دولة عسولة
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

وأنت تشاهد فديو المدعوة " عسولة " وهي تصرخ وتشتم القوات الامنية وتهدد بالاتصال بكبار المسؤولين دون ان يقول لها احد " على عينك حاجب " ، تذكر عزيزي القارئ ، صور سحل وضرب الشابات والشبان أصحاب الشهادات العليا الذين اعتصموا سلمياً أمام مجلس الوزراء مطالبين بفرص عمل،

هل سألت نفسك عن أن العراقيين الذين قدموا كل هذه التضحيات من أجل الديمقراطية التي يتغنى بها معظم المسؤولين، يجدون انفسهم اليوم وكأن شيئاً لم يتغير وان الاجهزة الامنية لا تزال تمارس دورها القمعي الذي مارسته مع شباب تظاهرات 2011 ، ومع المحتجين في البصرة، ومع كل من تسول له نفسه ان يقول: انا املك حقوقا في هذه البلاد . من باب التذكير فقط احيلكم الى خطابات ومناحات قام بها اعضاء "اجلاء" في مجلس النواب وهم يشاهدون الشرطة البحرينية تستخدم العنف في تفريق التظاهرات.

في دولة " عسولة " تقول تقارير اللجان المالية والرقابية إن خسائرنا على الكهرباء بلغت أكثر من ثلاثين مليار دولار عدًا ونقدًا، وقد يكون الرقم زائدًا أو ناقصًا. لكن، إذا كان ما صرف على الكهرباء مبلغ يعادل ميزانية دولة مثل الأردن لثلاث سنوات ونصف فهذه كارثة، وإذا كنا حتى هذه اللحظة لا نعرف أين تبخرت هذه الأموال، فالكارثة أعظم. وهناك ما هو أعظم: أن نذهب إلى صناديق الانتخابات للتصويت للسراق .

الجزء الأكبر من أخبار ساسة العراق مضحك ومخجل، مثله مثل الأخبار التي تقول إن عزت الشابندر سيكتب مقالات عن الديمقراطية التي يريد من الشعب ان يحفظها جيدا ..الديمقراطية التي تقول ان هذه البلاد بعد ان حصدت من النفط مبلغًا ربما تجاوز التريليون دولار، تقف على أبواب المنظمات الدولية نتسول المساعدة

كنّا جميعاً أنتم وجنابي نحلم أن يكون العراق بعد عام 2003 بلداً للرفاهية والعدالة والقانون، لكنّ الذي حدث كان خارج الأحلام. اختُطف التغيير من قبل أحزاب سعت إلى أن تفصِّل الحكم على مقاسها الخاص، وأصبحت العدالة الاجتماعية، والتسامح والعيش المشترك مؤامرة ماسونيّة. وتحقّق شيء واحد: دولة الفرهود. في كل يوم يكتشف المواطن العراقي انه على حافة المجهول. والمجهول في كل مرة مؤلم، لأنه يتعلق بمستقبل الملايين من الناس الذين لاتعنيهم معركة أحزاب السلطة على كراسي الحكومة، ما دام الخراب يخيم على مؤسسات الدولة

كان الروائي الايطالي الشهير ألبرتو مورافيا يقول لا يمكن ان تكون هناك إيطاليا إلا إذا اعترف السياسيون أن هناك دولة إيطالية قبل ان يكون هناك سياسيون، مشكلتنا أن المسؤولين يعتقدون أنهم وُلدوا قبل الدولة والوطن، ولولاهم لضعنا وضاع العراق وضاعت معه السيدة "عسولة"!!.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-05-2020     عدد القراء :  1281       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced