الثقافة قادرة على التغيير.. لكنْ
بقلم : طالب عبد العزيز
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في دوامة الرعب التي اشعلتها جائحة الكرونا في العالم، هل ثمة حاجة بنا الى الشعر والموسيقى والسينما والفنون الأخرى؟ أو لنعدّل من صيغة السؤال الى:

هل تجد النفس الإنسانية القلقة والخائفة المرتعبة اليوم في قصائد البكاء على الأطلال وقصائد البطولات التاريخية وقصص الملاحم وأهازيج الحروب والموسيقى الصاخبة وسينما الاكشن الأميركية ما يسليها ويعينها، ويدعم حاجتها الى الهواء والتفكير بالعيش الرغيد والآمن؟

معلوم أن ثقافة (اليانكي) التي سادت الربع الأخير من القرن العشرين أبعدت تأثير ثقافات وفنون كثيرة في العالم، أو ربما حلت محلها وأفقدتها تأثيرها في الكثير من الشعوب، وما فعلته الماكنة الإعلامية الاميركية في العقود الثلاثة الأخيرة جعل الكون أقل عناية بالإنسانية وترسيخ قيم الجمال، فما عدنا نصغي طويلاً الى الموسيقى الهادئة والأغاني التي تتحدث عن الحب والإخلاص للحبيب والتغني بوجوب إحلال السلام بين الناس، كان حكماء الصين يعتقدون بأن الموسيقى الصاخبة نذر في تدمير المجتمع. وهكذا، لم يعد للسينما الايطالية والروسية وسينما العالم الثالث أي تأثير أزاء ما تنتجه السينما الأميركية، التي نجحت في تسويق فكرة الموت والخراب وجعلت من صورة الدم نهاية العالم.

قد تبدو الصورة بشيء من المبالغة، لكنَّ فاحص الحقائق يشير الى أننا لا يمكن أن نعزل ما يتعرض له العالم اليوم جراء استشراء وباء الكورونا، وما تخطط له الدوائر هناك، أبداً، وتتناول الأخبار عشرات القصص التي تحدثت عن الوباء قبل وقوعه، سواء عبر قصص في السينما أو في أغنية لمادونا او في تصريحات مسؤولين كبار، هذا، إذا أردنا عقد القرائن الواضحة، الدالة على ما مخطط له، لكننا ساعة ننظر الى ما عملت عليه الشركات الصناعية الكبرى، وما يدور في غرف العمليات السرية في أميركا وأوروبا والصين أيضاً من خطط للتسابق، في تقليص نفوذ الآخر، والاحتراب العلمي، فضلاً عما يضح علينا في وسائل الاعلام سرّاً وعلناً من هول ندرك حجم ما يخططون له.

لكن، وبعيداً عن حمّى الصراعات هناك، ألا يجدر بنا، نحن في العراق والشرق العربي- الاسلامي، أن نعي ما يلزمنا القيام به لاستعادة حياتنا، على وفق اشتراطات ثقافتنا ومجتمعاتنا، هل سنظل نلهث وراء وهم النعيم الذي وقعنا فيه؟ أما زلنا نعتقد بان ما تحقق من الحياة هناك هو المثال والانموذج؟ وهنا لا يعني دونية كل ما انتجته (الحضارة) في أميركا وأوروبا، أبداً فالإنسان هو الإنسان في كل مكان، خلاق وفاعل ومؤثر، لكنَّ الحكومات والشركات هناك لها ما تريده، ومن ثم رؤيتها في تدمير العالم.

أقول هذه، ولا أريد تخطي قضية فاعلة ومؤثرة مثل الثقافة، حيث ابتدتُ، ألا نرى بأنها قادرة على تغيير مسار حكوماتنا المتخلفة؟ ألا نثق بقدرة الفكر والفلسفة والشعر والموسيقى والفنون على الانقلاب وإحداث التغيير؟ يقول هيرمان هيسه(1877-1962) في لعبة الكريات الزجاجية: "بإن انقاذ أوروبا من التدهور آنذاك انما تم بواحد من أمرين أحدهما العثور على أحد عشر مخطوطاً موسيقياً ليوهان سيباستيان باخ.." أتحدث عن منتجي الثقافة الحقيقيين، الذين يؤمنون بالحياة وموجباتها، ولا أتحدث عن (مثقفي الاحزاب وخونة الضمير وبائعي الأوطان الى الاجنبي.)

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-04-2020     عدد القراء :  1350       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced