما يخص الطبقة العاملة العراقية

وللأسف المؤلم حلول العيد الأول من أيار في هذا العام بالذات على طبقتنا العاملة العراقية كغيمة سوداء ينعدم فيها الضوءٌ في نهاية النفق ، ويتلاشا الأمل القريب في الأفق ، بل أفراح هذا العيد غرقت معنا سوية  ونحن في ( تايتانك ) الوطن الآيل للأستقرار في قعر المحيط المظلم  ، وليعلم العالم أن طبقتنا العاملة العراقية اليوم في قلب العاصفة في ساحة الأحتدام والصراع بين الدولتين أمريكا وأيران وأستلابات حكام الأسلام السياسي الراديكالي التي غيّبت الفرحة في آمال الجميع في واقع تفاقم البطالة والأمية والمرض ، وسط أحتقان طائفي وأثني ومناطقي ومشاكل عصية وأزمات خانقة وسط أحتقار دور المرأة العاملة ومصادرة مكتسباتها وشرعنتْ تواجدها في البيت وشمولها بفتوى ( الأسر والسبي والعورة ) والبيع في أسواق النخاسة ، ومصادرة حقوق الطبقة العاملة النقابية بتعسفية شديدة بعدم الأعتراف بها كأوسع شريحة في المجتمع وكطبقة معترفة  بها في العالم ، وهي اليوم تعاني البؤس وشظف العيش فأخذوا منها كل شيء ما عدا ( الدمعة والضحكة ) وكلاهما وجهان لعملة واحدة التي هي المأساة والحزن ، بالرغم من هذا التغييب ومصادرة هويتها وتضليل عنوانها أنها تحتفل بهذه المناسبة الأممية غايتها الوقوف بحزم ضد التوجهات الأمريكية وعملائها حكام الدين السياسي بمواصلة النضال وبأصرار في تثبيت حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها :

- ألغاء القوانين الجائرة والأجراءات التعسفية التي صدرت بحقها كقانون رقم 150 سنة 1987 الذي حول العمال إلى موظفين .

- الدفاع عن حقوق المرأة المغتصبة وهي في ظل الحكم الأسلمة السياسية .

-  النضال من أجل أصدار قانون العمل الجديد وتقاعد العمال في الضمان الأجتماعي يساير معايير العمل الدولية .

-  أرجاع مؤسسة " أتحاد نقابات العمال " وبصيغ ديمقراطية يضمن حقوق جميع عمال العراق .

-  تشغيل المعامل والمصانع المعطلة والمغلقة منذ 2003 لأعادة عمالها لمعالجة البطالة الحقيقية والمقنعة .

-  مساهمة العمال في العملية السياسية ولأنها داينمو الأنتاج وأساس أركان العمل .

-  دعم حقوق المرأة العاملة في الأمومة ، وتقليل ساعات عملها .

-  وفي العراق المحتل يكون الأول من أيار حافزاً للتحرير وهي المسؤولية الوطنية أمام الطبقة العاملة التي هي رأس الرمح في المجتمع .

  المجد للطبقة العاملة في أرجاء العالم وكل العرفان والوفاء لطبقتنا العمالية العراقية في عيدها الأممي المزدهر-----

في نيسان 2020

  كتب بتأريخ :  الجمعة 24-04-2020     عدد القراء :  1881       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced