الساعون للعودة الى عبد المهدي
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

التغيير في بلدان الكرة الأرضية ألوان.. والحكومات أيضا.. وإذا كان تاريخ الثورات في العالم قد عرف الأبيض والأزرق والأخضر والأحمر، فإن بعضًا من جهابذتنا قرروا أن يكون "الأسود" لونًا معتمدًا للتغيير الذي حدث في العراق عام 2003،

وذلك من خلال محاولات لا تتوقف للتشكيك بـ"أهلية" العراقيين، وبأنهم مجموعة من سكان الكهوف، لا يجوز تعريضهم للضوء، اليوم نجد من يطرح التساؤلات الخبيثة حول حاجة البلاد إلى رجل قوي "الساعدين والمنكبين".. هؤلاء بعد أن وفرت لهم الديمقراطية الحصول على المناصب والمنافع، قرروا في لحظة غدر شتم هذه الديمقراطية، لأنها تمنع وجود حاكم يجلس على أنفاس الناس إلى نهاية العمر .

تخبرنا تجارب الشعوب بأن أكثر من عشرة رؤساء تغيـَّروا في أميركا منذ منتصف القرن الماضي، وانتقلت فرنسا من الديغولية إلى الاشتراكية إلى الوسطية، أكثر من مرة، وخرج من الحكم زعماء في بريطانيا بحجم ماكميلان وتاتشر، ولم تقم تظاهرة في نيويورك أو باريس أو لندن، ولكننا في العراق نجد مَن يصـرّ على أن الأمم تذهب مع ذهاب جهابذتها مثل عادل عبد المهدي .

أعطى العراق في ظل ساسة الطوائف مثالًا سيئًا لضعاف النفوس، لم يعد الولاء للخارج مخجلًا ولا خيانة، لم تعد الشعارات المثيرة للأحقاد والضغينة جريمة.. وبدل نداء الأوطان وواجبات الوطن، أصبحنا نرى من يفضل نداء الغرائز والوحشية على لغة التسامح والمودة.

الذي حدث بعد سبعة عشر عامًا من التغيير، هو أن الناس وجدوا أنفسهم يعيشون في ظل "استعمار" وطني، تم من خلاله الاستيلاء على البلد سياسيًا واقتصاديًا.. وإخضاعه بالقوة.. وشل إرادته االاجتماعية.. ونهب ثرواته وفرض سلطات تعطل إمكانات النمو وحرية التفكير.. وهذا هو الخطر الحقيقي وليست الديمقراطية، لأن الأنظمة الحديثة نزعت القداسة والبطولة عن الحاكم.. لم يعد خالدًا.. ولم يعد "مغوارًا".. فنحن لا نريد أن نؤمن بأن المسؤول موظف عمومي يُدير مؤسسات الدولة في فترة انتخابه، ويغادر من أجل شخص آخر لديه قدرات وطاقات جديدة.. البشرية كلما تقدمت كانت أميل إلى نزع أقنعة "الألوهية" عن حكامها، لتتخلص من أوهام تربط الحكم بالدين أو بالبطولة في ميادين الحرب.

اليوم صار هناك آباء للقتل وزعماء لعصابات الجريمة، ووجدنا من يغامر بمستقبل الوطن وينسف آمال المستقبل، ولم تبقَ هناك ضوابط اجتماعية أو أخلاقية. فقد انتقل ساستنا المتقاتلون على الكراسي، إلى مذاهبهم وقبائلهم وطوائفهم، ولم يعد يهمهم أن يبقى الوطن واحدًا، إذا كانت في تعدد الأوطان زيادة في الأرصدة والامتيازات.

اليوم الشعوب تقدمت بفضل سعي مواطنيها إلى نزع أقنعة القداسة عن المسؤول والسياسي ، وتخلصت من أوهام تربط الحكم بالقوة.. والأمان بتحويل الشعب إلى مخبرين ووشاة.. والعدالة في فتح أبواب الانتهازية على مصاريعها!.

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-04-2020     عدد القراء :  1227       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced