حذاري من الطموحات العثمانية والفارسية
بقلم : ايليا حلبـي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

   يبدو أن البعض يحاول جاهداً اعادة عجلة التاريخ الى الوراء وبأساليب لا تقرها القوانين العصرية  وترفضها الإنسانية جملة وتفصيلاً وما يجري في الساحة هو تأكيد لانتهاك تلك القوانين وتحدي لرغبات وتطلعات الشعوب المتحررة فكرياً عن تلك القوى التي تحاول  فرض ارادتها على ارض الواقع كما جرى في الماضي البعيد. فلو راقبنا تحركات الأتراك على الساحة العربية تارة واخرى تجاه اوربا لتأكد لدينا انه النهج نفسه الذي كانت تنتهجه السلطات العثمانية السيئة الصيت كما سمعناه من الذين عايشوا جزءاً من التاريخ السيئ لتلك الامبراطورية وعاصروا مذبحة سيفو التي راح ضحيتها ملايين المسيحين من مختلف الطوائف او تعلمناه من مراحل دراستنا. فالمتتبع لسياسة الرئيس التركي يراه مرة يخاطب الأوربيين وبلهجة التهديد انه سوف يغرّق بلدانهم بالمهاجرين وحتماً بينهم من دسهم عمداً من الإرهابيين لينقذوا العمليات الائرهابية في البلدان التي تأويهم وكما يحدث الآن في العديد من الدول الأوربية . وبمرور الأيام ياضح شيئاً فشيئاً أن جل اولئك الإرهابيين كانت ترعاهم تركيا وتدربهم على اراضيها حتى اصبحت البوابة الرئيسية لعبور الإرهاب لا الى اوربا فسحب بل حتى  الى الدول العربية  وما يحدث اللآن من تدخلها في الشأن السوري ،دليل آخر لاتحقيق ما ترنو اليه القيادة التركيةمحاولة اعادة عجلة التاريخ الى الوراء لتعيد سيطرة  بني عثمان مرة اخرى ، فقد دمرت العديد من المدن والقرى السورية وشردت شكانها بحجة اقامة منطقة  امنية ولكن الهدف نفسه لا لايتغير مهما تعددت التبريرات  انه حلم الزعامة التركية بالسلطنة لتعيد ماضي اسلافها القيبح.

وما يجري هذه الأيام في ليبيا والتدخل في شؤونها انه خير دليل على ذلك بالإضافة الى التحالفات مع بعض اقطار المغرب العربي وهذا يدل على اطماع ونوايا مبيتة. والا ما علاقة تركيا بالجزائر وليبيا ضمن تحالف واحد وما اهداف هذا التحالف الذي حاول استمالة تونس وباءت محاولته بالفشل . ومن جهة  اخرى هو التجاوز على الحدود المائية لقبرص بحجة التنقيب عن النفط الا انه بحد ذاته هو تجسيد لتطلعاتها التوسعية . وكذلك لا  ننسى تجاوزاتها على الحدود العراقية واجتياحها شمال البلاد براً وجواً ، ولمرات عديدة عسكرت فيها جنودها عنوة في نقاط عدة وفي تعنتها تبقي حاميتها في العمق العراقي وبالقرب في بعشيقة ، وما في هذا التعنت الا التدخل  الصارخ في شؤون الغير وتمهيداً لرغباتها التوسعية ومحاولة تحقيق الأحلام المريضة لبعث العثمنة على الوجود.

اما جارتنا الشرقية ، ان رغبتها في التوسع وبتصدير الأفكار الطائفية لا تقل خطراً من جارتنا الشمالية ( تركيا )

وما يحدث الآن في بلادنا من تمددها وتدخلها في مختلف شؤون الحياة  وبواسطة ميلشياتها واحزابها الدينية وما حل من تدهور في الأحوال الإقتصادية والأمنية وما رافقها من تفشي الفساد واهدار المال العام والبطالة في اعلى معدلاتها وخاصة في صفوف المتعلمين طيلة الأعوام ما بعد السقوط ، يكشف عن التدهور الحاصل في جميع مرافق الحياة والظروف الشاذة التي يمر بها البلد .

ان كل هذه التدخلات والأزمات الداخلية التي يشهدها البلد ، ادت الى انفجار ثورة  الشباب المتحرر ضد الفساد والتدخل ، وهي التعبير الصادق عن رغبات ملايين العراقيين . وسوف تستمر هذه الثورة الى أن تتحقق الأهداف المرسومة مهما كانت اساليب الصفويين واحلامهم المريضة وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً .

إن الذين يقتفون نهج الأتراك عادة لاعادة امجاد الصفويين ، لفضهم التاريخ وقضى على غطرستهم ، وأن اسلاف شهبور وكسرى لا زالوا تراودهم احلامهم بطاق كسرى وباعادة تلك الأمجاد التي يندى لها الجبين لما اقترفوه من الأعمال البربرية ضد الإنسانية ، الا انهم وبكل وقاحة تراهم يحاولون تحقيق ذلك وبشتى الأساليب لا تختلف بشيء من اسلافهم. وما كان تدخلهم في البلدان العربية الذي بدأ من العراق ومروراً في سوريا ولبنان واليمن الا خير دليل لتلك الكوارث والويلات المت بشعوب هذه البلدان . وقد امتدت تنظيماتهم الطائفية الى الشمال الأفريقي.

ان جميع هذه التدخلات هي ادلة دامغة لتحقيق احلامهم المريضة في عودة امبراطوريتهم التي عاشت فساداً في المناطق التي سيطرت عليها خلال تاريخها المظلم . اما الحكومة العراقية ليست ما تعنيه الكلمة بالمعنى الحقيقي لها ، لأنها تحت  تأثير الإرادات المتعددة فلا حول لها   ولا قوة  ،وكان الله بعون العراقيين الأصلاء.

  كتب بتأريخ :  السبت 06-06-2020     عدد القراء :  1182       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced